اللحظة الثالثة

3K 63 10
                                    

تنهدت وهي تلقي نظرة على الصورة الملتقطة علي غلاف المجلة:
-وحشتني أوي يا آدم

تهكمت عليها الجالسة علي الكرسي المتحرك:
-خايفة مصيرك يبقي زي يا كارمن

دمعت عيونها وهي تخبرها عن مدي اشتياقها إليه:
-يا ماما أنت مش حاسة بيا أنا بموت من غيره أنا محتاجة له

زمت شفتيها قائلة:
-أنا قلت لك أنه محبكيش جوازه منك كان مبني على مصلحة أختار الفلوس و أنت هرب و سابك

صدح صوتها وهي تحتضن صورته:
-أنت مش حاسة بيا بقولك بموت من غيره محتاجة له جسمي نشف من غيره أنت فاكرة أن سهلة عليا أن أتقبل فكرة أن خدعني لعب بمشاعري علشان يوصل لهدفه أنه عمره ما فكر فيا ولا شافني ست حتي لما قضي ليلة معايا كنت عارفة أنه كداب لكن قلت أضحك علي نفسي مش مهم اتجوزت الراجل اللي حبيته ومش عايزة غيره

مسحت دموعها وهي تسألها:
-أنت عاجبك حالك كل ليلة تصبري نفسي أنه راجع

تنهدت الأخري بضيق تطلب منها الصمت:
-خلاص يا ماما كاريمان رجعت تعالي يا حبيبتي

تنفست بصعوبة واضعة يدها اليمني فوق صدرها بينما سألتها عن أسباب تلك الحالة:
-مالك يا ماما أنت كنت بتعيطي

مسحت دموعها وهي تعدل من وقفتها:
-لأ،وهعيط ليه،أنا عيوني وجعاني كنت بجرب العدسات الجديدة

قهقهت ساخرة من ذلك الهراء:
-كارمن كانت بتجرب العدسات

تنهدت بضيق قائلة:
-عملت الواجب علشان نخرج

قفزت في مكانها وهي تردد:
-هنخرج

ما أن وقعت عيونها علي المجلة التي تحتضنها والدتها تبسمت وهي تسألها:
-أنت كنت بتعيطي علشان بابا وحشك زي

ضعف صوتها وهي تخبرها عن مدي اشتياقها إليه:
-وحشني أوي

قطع حديثهم صوت رنين جرس الباب،بينما ركضت الصغيرة وهي تفتحه تسمرت في مكانها بسبب رؤيتها والدها متوقف خلف الباب دمعت عيونه وهو يسألها:
-أنت كاريمان

دمعت عيونها وهي تسأل والدتها:
-صوت آدم

اكتفت بإيقاظها لتبدأ بالصراخ وإطلاق السباب اللاذع متهمة إياها بالغباء:
-آدم أيه اللي هيرجعه فوقي بقي أنت ألف واحد يتمني نظرة منك

أومأت برأسها بالنفي وهي غير مصدقة ما سمعته قدمت قدم الأخري في النهاية قررت مواجهته علي أي حال
لم ينتبه لها!!كان كافياً بالنظر لطفلته الصغيرة التي تحتضنه:
-كان نفسي أشوفك سألت ماما عنك كتير أوي

حيرة،دهشة بسبب رؤيته لها بهذا الشكل المختلف!!علي كل حال أصبحت إمرأة غير مميزة!!بالنسبة له!!
-أيه رأيك تيجي معايا

أومأت برأسها قائلة:
-ياريت

حملها بين ذراعيه وها هو يتابع نظرات عيون الواقفة يرتجف جسدها خوفاً من أن تفقد طفلتها الصغيرة:
-أبوس أيديك يا آدم رجع لي كاريمان أنا مقدرش أعيش من غيرها

امتعض وجه واحتدت ملامحه،فالتزم الصمت،واضع يده حول رقبتها:
-سبع سنين معرفش أن عندي بنت،استغلت سفري

إستمرت في الاعتذار له:
-أنا عندك أعمل فيا اللي أنت عايزه،عايزني اتنازلك علي أملاكك اللي اخذتها أنا موافقة أمضي لك علي أي ورقة أمضي عليها،رجع لي كاريمان

بدأ حديثه بالتوعد والبقية تأتي!!
-أحسن لك تسكت علشان بنتك لو عرفت أنك أخدت فلوس أبوها وخبيت عليها أن عندها أب مش هترضي تشوفك ثاني

حركت الطفلة الصغيرة كفها الأيمن وهي تسأله:
-ماما مش جاية معانا
-
نهاية اللحظة الثالثة

لحظات أنوثة/ Nahla Zaghloul حيث تعيش القصص. اكتشف الآن