❤️القصة مستوحاة من أحداث حقيقة ...لم تكن تتوقع أن يأتي عليها يوم وتتمنى أن ترجع بالعمر عشر سنوات للخلف لكي تعيد ترتيب أولويات حياتها، لم تكن تعلم أن قرار تم اتخاذه منذ سبع سنوات سيكون القرار الوحيد الخطأ بحياتها وإنها ستتجرع من وراء قرارها هذا كل تلك المشاعر المختلطة بالألم والندم..
نعم آتى ذلك اليوم الذى خابت به كل توقعاتها وسقطت إلى الهاوية، هى لم تكتشف ذلك مؤخرًا بل بدأت باكتشاف ذلك الشعور مع مرور أول عام منذ اتخاذ ذلك القرار، وكلما مر عام آخر تأكد شعورها بذلك الإحساس ولكنه أصبح قويا جدًا لدرجة أنها لم تعد تتمكن تجاهله، الآن وبعد مرور كل تلك السنوات أصبح يمكنها القول أنها لم تصل لأي من أحلامها، أضاعت ألطف سنين عمرها بالبحث عن وهم يدعى الحب ووهم يدعى السعادة ووهم يدعى الاستقرار، كل تلك الأوهام لم تفلح فى تحقيق أيًا منها والأبشع من كل هذا أنها تقف الآن على شفا حفرة من اليأس والاحساس بالألم والشعور بعدم الأمان.
دعونى أقدم لكم التعيسة التى لم تحظ بأي شعور تمنته فى حياتها، أعرفكم بنفسى أنا فچر.. الفتاة التى تبلغ من العمر الآن سبعًا وعشرين عامًا، أضعت منهم عشر سنوات فى أمنيات مخيبة للآمال، فحياتي كلها كانت تسير بشكل طبيعي حتى دخلت المرحلة الثانوية، كنت كمعظم فتيات جيلي أهتم بمظهر الرجل أكثر من أي شئ آخر، ولكن مع الوقت لم أعد أهتم بذلك الأمر وقلت لنفسي حينها لن يفرق مظهر الرجل إن لم أجد معه الحب ولكن كنت قد قررت وقتها قرار أن أتجنب الرجال ووجهت كل إهتمامي حينذاك بالقراءة والكتابة.. نعم تلك هي هوايتي التي أُحِبها بل أعشقها، كانت تعزلني عن العالم بشكلٍ كنت أحبه كثيرًا.
كان والدي يسعد جدًا عندما يرانى أقرأ أو أكتب وكان يشجعني على ذلك وأحب أن يراني يومًا ذات شأن عظيم بهذا المجال.
والدتى كانت ترعاني كأى أم حنون وكانت لا تعارض أيضًا تلك الهواية ولم تكن تتذمر بجلوسي كثيرًا للقراءة أو أى شئ آخر، فوقتى كله كان إما للمذاكرة أو للمتعة بأشياء أحبها وقت الأجازات، لا استطيع أن أنكر أفضالها علىّ، فهى كانت تعاملنى أنا وأخوتى كقطط مدللة دومًا ترعانا ولا تغفل عيناها عنا أبدًا، كنا كأى أسرة والمشاكل التى تتواجد بمنزلنا كأى مشاكل تتواجد بأي أسرة مصرية عادية، ولكن لحظة رغم كل هذا العطف والتشجيع من والدي ووالدتي لم أكن أجد الإحتواء المناسب لسني، لم أجد من يتكلم معي ويوجه مشاعري للطريق الصحيح، كانت المشاعر التى بداخلي مشتتة لم تجد من ينظمها، لم تجد من يقول لها ها هو طريقك.
ظلت أمي تظن أننى طفلة حتى جئت لها بيوم وقلت:
_أمي.. أنا أحب.اندهشت بالفعل وجمدت تعابير وجهها، لم أدري حينها لم تصدق أم لم تستوعب من الأساس ما الذى قلته،كل ما أتذكره حينها تلك الصفعة التي أخذتها على وجهي وكأنها شرارة لبداية تمردي وعصياني، بالطبع الخبر انتشر بأرجاء المنزل كالنار فى الهشيم، لم يصدق أبي حينها ما سمعه ولكنه قبل أن يوسعني ضربًا سألنى سؤال واحد:
_من هو يا فچر؟؟؟