بعد دعوة المرأة لقمر لحضور العرس،وإصرار المرأة ذهبت قمر للعرس وقد جذبت الأنظار بجمالها وملابسها الأنيقة،باركت للمرأة وذهب الى ام عزمي واخته وسلمت عليهما، وقد ردا التحية بجمود ولا مبالاة فقط من أجل الناس التى تنظر إليهن،ظلت قمر تتحدث مع بعض النسوة على طاولة ام عزمي التى تجلس بها والنسوة ينظرن لها نظرات متابينة بين الإعجاب والغيرة، لحظات وأستأذنت قمر لدخول دورة المياة، واثناء ذهابها سمعت إمرأة. تقول لحماتها : قمر اسم على مسمى إن ولدك محظوظ للغاية.
نظرت لها ام عزمى مستنكرة كلمات المرأة : بل منحوس لقد تزوج ابنة حرام.
وقعت تلك الكلمات على أذن قمر مثل قذائف النار،لكن تمالكت نفسها وادعت عدم سماعها لهذا الهراء.بعد خروجها من دورة المياة ودعت المرأة بعد مباركتها للعروس.وخرجت حزينة لا تعلم لماذا هذا العداء من ام زوجها واخته،لقد فعلت معهما كل خير،لكن لم تجنى منهما غير الشر و سوء المعاملة.لقد سَئمت من كل هذا.عادت الى بيتها اهلهاحزينة ولم تخبر أحداً.
لكن شعرت اختها دعاء بها،ومن ملامح وجهها الذي تغير ،فليس هذا الوجه الذي ذهبت به،اقتربت منها وسألتها : ماذا بك؟ هل حدث شيء ازعجك في الحفل؟
تنظر لها قمر متظاهرة پأن الامور على ما يرام وتبتسم : لا يا حبيبتى لم يحدث شيء،انا فقط مرهقة من الطريق وانا احمل شروق على يدي. لكن دعاء كانت فتاة ذكية وحنونة للغاية لقد كانت تعرف قمر من نظراتها،ولما لا وقد ربتها قمر على يديها فكانت لها الاخت الكبرى والام الثانية ايضاً.
لكن دعاء ظلت تُلح على قمر.
دعاء : تحدثي معي ماذا صار في العرس اخبريني وإلا قلت لي امك تأتي لترى ماذا بك.!
قمر بسرعة : لا لا تخبري امي بشيء وانا سوف اخبرك.
ثم قصت على دعاء ما كان من ام عزمي،حزنت جدا دعاء ثم اخبرت قمر لو حدث شيء اخر اخبري امك.
لكن قمر كانت كتومة لا تريد أن تحزن إحسان او يصير مشاكل أكثر.
بعد دقائق طرق أحد ما الباب ذهبت دعاء لتفتح لقد جائت صديقتها الحميمة زيزي، صديقتها منذ الدراسة الثانوية والجامعية لم يفترقا ابدا، فتاة منفتحة وجريئة،تحب الثراء ورغد الحياة، صفاتها لا تتشابه مع صفات دعاء بل نقيضها، وقد يجتمع النقيضين. اخذت دعاء زيزي وجلسا بعيدا عن الجميع بمفردهما،
زيزي : لقد قدمت على عمل معلمة في مدرسة خاصة وتم قبولي،انا سعيدة جداً.
دعاء :هذا عمل جيد كثيرا مبارك عليك صديقتى الحبيبة،ولكن لما لا تخبريهم عني اريد العمل معك.
زيزي تبتسم : ومن اخبرك انى لم اخبرهم،لقد اخبرتهم بالفعل وطلبوا ان تاتي كي يتحدثوا معك.
فرحت جدا دعاء لانها سوف تعمل مع صديقتها زيزي.
مر عام تلو العام وقمر تدخر مصروفها وتشتري به بعض الذهب وتتركه حتى يذيد سعره ثم تبيعه.ظلت هكذا حتى اشترت قطعة ارض.
ثم باعتها بسعر اعلى واشترت اخرى وظلت هكذا تشتري الذهب وتبيع حتى كثر مالها، كانت تريد أن يعود عزمي من الخارج فتقدم له المفاجأة،انها ادخرت مصروفها لعمل ثروة له وان يعود ويرتاح من العمل والسفر.
وفي احد الايام كانت دعاء في العمل وفجأة سقطت على الارض، هرولت اليها زيزي مع بعض صديقاتها،
وأخذوها الى المستشفى، علمت قمر بما حدث فذهبت بسرعة الى المستشفى.
ظل الجميع ينتظرون خروج الطبيب كى يطمئنوا على دعاء، ظلوا ينتظرون على أحر من الجمر كان الوقت يمر ثقيل مثل الجبال، وفجأة خرج الطبيب ليهرول اليه الجميع، قمر وهى ترتجف من الخوف والقلق: ماذا حدث اخبرنا عن دعاء ارجوك؟
الطبيب: انا أسف لقد دخلت في غيبوبة سكر ،لقد اكتشفنا أنها مصابة بسكر في الدم.
وقف الجميع في ذهول،وظلت قمر وإحسان تبكيان.ظلت دعاء في غيبوبة قرابة الاربعة أيام.
وبعدها آفاقت. وقد حذر الطبيب أنها معرضة للغيبوبة في اي وقت ويجب الانتباه لها.
مرت الايام وقمر تسير على دربها تتدخر وتتاجر بالمال حتى استطاعت ان تبني منزل كبير وتأجره بالكامل وتعمل في بيع وشراء العقارات.
كانت زيزي تعمل بائعة في محل للهدايا بعد انتهاء عملها في المدرسة، وفي أحد الايام دخل عليها رجل كبير بالسن يبدو من هيئته انه ثري للغاية، ذهبت اليه زيزي كي تساعده في إختيار ما يريد،وعندما رآها الرجل أعجبته كثيراً وبعد أن إشترى ما يريد اعطاها إكرامية من المال وكان مبلغ كبير يوازي عمل زيزي شهرين.فرحت زيزي كثيرا بالمال،فهذه اكثر إكرامية حصلت عليها منذ ان قررت العمل.
فظلت تحدث نفسها ،كيف يعيش الاثرياء برفاهية ورغد من العيش ولا يعملون مثل الفقراء طوال اليوم من أجل حفنة من المال، لقد كانت زيزي تحلم بالثراء من اقصر الابواب.بعد.انتهاء العمل ذهبت زيزي الى دعاء تخبرها عن المال الذي حصلت عليه.
زيزي وهى. سعيدة للغاية : لقد جاء اليوم في العمل رجل كبير واشتري بعض الهدايا غالية الثمن ثم اعطاني مبلغ كبير من المال انظري كم !
دعاء وهى لا تُبالي : جيد ولكن لما اعطاك كل هذا المال انه كثير؟!
زيزي تيتسم : انه رجل كريم وثري جدا لا يهتم بهذا المال،هو له شيء بسيط بالنسبة الى ثروته.
دعاء تصمت قليلاً ثم تنظر الى صديقتها : أخشى ان يكون غير ذلك، الاثرياء بعضهم لا يعطي شيء بدون مقابل يا صديقتي !
زيزي تصمت وتفكر في كلمات دعاء ثم تقول : وماذا يريد شيخ كبير من فتاة مثلي؟! انت دائما هكذا تظنين ظن السوء.
دعاء : لست اظن السوء ولكن الامر غريب،وكل ما اود ان اخبرك به أن انتبهي منه ومن غيره،بعض الناس الشر يجري منها كالدماء في عروقها.
زيزي تُشيح بيدها لدعاء معترضة على حديثها: حبيبتى انت تظنين أن كل الناس اشرار،وتخافين كثيرا من الناس ولا تحبي ان تكوني إجتماعية،انا اتعجب لك، انظري الى اختك قمر إنها تخرج وتهتم لنفسها ولها صديقات كثيرة .لما لم تكوني مثلها؟!
تبتسم دعاء : قمر غيري،هى تحب الخروج وانا لا هى منفتحة للناس وانا لا،أنا اخاف من الناس بطبعي.
مر اليوم وفي اليوم التالي واثناء عمل زيزي فجأة وجدت الشيخ الكبير قد عاد مرة اخرى اليها.
تري ماذا حدث وماذا سيحدث؟
تابعوني
أنت تقرأ
بنت الحرام
Ficción Generalفتاة يتيمة يقوم بتربيتها صديق والدها بعد وفاة والدها ووالدتها ولكن تكبر وتكتشف انها ليست ابنتهم ويطلق عليها الناس بنت الحرام