- مُقَدَمّة

435 17 3
                                    

=الساعة الواحدة ليلاً و مازلتي مستيقضة ، كان يجب عليك النوم باكرا حتى لاتتاخري على رحلتكِ غداً

-اعلم هذا ، لكن كان علي تحضير كل شيئ و التأكد من انني لم انسى اي شيئ . آه يا إلهي انا خائفة جدا ، أشعر انني سأفقد شيئا ما ، و لكنني متحمسة ايضا جدا . فأنا و أخيرا سأكون قادرة على الخروج من هذا البلد
= بالطبع ستخافين ، هذا شيئ طبيعي فانتي ستسافرين وحدك . لكن لاتدعي الخوف يُحبِطكِ فهذا ما حلمتي به دائما، ولاجل هذا كنتي تدرسين دائما
-

وآه ، هل هذا حقا انت ؟ انت الذي تتكلم هكذا ؟
من هذا الرجل ، ماذا فعلت بأخي ؟ اين هو !!

"قالت هذا بأسلوب ساخر و هي تُناضِر اخاها الصغير الذي بدء يضحك فورا بعد سماع كلامها و برر
نفسه قائلا" :

=هذا انا ، انه انا اخيك ، لكن علي ان انضج قليلا بما أنك راحلة

- حسنا حسنا ايها الأخ الناضج ، عليك الخروج الأن انها اوشكت على ان تصبح الثانية صباحاً و يجب أنّ اكُمل حَزم حقائبي كي انام قليلا قبل رحلتي

"قالت هذا وهي تلاعب بشعر اخيها ذو التاسِعة عَشر عاماً تستشعر بدفئ قربه ، لربما ستكون اخر مره لها
ابتسم جاك ابتسامة دافئة لاخته واستشعر
بحبها و خوفها عليه تقدم لها كي يقبلها
على جبهتها قبلة النوم ليتركها تنام قليلا
فلديها رحلة في الصباح الباكر "

جاك : تصبحين على خير اختي العزيزة ، عليك النوم و الارتياح جيدا فلديك سفر طويل ، ساترككِ الأن ، احلاماً سعيدة

"قال لها هذا الكلام اللطيف و هو خارج من غرفتها ، مغلقاً الضوء لتنام اخته بسلام .
بعد غلق الاضواء بدئت تشعر بالاختناق شيئا فشيئا
، لم تكن قادرة على الحركة فجأة و لم تستطع مناداة اخيها و اذا بسريرها الناعم فجأة ينقلب ليصبح بقسوة الصخر يحرق ضهرها ، تريد الصراخ لكنها لاتستطيع تحريك لسانها ، يبدء سقف غرفتها بالتلاشي شيئا فشيئا لكنها لاتستطيع رؤية ما ورائه ،
يختفي كل شيئ في ثانية لتستيقظ بدلو من الماء البارد كالجحيم و بصراخ يعلو في المكان"

=الم تنامي بما فيه الكفاية ؟ عليكِ الذهاب للعمل الأن و ألا لن تنامي بهذا البيت مجددا

"تنظّر فِي الفَراغ ، تصمت للحظّات غارقة في تفكيرها و دموعها تنهمر ، لتدرك بعدها انها و كعادتها ...
كانت تحلم ، حلمٌ لطيف ينتهي بنهاية مأساوية كل صباح"

جاك بصراخ : ايتها الحمقاء بماذا تحدقين عليك الذهاب الى العمل الان و الا  .....

"تقاطعه جيني بصوتها المبحوح الذي يتقطع من بكائها"

جيني : كفااك ، كفاك صياحاً ، لماذا علي العمل كل يوم لِأجني كل المال بَينّما انت لاتفعل اي شيئ ، هااه !!؟
جسمي يؤلمني بشدة و لا استطيع التحرك حتى
ولم انم سوى ساعتين فقط في آخر ثلاث ايام ، علي ان ادرس و أعمل لجني المال و تنظيف البيت و الطبخ لك أيضا؟ كل هذا و انت جالس تستمتع مع اصدقائك ؟

جاك : حسنا ، ليس عليكِ الدراسة ، كل ما عليك فعله هو ترك الجامعة لتحصلي على وقت للنوم و العمل اكثر .

جيني : هل أنت جاد الان ؟ تريدني ان اترك الجامعة و دراستي مثلك تماما ! وبعدها ؟ ماذا سيحل بنا ، أيها المجنون انا في سنتي الأخيرة و الامتحانات اقتربت و انت تطلب مني هذا بدل مساعدتي في العمل ؟ جاك مابِك ، أخبرني ماذا حل بِك لمّا اصبَحتَ هكذا ، أنا لمّ اعد اعرِفُكَ بعد الآن
فمنذ ثلاث سنوات و أنتَ هكذا

"تنهي جملتها الاخيرة حيّنما تساقطت دمعة من عينها لَيّعُم الصمت لثوانِ ، أستجمعت قواها كعادتها لتستيقظ حتى تستعد الذهاب الى العمل ، تذهب الى خزانة ملابسها لتاخذ شيئا لتبدئ يومها به ، تلتفت اليه قبل خروجها..."

جيني بنبرة يملئها البرود و الهدوء : لاتعتقد أنني أفعل هذا خوفاً منك ، فقط لانك اخي اتحمل حماقاتك هذه ، لكن تذكر جيدا ان هذا لن يدوم و ستستيقظ يوماً ما باحثا عني و لن تجدني .

"قالت هذا بثقة وهي مغادرة لتغيير ملابسها
لتستعد لبداية يوم جديد تاركة جاك خلفها
يفكر في كلامها للحظّات قليلة ، ذهب الى الخارج
مفكراً بكلامها قائلا في نفسه....."

*ربما قسوت عليها قليلا ، حسنا اياً يكن ، انها تثرثر كثيراً هذا الايام ، ماذا قالت !!
'ستستيقظ يوما ما باحثا عني ولن تجدني'
هاه مجنونه
وأين تريد الذهاب مثلا ،  لماذا ازعج نفسي
بترهاتها ففي نهاية كل يوم ستعود لي مثلما تفعل دائما*

في مكان آخر و في استراحة عملها
وتحديدا الساعة الثانية عشر ضهرا تُخّرِج جيّني هاتفها لتبدء بمراسلة شخصا ما
- مرحبا
- كيف حالك
- هل انت نائم ؟
- كيف كانت رحلة العمل ؟ هل حصلت على الترقية؟

تترك هاتفها فجأة و تستقيم واقفة عند دخول عميل للمقهى ، تتقدم لتأخذ طلبه

"مرحبا ، ماهو طلبك سيدي"

قالتها بلطافة و بوجها المبتسم له
ليطلب الآخر قهوة وبعدما انتهت منها قدمتها له
وبعد مرور ساعة الى ساعتين رن منبه هاتفها
معلناً عن شيئا ما

جيني :  أنه اليوم !!  لقد تأخرت، آه يا إلهي علي الذهاب الأن .

"ذهبت مسرعة الى رئيس عملها لتخرج مُبَّكراً بضع ساعات"

جيني بتوتر : هل يمكنني أخذ باقي اليوم اجّازة؟ سيدي ارجوك ، انه امر طارى

الرئيس : ....

نهاية البارت

______________
_______
______________

هذه البارت قصير جدا ...اعتبروه ك مقدمة و تعريف للقصة بس
البارتات الجاية اطول و احداثها مشوقة اكثر 💕💞

لقد كان أمنيتي || He Was My Wish حيث تعيش القصص. اكتشف الآن