اجلس وحيدة مع ألم يعتصر قلبي لما قد حدث .لكم احتاج ان تضمني بين يديك وان اكون لك العمر كله .
فانا بحاجة اليك لأشعر بالامان معك .. ليكون لدي من يحميني من هذه الحياة اللعينة .. اخذت مني كل ما أملك ولم تعطني شيء مما اريد .
كنت أتي أليك واتكلم معك.. كنت في غاية السعادة معك .. بعد ان اعود الى بيتي اجد امي طريحة الفراش تنتظرني .. لم تكن تمنعني من زيارة خاطبي وحبيبي وكل عمري .
كنت احدثها عنك كثيرا .. وهي تبتسم من بين الالم .. كانت مطمأنة على ابنتها بعد موتها .. ستكون غاليتها مع الشخص الذي تحبه ويغار عليها ويحميها من هذه الحياة .
لكنها لم تكن تعلم انه سيترك وحيدتها بسببها .. تركتني لانني ﻻ اقدر على ان اترك امي وحيدة تصارع مرضها .. تركتني من غير ان تلتفت إلي .. من غير ان تواسيني .
حين تركتني كانت امي في اخر ايامها .. لم اخبرها انك تركتني .. كنت انا اعلم انها سترحل وانني سألج اليك بعد رحيلها .
بعد رحيلها ضاقت الدنيا علي .. مكثت في بيتي طويلا ولم يأتني احد ولم يتصل علية احد .. كنت اطلب من الله كثيرا ان يلحقني بأمي لأترك هذه الحياة .. كان يمر علية اليوم اشبه بسنة .. لم أمل من مراقبة الباب عسى ان يأتني احد .. عسى ان تأخذك قدماك الى بيتي ولو على سبل الخطأ .. لكنك لم تأتي ﻻ بعلمك وﻻ بخطأك .
اتى العيد الجديد وهو في هم وحزن .. رن هاتفي فكان المتصل ابي .. ليته لم يتصل ولم يتذكر انه يملك فتاه في اول العمر .. اتصل ليهنئني في العيد ويسأل عن صحة امي التي قد رحلت .. اخبرته انها قد ماتت .. فأخذ يضحك ويقول قد ارتحتي منها .. واسمع اصوات من عنده يضحكون ويبتهجون لرحيل غاليتي .
لم اتحمل ما يقولون اغلق الهاتف ولعنت اللحظة التي رفعت الهاتف عليه .
حقا لم يبقى لي غيرك .. ذهبت الى بيتك فرأيتك تجلس مع فتى تدعى زوجتك .. كنت اكذب عيني .. دخلت البيت وانت تنظر إلي وتضحك .
لم انسى كلماتك تلك .. كنت تقول للتي معك
"انظري هذي تركتني لاجل انسانة مشلولة"صرخت في وجهك وانا ابكي واقول
"هي امي لست اغلى منها"خرجت من بيتك .. وانا اسمع ضحكاتك تعلو .
رجعت الى بيتي الحزين وانا ابكي .. لماذا كل هذا لي ؟؟!
هل كان عيبا ان اسهر على من سهرت علي حتى اوصلتني الى هذا عمري ؟
هل عيبا ان اسهر لها ليلة هي التي سهر الليالي لاجل راحتي ؟وانا اعلم انها وصلت الى هذه الحال بسبب حرصها على سلامتي .
هي قد افدتني بنفسها .. حين كادت ان تدهسني سيارة .
بسبب تلك السيارة كسرت العديد من فقرات ضهرها .. حتى عجز الاطباء عن علاجها .
تركها زوجها الذي يدعى والدي بعد تلك الحادثة .. ترك من افدت أبنته .. تركنا بعد ان ارسلنا الى بلد غير بلدنا .. حيث ﻻ يوجد من يعيننا .. وترك بعض من المال لنعيش به .. ﻻ اعلم من اين اتت له هذه الرحمة ليترك لنا المال .. وﻻ اعلم من إي قلب خلق قلبه من إي كره ينبض قلبه الاسود .
فكان واجب علي ان ابقى ارعاها العمر واحرص على سلامتها كل عمري وازيد عليه .. لكنها تركتني وحيدة وذهبت الى بارئها .
وفي هذه الحياة اللعينة .. ﻻ املك بعد الله احدا سوى حبيبا اسكنته قلبي .. ليتركني ويبقي على مسكنه في قلبي .
ها انت ذا تجلس مع زوجتك وابنك .. واجلس انا مع قلبي الذي ﻻ يهوى سواك .
لكم احتاج الى ان اجلس في مكاني السابق الذي تجلس فيه زوجتك الان .
علمني كيف احاول نسيانك علمني كيف انشغل بشيء يبعدني عن التفكير فيك .. ﻻنني ﻻ اقول لك انساك فهذا ليس مستحيل بل انما هو شيء ابعد من النجم البعيد .
فكل شيء في داخلي ينطق باسمك .
وها انا جئت الاراك للمرة الاخيرة و اودعك فيها واذهب الى حيث يشاء الله .. فلا املك مكانا من بعدك وﻻ املك اهل سواك .. وﻻ املك قلبا ليحب غيرك .
مع تحياتي هدى بكر
أنت تقرأ
ﻻ أملك سوى حبيبا يسكن القلب
Short Storyمن يسكن القلب اولا هو الذي يبقى ابدا "ما الحب إلا للحبيب الاول"