الجزء الثاني عشر

191 6 0
                                    

ذهبت زيزي الى العمل وفجأة رأت الشيخ الكبير وكان يدعى الدهشوري، امام عينها وقد دلف الى المكان ينظر لها نظرات إعجاب، ارتبكت زيزي وصافحته.
الرجل : الحقيقة لقد جئت هنا لك انت ولا اريد شراء اي شيء،سوى أن اركٕ.
ارتبكت اكثر زيزي وتوترت للغاية : اهلا وسهلا بك وشكرا على حضورك.
الدهشوري : انا رجل اعمال كبير في هذا البلد قد تسمعين إسمي في كل مكان انا الدهشوري.وانا لا احب أن يضيع وقتي ،أحب أقصر الطرق، لذلك اريد ان اتحدث اليك على إنفراد.
زيزي تقف لا تعرف كيف ترد ثم تنظر الى صاحبة المحل، يفهم الرجل مرادها، فيذهب الى السيدة يتحدث معها،لحظات وتأذن لها بالذهاب معه.
كانت خائفة منه، شيء يريد الذهاب معه داخلها،واخر خائف يردد على اذنيها كلمات دعاء، مترددة حائرة لكن قطع شرودها صوت الرجل : هيا بنا السيارة بالخارج، استسلمت وخرجت وركبت معه السيارة،اخذهم السائق الى كافيه كبير في العاصمة
جلست وطلب الدهشوري اشهى الطعام ثم نظر لها وهو ياكل: انا اريد الزواج منك، انا رجل ثري للغاية،لكن وحيد ليس لي زوجة ،لى ولدان وهما الان كبرا ويهتما بحالهما جيدا.وانا كبرت واريد من يهتم بي ويؤنس وحدتي، وسوف اكتب لك ما تريدي من مال وعقارات بأسمك.ثم صمت ينتظر منها إجابة.
زيزي وقد غمرتها السعادة بما قال لكن سعادة يشوبها
عدم الرضا بعمر الرجل فهو يكبرها بكثير انه في عمر جدها،لكن المال والعقارات والحياة التي تتمناها،
نظرت اليه وقد بدى عليها الحياء : دعنى افكر وسوف ارد عليك قريبا.
وافق الرجل وانتهت الجلسة وذهبت زيزي الى دعاء مباشرة تاخذ رأيها برغم معرفة رأيها مسبقاّ فهى تحفظها مثل نفسها، جلست اليها وكان يبدو على وجهها السعادة.
دعاء نظرت لها وقالت : ماذا بك اراك سعيدة ؟!
زيزي تضحك : نعم وهل هذا شيء عجيب أن اكون سعيدة؟! شردت قليلاً ثم استرسلت : لقد جاء الرجل اليوم وعرض علي الزواج.
دعاء تنظر لها بتعجب : هذا مجنون كيف ينظر اليك وهو اكبر من والدك رحمة الله عليه.
تضحك زيزي : بل اكبر من والدي رحمة الله عليه انه بعمر جدي.
دعاء تنظر لعين زيزي وقد علمت انها تفكر بالزواج منه، لكن زيزي تحاول الهروب من نظراتها .
دعاء : بالطبع انت رفضت طلبه اليس كذلك؟
زيزي تصمت وتنكس راسها ثم ترفعها وتهرب من عين دعاء: لم ارفض او اوافق حتى الان، ولكن..ولكن
ما العيب ان اتزوجه سوف اعيش. عيشة الاثرياء وارتاح من العمل ليل نهار، هل يعجبك ما نحن فيه من فقر ؟!
دعاء بحدة : نحمد الله اننا ناكل ونشرب ونلبس غيرنا لا يجد قوت يومه،ثم انك تبيعين نفسك بالمال لرجل مسن بينه وبين القبر بضعة خطوات !!
ثم اخبرينى من هو الرجل وما اسمه؟
زيزي تصمت قليلا فهى تعرف أن صديقتها لو علمت باسم الرجل سوف ترفض بشدة وربما هددتها بالابتعاد عنها فهى تعرف أن الرجل له سمعة سيئة في البلد، وهى ايضا تعلم ان صديقتها محقة،لكن حلم الثراء يسيطر على عقلها،فتنظر الى دعاء : ليس بيع لنفسي انا سوف اتزوجه على سنة الله ورسوله.ثم اخذت حقيبتها وخرجت مسرعة لحظة دخول قمر الى البيت.
قمر تنظر الى دعاء متعجبة من خروج زيزي هكذا وليس من عادتها !
قمر :ما بال صديقتك تخرج مسرعة وكانها غاضبة من شيء ما،هل تشاجرتم؟!
دعاء.: لا لم نتشاجر هى فقط تذكرت عمل تقوم به وقد جلست ونست وعندما تذكرت خرجت مسرعة. قمر : اين ابنتى شروق لا اراها هنا ؟
دعاء : اخذتها امك وخرجت بها الى الجيران لزيارتهم. ولكن اين كنت انت ؟
قمر : كنت اقوم بمباشرة بعض الاعمال في المنزل الذي يتم بناءه، ثم تركتها قمر ودلفت الى غرفتها.
ذهبت زيزي الى والدتها وتحدثت معها ورفضت والدتها لكن مع إصرار زيزي الشديد وافقت، وجاء الدهشوري وتم الاتفاق على كل شيء، وقرر الرجل ان يكتب لها بعض العقارات ووضع مبلغ كبير من المال في حسابها بالبنك،غير المهر والذهب.
زيزي انتبهت ان اولاده الاثنين لم يحضرا الخطبة فتحدثت معه.
زيزي : لماذا لم ارى اولادك في الخطبة لماذا لما يحضرا ؟!
الدهشوري يصمت قليلاً : لديهم اعمال كثيرة ولا يوجد لديهم وقت.
زيزي : لديهم عمل ام لا يوافقون على زواجنا ؟
ينظر لها الدهشوري متعجب من معرفتها : واذا لم يوافقوا لا يهم ذلك هل هما يتحكمان بي وبماذا. اريد او افعل ؟! كل الثراء الذي هما فيه من مالي ومن يدي وليس لهما فيه شيء ، انا افعل ما اريد ليس لاحد ان يمنعني،لا تلقي لهم بال.
زيزى وقد شعرت بالقلق : لكن اخشى أن يفتعلا المشاكل معي بعد زواجنا.
الدهشوري: لا احد يجرأ على افتعال مشكلة معك او معي هذان اولادي،انت لا تلقي تشغلي بالك بهما،انت لا تعلمين مع من تكوني!!
صمتت قليلا زيزي وقد شعرت ببعض الاطمئنان من كلمات الدهشوري.
نظر لها الرجل وقال : انا لا اريدك ان تعودي للعمل مرة اخرى،سوف اعطيك المال الذي تريدنه.
زيزي : لا لا يجب ان انهي بعض الاعمال بالمدرسة سوف انهى واسلم موقعى للمديرة قريباً قبل الزواج.
مر اليوم وذهبت زيزي للمدرسة الصباح كالعادة وهناك جلست اثناء الاستراحة في غرفة المعلمين شاردة الذهن،لحظات ودلف الى الغرفة زميلها بالمدرسة ومُعلم اللغة العربية سيف، كان في المرتبة الثانية في الصداقة بعد دعاء،فكانت زيزي تستسيره في كثير من امورها، ودعاء رغم عدم اندماجها في علاقات صداقة كثيرة الا أنها كانت تستريح في صداقتها مع سيف،فكانتا الاثنتين يعتبرون سيف صديق لهما.
راي سيف زيزي شاردة الذهن.
فسالها: ماذا بك يا زيزي هل حدث لك مكروه ؟
زيزي تنظر له وتبتسم : لا لا انا بخير ولكن حدث شيء امس ونسيت أن اخبرك به،سامحنى.
سيف يفكر : ماذا حدث ؟ خيرا إن شاء الله؟
زيزي : لقد تمت خطبتي امس.ونسيت أن ادعوك،ولكن العريس طلب ان تقتصر. الحفلة. على الاهل فقط.
سيف ينظر لها بتعجب،وفي هذه اللحظات تدخل دعاء و تجلس معهم وهى تنظر الى زيزى نظرة حزن وعتاب.
سيف : مبارك لك، ولكن لما اراد العريس أن يكون الحفل هكذا،كنا نريد ان نحتفل بكما.
دعاء بسخرية : لان العريس ولا يريد ان يراه احد او يعلم احد بخيبتها.
زيزي تنظر لها بغضب ولكن تصمت وتنكس رأسها،انتبه سيف لهذا الامر وقد شعر بالقلق.
سيف : لماذا يا زيزي يريد ذلك؟!
تصمت زيزي ولكن ترد عنها دعاء : الم تخبريه أن العريس في اكبر من والدك لا لا بل اكبر من جدك؟!
سيف ينظر لزيزي وهو في قمه التعجب: ماذا شيخ كبير ! لكن لما وافقت يا زيزي هل أجبرك احد على الزواج منه؟
زيزي تتلعثم : لا لا انا اريده وافقت وانتهى الامر،
دعاء: من اجل المال وافقت على الزواج منه.
سيف : من اجل المال تتزوجي شيخ كبير يا زيزي؟!
وهل المال يصنع السعادة ؟ أنت مخطئة، تزوجي من شاب في مثل عمرك تحبيه ويحبك و يكون بينكما تفاهم وحب.
هنا وقفت زيزي وهى تزفر زفرات الاختناق وتتركهما وترحل.
جلس سيف ودعاء يتحدثان كيف يمنعان زيزي من ارتكاب تلك الحماقة.
ترى ماذا حدث وماذا. سيحدث ؟
تابعوني

 سيحدث ؟ تابعوني

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
بنت الحرامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن