كان يسير في عجله من أمره وعلى وجهه ملامح جديه وقلقه قرع على باب مكتب صديقه والذي يعلو عنه بمرتبه منه
حامد: اتفضل ..... اهلا عامل ايه
كارم: والله مش تمام خالص
حامد: طب اقعد بس الاول ... خير
كارم: ده رابع محضر تحرش يتعمل ف الأسبوع ده ومنظمة حقوق المرأه مش ساكته ومش مديانا فرصه نشوف شغلنا .
حامد: وبعدين ايه العمل
كارم: قولى هو محضر النهارده ف نفس المنطقه؟ ولا منطقه مختلفه؟!
كارم: نفس الحى بس مناطق مختلفه
حامد: حلو يبقي تلملى كل المشتبه فيهم نرميهم عندنا ف التخشيبه وساعتها نكون سكتنا بتوع حقوق المرأه والجو هدى
كارم: ياحامد بيه الموضوع مش سهل زى مانت فاكر المره دى بجد مش هيسكتو وحددو معاد مؤتمر النهارده وشكلهم مش ناويين على خير
خبط على مكتبه وقال بانفعال:يعنى ايه مؤتمر هو احنا فضينلهم نسيب بقي القواضي اللى ادامنا واللى ورانا ونسيب المجرمين اللى بيقتلو وبيسرقو الناس ونقعد نسمع للزفت المرأه
كارم: متنساش ان المتحرشين مجرمين برده ودى قضيه مهمه جدا وبصراحه المرأه مظلومه ف النقطه دى .
حامد: هما سايبين لينا فرصه نتعاطف معاهم ولا نعمل اى حاجه . اى حاجه تحصل نلاقيهم طالعين زى البتاع بيتكلمو ف اى حاجه
كارم : هدى نفسك ياحامد لإنك اجبارى تحضر المؤتمر وتسمعهم كلهم بكل صبر ولو انفعلت بالطريقه دى معاهم هيقلبو علينا اكتر الكوره ف ملعبهم هما لإنهم شايفين دلوقتى انهم ف اقصي مراحل الظلم وانهم مش واخدين حقهم ف المجتمع زيهم زى الراجل
هم حامد بالكلام لكنه قاطعه..
عارف ان الكلام ده مش مظبوط واحنا بنحاول على اد مانقدر نرضيهم بس ارجوك حاول تتمالك اعصابك
____________
تانى يوم
اخرجه من تفكيره صوت رنين التليفون الموجود على المكتب فرفع سماعته ورحب بالمتصل ولكن سرعان ماقطب جبينه قائلا :
يافندم ايه الكلام اللى حضرتك بتقوله ده جيش ايه
_ليأتيه الرد : نفذ اللى بقولهولك وامشي ف الإجراءات
حامد: يافندم ماينفعش حضرتك مش متخيل الخطر والغلط اللى بنعمله
_ غلط؟! انت مش هتعرفنى شغلى نفذ اللى بقولهولك بالحرف مش ناقصين وش اكتر من كده
حامد : انا اسف يافندم وطبعا تحت امرك ف اللى تقوله بس استأذنك تعيد النظر ف القرار ده تانى ده اكيد هيفشل يافندم ستات ايه اللى تخش الجيش يافندم مستحيل تبقي منظومه ناجحه احنا كده هنضيع الجيش اللى هو ساند بلدنا اصلا احنا هنضيع البلد بإيدينا وف الآخر تبقي حجتنا عشان المرأه ماتزعلش انا اسف ف اللى هقوله تتفلق يافندم.
-حاضر ياحامد هحاول اتكلم معاهم تانى بس صدقنى مفيش حاجه ف ايدنا غير ان احنا نسكتهم ومش هنعرف نسكتهم غير لما نسمع كلامهم......المره دى قضية تحرش على بنت واحد من كبار البلد ومسنود اوى يعنى أعلى منى ومنك ف النقاش ف الموضوع ده هيوصلهم ان احنا رافضين وجود المرأه معانا ف المجال ف متحاولش تأثر عليا تانى عشان مش ف إيدى حاجه .
حامد: انا اسف يافندم واوعدك هحاول ادرس الموضوع .... مع السلامه
وضع السماعه فى غضب ، دخل كارم عليه
كارم: ايه ؟!
حامد : شكلهم هينفذو كلامهم علينا
كارم: قولتلك المره دى مش هيسكتو .... طب بقولك ايه اهدى كده وتعالى نفكر بره بعيد عن دوشة المكتب
حامد: هنروح فين
كارم: تعالى عندى ف البيت
حامد: لاء انا هاخد إلهام للدكتور النهارده مش هعرف اجى معاك
كارم: ماشي ابقي طمنى
حامد: عايزك تروح للنقيب محمد السيد بس الأول تدرس طلبهم كويس اوى حاول تهاجم الفكره وتغلطهم على اد ماتقدر بس كله بالعقل والمنطق اكيد مش هوصيك
كارم: انا فعلا اشتغلت على الفكره ولقيت ان ده هيأثر ع الدوله
أولا: معندناش مدربين نساء وبالتالى كده احنا ممنعناش المضايقات وهيبقي صعب على الجيش الرجاله هما اللى يدربوهم ويأهلوهم
ثانيا: ده هيكلف الدوله جامد، احنا محتاجين زِيّ ليهم وبالتالى هنحتاج لقماش لإن أكيد تفصيل بدلتهم هتبقي مختلفه عن بدلة الرجاله وهتحتاج قماش أكتر
ثالثا: احنا محتاجين مبنى كبير جدا طبعا هيبقي على حسب العدد اللى هيقررو يدخلوه وبالتالى الغرف عايزينها مغلقه
رابعا وده الأهم: لامؤخذه كلنا عارفين الظروف اللى بتمر بيها الست كل شهر وده ضد قوانين جيشنا لإن احنا محتاجين أفراد جيشنا كل يوم ، ده غير ان لو اتعرضنا لأى حرب هما مستحيل يشاركو فيه ولا حتى ينفعو يقفو حراسه يعنى احنا لو جبنالهم مدربين رجاله من الجيش بتاعنا كده احنا بنقلل من مرتبتهم مش بنرقيهم ده غير اهدار الوقت والطاقه عليهم وف الاخر احنا مش هنستفيد منهم بحاجه ، وكمان لما فكرت شويه قولت ماهى المرأه دى اللى هى بنتى وبنتك واخواتنا واحنا اكيد كرجاله مش هنوافق بناتنا تبات بره البيت لإنهم هيبقو ف فترة خدمتهم ، الموضوع كبير اوى ياحامد
كان ينصت إليه بكل تركيزه ويتفاعل معه بتعبيرات وجهه ويوافقه الرأي فى كل ماقاله بالطبع لن يعارضه ف أى شيء لأنه غير موافق على هذه المهزله
حامد : عظيم ياكارم كنت واثق انك ادها
كارم: ومش بس كده انا بالفعل اتصلت بالنقيب محمد واخدت منه معاد .
حامد : ماتنساش تتصل بيا بعد ماتخرج من عنده وتطمنى
قاطعهم صوت اتصال من زميل اخر لهم رفع حامد سماعة الهاتف الموضوع على مكتبه
حامد : الو....... ليه ايه اللى حصل ...... طيب طيب هفتح اشوف ، واغلق الاتصال
كارم : ايه اللى حصل
حامد : مش عارف افتح التليفزيون كده على قناة الاخبار بيقولو فيه حادثه ف المنصوره
كارم : تبقي اكيد نزلت على المصرى اليوم هفتح اشوف صفحتهم على النت
حامد : ربنا يستر
فتح كارم صفحة الأخبار وبدأ بقراءة الخبر بصوت عالى
" مقتل الطالبه نيره أشرف خلف سور جامعة المنصوره على يد زميلها حيث قام بطعنها عدة طعنات وذبحها وقام احد افراد الأمن بإمساكه ولكن بعد فوات الأوان "
وضع حامد يداه الاثنان على رأسه مسندا على مكتبه وقال : يعنى كانت ناقصه حسبي الله ونعم الوكيل
كارم : معقول ده حصل طالب هيقتل زميلته
حامد : اكيد فيه قصه ورا الموضوع
كارم : طب والعمل ده مش ف صالحنا خالص
حامد : والله احنا بنعمل اللى علينا
يقاطعهم للمره الثانيه صوت الهاتف رفع حامد السماعه وأجاب
حامد : الو ... ثم قال بصوت جاد ايوه يافندم ، حاضر يافندم ، حاضر
كارم : ايه تانى
حامد : اجتماع كمان ساعه وطلب منى ابلغك وابلغ الظباط بلغهم وخليهم يجهزو احنا داخلين على ايام سوده
كارم : حاضر ، عن اذنك
________
فى احدى المستشفيات الراقيه خرج دكتور من احدى الغرف المنتظر حولها رجل وامراه فى اواخر الخمسينات حيث اسرعو نحو الدكتور بمجرد خروجه
الأب: طمنى يادكتور هى عامله ايه دلوقتى
الدكتور : المتوقع انهيار عصبى من أثر الصدمه وكدمات بسيطه مش مقلقه انا اديتها مهدأ عشان تعرف تنام شويه بما تفوق اندهو للمرضه فورا عشان احتمال كبير تحتاج للمهدأ تانى
الأم بدموع: يعنى ايه بنتى هتعيش ع المهدأ طول عمرها ولا ايه
الدكتور : اهدى يامدام اللى حصل شيء غير متوقع بالنسبه ليها وطبيعى دى تكون حالتها انا هرشحلكو دكتوره نفسيه شاطره جدا اتمنى يكون على اديها الشفا وبنتكو ان شاء الله هتتحسن
الاب بإحراج : طب اااا انا اتطمن انها سليمه ازاى يادكتور
الدكتور: ماتقلقش بنتك بخير الحمد لله ولاد الحلال كتير ولحقوه قبل مايعملو فيها حاجه عموما باين من اثر الكدمات اللى ف كتفها انها كانت بتدافع عن نفسها
وهو زقها جامد انا هثبت ده ف المحضر
الاب: شكرا يادكتور
الدكتور: الف سلامه ... عن اذنكو
الام ببكاء وهى تضع يدها على قلبها : بنتى راحت منى لازم تجيبلى حقها
الأب : مش هنسيب حقها وأسامه مش ساكت رفع قضيه وكان فيه مؤتمر للمرأه امبارح حضره
قاطعته بصوت عالى : انا عايزه حق بنتى ييجي بإسمها مش بإسم المرأه انا عايزه حق چيچي وبدأت ف البكاء مره ثانيه
______________________
النقيب(محمد) : مفيش نقاش تانى انتو عارفين يعنى ايه قضية قتل وتحرش ف نفس اليوم !!
ياكارم : ايوه يافندم بس....
قاطعه بعصبيه وهو يخبط على الطاوله : مفيش بس انتو عارفين فؤاد الخولى ممكن يعمل ايه غير اهل نيره الله اعلم اهلها مين غلابه ولا مسنودين .....مدحت
مدحت : افندم
محمد: تعرفلى اخبار جريمة القتل دى اول بأول وتتابع منظمة حقوق المرأه مش عايز عينك تغفل من عليهم انا عايز عينك ف وسط راسك
مدحت : تحت أمرك يافندم
محمد : وانت ياحامد
حامد بملامح غاضبه وغير راضيه عما يحدث : نعم
محمد : عايزك بنفسك تكتبلى تقرير بكل المطلوب من حيث المبنى اللى هيتبنى والقماش وكل الأبعاد اللى كارم اتكلم عليها انا عايز كل تفصيله هنحتاجها وتكون مرتبه عشان التقرير ده هيروح للسيد الرئيس .... لسه عارف خبر ان الرئيس هيتكلم ف مؤتمر النهارده وعلى حسب كلامه وقراره هنشوف هنبعت التقرير ولا لاء
مدحت : تفتكر يافندم قراره هيبقي ايه
محمد : والله افتكر انه هيكون محتاج يرجع ثقة المرأه ف مجتمعنا من تانى المرأه مبقتش حاسه بالأمان هى دى الحقيقه ، البنت بتكون قاعده ف بيتها ويعتدى عليها والدها او اخوها ، مبقاش فيه أمان لا بره البيت ولا جوه البيت وأظن انتو اكتر ناس عارفين انتو ياما كانت بتجيلكو قواضي من النوع ده .
حامد : ايوه يافندم بس فيه حاجه اسمها چيم او يبعبو كراتيه ياخدو كورس دفاع عن النفس واحنا مستعدين نوفرلهم كل ده لكن بصراحه يافندم طلبهم المره دى صعب تنفيذه هو احنا علشان نحسسهم بالأمان نبوظ اقتصاد ووجهة الدوله
محمد : بالرغم من ان كلامك صح الا انى مبقاش ف ايدي حاجه القرار دلوقتى قرار السيد الرئيس
___
انتشر الخبر على مواقع التواصل الاجتماعى " كل قنوات التليفزيون المصرى معطله فى تمام الساعه السادسه مساء وسيتم عرض المؤتمر الذى سيتحدث فيه السيد رئيس جمهورية مصر العربيه « الرئيس عبد الفتاح السيسي » ."
الكل منتظر
انتشر خبر فكرة الجيش على مواقع التواصل الاجتماعى في خلال ساعات وقام البعض برفع هشتاجات منها المؤيد ومنها المعارض حتى أصبح موضوع الجيش للسيدات قضية رأي عام ومنتظرين حكم الرئيس فى هذه القضيه لينهى الجدل
هل سيدعم السيد الرئيس المرأه فى هذا القرار ؟
ف الواقع أصبح الموضوع مصدر سخريه لكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي اصبحو ينشرون فيديوهات للسخريه على المرأه كيف سيتعاملون مع الجيش وكيف ستكون خدمتهم برقتهم وضعفهم مما يثير غضب الفتيات اكثر ويتمسكون اكثر واكثر برأيهم .