اللحظة الرابعة

2.9K 54 4
                                    

-ماما اتأخرت ليه

تنحنح يسألها:
-أنت عايزة ماما

أومأت برأسها قائلة:
-أيوة

جثي علي ركبتيه رافع كفيه حول وجهها:
-أنت مش عايزة تعيشي معايا

أومأت برأسها قائلة:
-عايزة لكن ماما وحشتني

تبسم بعد أن رأي نظرات عيونه وهي تقبل وجنته:
-أنا كنت مستنية ترجع من زمان أوي ماما قالت لي أن بابا مسافر بعيد

دمعت عيونه وهو يسألها:
-ماما قالت لك أيه ثاني

حركت كتفيها وهي تخبره:
-كل يوم تمسك صورتك وتعيط و تقول بابا راجع

لعق شفتيه بلسانه:
-وبتعمل أيه ثاني

مطت شفتها السفلية قائلة:
-بتشتغل مع انكل عمر

استقام في مكانه واضع يده على كتفها:
-انكل عمر بيشتغل معاها
-
شقة 'كارمن'

قلبت عيونها وهي تسأله:
-مال وشك

أخفض رأسه خجلاً:
-آدم أتهجم عليا في المكتب

قلبت عيونها وهي تسأله:
-كاريمان هنعمل أيه مع آدم

طلب منها الإستماع إليه:
-كارمن مفيش حل غير أنك ترفعي قضية حضانة

دمعت عيونها وهي تسأله:
-القضية هطول في المحكمة لسة هستني 6 شهور علشان القاضي يحكم لي

استقام في مكانه واضع يديه حول كتفيها:
-ده الحل الوحيد و كمان ترفعي قضية تطلبي الطلاق

ازدردت ريقها وهي تسأله:
-طلاق

عاد يسألها:
-أنت مش كنت مستنية آدم يرجع علشان تاخدي حريتك

تبسمت والدتها بعد أن تلاقت أعينهم:
-قولها أن أفضل حل الطلاق خلينا نخلص بقي وتشوف حالها
-
شقة 'آدم'

-هو ده بيت مين

تبسم وهو يضع كوب القهوة فوق سطح المنضدة الرخامية:
-بيت جدو عزالدين

سألته عن أسباب ابتعاده عنها:
-هو جدو عزالدين فين

دمعت عيونه وهو يرد عليها:
-في إنجلترا لو شافك هيفرح أوي

أخرج المحفظة الجلدية من جيب معطفه يفتحها يخرج من داخلها الصور الفوتوغرافية الخاصة بوالده و والدته:
-دي صورهم عايزة تسافري لهم

أومأت برأسها قائلة:
-وماما هتيجي معانا

قلب عيونه وهو يرد عليها:
-هتيجي معانا بعدين لكن ده سر بينا

تبسمت وهي تسأله عن الصورة الفوتوغرافية الملحقة بالصور:
-صورة ماما

أخفض رأسه خجلاً:
-هعوضك عن كل السنين اللي كنت بعيد عنك فيها

طلب منها إخفاء الأمر:
-المهم محدش يعرف علشان ده سر بيني وبينك هعمل مكالمة و راجع لك

اجري مكالمة هاتفية ليرد الآخر عليه:
-مقولتش أنك راجع ليه

قهقه ساخراً من ذلك الهراء:
-مش وقته أهم حاجة عايز أشتري بيت هبعت لك العنوان في رسالة

ليرد عليه الآخر:
-دي حاجة سهلة ابعت العنوان و مش هنختلف

ليرد عليه:
-البيت اللي هشتري قصاد بيت واحدة عايزاك تقفلي المداخل و المخارج عليها

قهقه ساخراً من ذلك الهراء:
-آدم هي أيه الحكاية مين دي اللي عايز تقفل عليها المداخل و المخارج تهمك يعني

قلب عيونه وهو يرد عليه:
-مراتي
-
نهاية اللحظة الرابعة

لحظات أنوثة/ Nahla Zaghloul حيث تعيش القصص. اكتشف الآن