المقدمة

665 8 1
                                    

المقدمة

بمحاذاة سور ضيعة فلاحيه وفي ليلة ربيعية يتوسط القمر السماء الصافية ليضيء بضوئه الفضي الدافئ الأراضي الشاسعة على مد البصر الى من مزارع متفرقة بمساحات فلاحيه كبيرة يروي قصة مغايرة للقاء احبة.....
يمسك بيدها ويجري بأقصى سرعته دون مراعاة لقصر قامتها ولا لفستانها الطويل الذي ارتدته الليلة بغية ارضائه ....بينما هي تحاول مجاراته في الركض و كلبه الأسود الضخم يسابق سيده وكأنه يشجعه على بذل جهد اكبر .........
وصوت رصاصة ثانية يسمع ذويها عاليا وقد استقرت على بعد مسافة صغيرة جدا وجدا......من رجله اليسرى
فيندفع بسرعة اكبر وخوفه يسبقه بأميال وأميال ......لتتعثر هي ربما للمرة العاشرة وقد فقدت القدرة على العد وحتى التفكير منذ ما حدث......
(اسرعي لم يتبق شيء لقد اقتربنا )
وبعد خمس دقائق من الركض المتواصل لسلوكهما طريقا مطولة تضليلا لمطاردهما دخلا الى مزرعة عائلته من بابها الجانبي
تقع ارضا على بعد امتار من سور المزرعة ومباشرة بعد افلاته يدها
تنظر اليه وهو يتلفت يمينا ويسارا وعيناه تمشطان المنطقة القريبة من المزرعة خوفا من اكتشاف امرهما اوربما ما قد يتبع افتضاح لقائهما الغرامي الليلي ......
تلهث وهي تأخذ انفاسها بصعوبة فتزداد صعوبة التنفس اكثر وأكثر ودموعها تسيل غزيرة على خذها
يشرف عليها من فوق راسها وقد وضع كلتا يديه على ركبتيه يحاول استعادة انفاسه المتلاحقة من اثر الركض واستيعاب صدمة ماحصل
الدقائق الأخيرة تمر امام عينيه كشريط مصور .....يتذكر اتصالها منذ نصف ساعة تخبره باشتياقها له ورغبتها رؤيته مستغلة غياب ابيها عن المنزل ونوم امها مبكرا مع اخوتها الصغار .....بعد عناء يوم فلاحي طويل في رعاية شؤون مزرعتهم الصغيرة فقد كان موسم حرث ويجب الاعتناء بالعمال الموسميين الذين يشتغلون عندهم ...........
يتذكر رفضه القاطع للامر .......الا انه لم يكن قاطع فعلا كما يبدو...
اصرارها جعله يلين ....لما لا وهي تعرض نفسها باسم الحب
ذهابه لانتظارها بجوار سور مزرعتها القصير يرافقه كلبه الوفي في جولاته الليلية ككل مرة
حين رآها من بعيد تتهادى في خطواتها نحوه بحذر وهي تتلفت يمينا ويسارا مخافة اكتشاف تسللها ليلا لرؤية حبيب القلب ....ابتسامة متلاعبة وراضية ترتسم في عينيها تجاوبا لما رأته في عينيه
تطلع اليها بفستانها الأحمر الطويل وقد تركت معطفها الأسود مفتوحا
شعرها الأسود الغزير وقد رفعته اعلى رأسها بشكل ابرز ملامح وجهها البيضاوي المستدير .....كحل عرب اسود رسم عينيها بشكل زاد من فتنة الاغواء القاتلة في نظرتها
لتبدو كفتنة متحركة فترتسم نظرة الاعجاب والرضا في عينيه
يسرحان في نظرته ونظرتها .........غافلين عن النظرات الفضولية لهيئتهما التي كانت لتبدو للناظر من بعيد تثير الشبهات وسوء الفهم وبناءا عليه يكون رد الفعل ......و مابين لحظة وأخرى يكون الفرق......
يمد يده نحوها لإمساك يدها الممدودة نحو ................وفجأة
طاخ........
دوى صوت رصاصة مجهولة المصدر عاليا مرددا صداه في سكون الليل.....فجاء رد فعله عكسيا ووقائيا بشكل لاإرادي ليشد على يدها بقوة ويجرها نحوه ليجريا معا هربا من مطاردهما وأي هروب .............
تبكي ولا تصدق ما حدث من الذي اطلق النار عليهما ولأي سبب هي كانت في محيط منزلها ولا يوجد احد في المنزل غير عائلتها وقد تركتهم نيام ........فمن يا ترى ؟
لتشهق من المفاجأة وعينيها تتسعان من هول الادراك المتأخر فتصرخ بصوت عال
( عزيز انه هو لابد انه هو .......)
اخرجه صوتها المتعالي من افكاره يده على فمها يمنعها من الصراخ فالليل سماع
(يا مجنونة توقفي يكفي ما تسببت به لليلة واحدة )
تهز برأسها وهي تحاول الكلام لتنبهه الى اكتشافها وعينيها تترجيانه الادراك
رفع يده من على فمها ليمسكها من كتفيها ويساعدها على النهوض من الأرض وقد تغير حالها عن اول مرة رآها الليلة فستانها قد تمزق ومعطفها اتسخ شعرها صار مشعتا وجهها مليء بالتراب والكحل الذي سال من عينيها ليرسم اثر الدموع
(لابد انه حارس المزرعة المجاورة هو اللذي يحرس الحدود مع مزرعتنا ويستعمل البندقية في الحراسة ليلا )
التفت عنها موليا اياها ظهره فتشرد عيناه الي البعيد يفكر في ابعاد ماحدث ..
(استريحي قليلا يجب ان اعيدك الى المنزل )
تثلعتم في القول وهي ترفع نظرها اليه محاولة سبر اغوار افكاره من عينيه لكن لم تصل لشيء
(لكن ........)
لكن لاشيء لم ينطق ولا كلمة وقد كان سكوته ابلغ من اي حوار قد يقال وبديلا لوعد كان ليكون الفيصل في ماهو ات
بعينان كسيرتان ة وخيبة امل كبيرة تكاد تنطق من نظرتهما يقابلها اسف في الزوج ا لأخر
تمد يدها اليمنى لترفع طرف فستانها الذي فسد تماما وربما لن تستطيع اصلاحه كحال جرحها تماما قد لايداويه الزمن ، وترفع راسها عاليا تتقدمه في طريق العودة الى بيتها وقد كان السكوت سيد الموقف لتمر رحلة العودة في صمت تام........ولم يحاول اي منهما كسر هذا الصمت
تسبقه بخطوة خطوتين ...........خطوات كثيرة
يراقبها من بعيد تدخل حدود مزرعتها الى ان اختفت تماما ولم تلعن ناظريه
.

.
.
.
يجلس على مائدة الافطار وحيدا يتناول افطاره متأخرا عن غير عادته
يسمع خطوات امه تقترب من المائدة ترافقها اخته الصغرى
تبادره امه بالحديث وهي تنحني على رأسه تقبله
(بني مابك ليس من عادتك الاستيقاظ متأخرا هل انت مريض )
يمد يده وينحي على يدها يقبلها
(لا يالغالية لقد تعبت يوم امس لهذا تأخرت في النوم)
تقاطعه اخته في الحديث كعادتها دائما
(اخي لن تصدق ماحدث ......)
(عالية اسكتي يابنتي دعي اخاك يتناول افطاره )
يضع كأس الشاي على المائدة ليتطلع اليها بفضول رهيب لما ستقول
(ماذا ؟)
لقد اتهمت فدوى بنت المنصوري حارس المزرعة المجاورة لهم بمحاولة الاعتداء عليها ليلة البارحة بينما هو يقول انها كاذبة و تدعي عليه فقط لأنه اخبر امها انه رآها ليلة امس تقابل حبيبها لكنه لم يستطع رايته من بعيد ...........
هل تصدق ؟

اخطأت واحببتك لكاتبة ليلى مصطفىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن