الفصل الثانى

167 4 0
                                    



الفصل الثاني

تنزل عن الدرج بخطوات هادئة على غير عادتها المرحة والنشيطة ،وقد ارتدت تنورة طويلة مزركشة بألوان متدرجة من البنفسجي إلى الوردي مع قميص ابيض بكمين قصيرين وحزام عريض باللون البنفسجي وقد ضفرت شعرها الطويل بضفيرة واحدة تتهادى خلف ظهرها مع كل خطوة تخطوها ولم تسلم الى غرتها الطويلة التي تركتها حرة بشكل جانبي على وجهها الجميل بسمرته الصافية لتبدو بهجة للنظر والقلب .........وأي قلب تراه يكون
التفت مع وقع خطواتها ليلتفت خالها معه مهللا ومرحبا وقد اضاء وجهه بابتسامة واسعة مادا يديه نحوها
(أين اختفت الغالية منذ الصباح؟)
تقدمت نحوه لتمسك بيده تقبلها وترفع وجهها لاثمة جبينه لتجيبه بابتسامة متسلية
(والله يا غالي لم يشغلني عنك غير اختك العزيزة بنصائحها مثل كل مرة )
(تعالي يا ابنتي اجلسي بجانبي )
لتجلس في وسط الكنبة البيضاء بالصالون التقليدي بينه وزوجة خالها ، ضاما إياها بذراعه اليمنى وزوجته تتطلع اليه بابتسامة محبة فهي تعرف معزة زوجها لابنة اخته
(وألان اخبريني ما أخبار أمك ،ما.....)
لتقاطعه عالية وهي تندس الي جانب امل بغيرة اخوية تزاحم الثلاثة على الكنبة
(بابا اسألني أنا لأخبرك فلا أظن ابنة عمتي العزيزة تملك الأجوبة وقد قضت طول الوقت وهي تنتقل من مكالمة إلى أخرى مع صديقاتها )
ليقهقه الثلاثة ضحكا من الشابة إنها حالة ميئوس منها فمن غيرها قد يقاطع حوار او يجيب سؤالا لغيرها ؟......ومن يحب نقل الأخبار مثلها
بينما جلس عزيز في الكرسي القريب منهم لاهيا بغير انتباه بهاتفه يقلبه يمينا وشمالا
ليبادر والده الى سؤاله مستفسرا عن شرود ابنه
(وأنت يا ولدي ما بالك ساهما منذ جلست )
انتفض يرفع رأسه المنحني أعلى استجابة لصوت والده
ليجد اربعة ازواج من عيون محدقة بوجهه الكئيب وبنظرة الهم التي تسكن عينيه منذ الصباح بين استفسار و قلق وأخرى باتهام
يشعر بخيبة الأمل من نفسه ترى ما ستكون ردة فعل اهله إن علموا بخطئه ؟ هل سينظرون له بنفس الاهتمام والقلق ؟
أم سيخيب أملهم أيضا فيطالعونه مثلها بنظرة اتهام وكم ألمته.......أشعرته بالخسة والنذالة .....ذرة ملح على جرحه النازف دما ..........دائما اتخذ صداقاته كمصدر الهاء لفكره وقلبه .....لكنه نادرا ما تجاوز حدوده فيها، و لم يكن ممن يغرر بفتاة او يغصبها على شيء ضد ارادتها .....و منذ شبابه لم يعاني من ندرة الفرص المعروضة بسخاء ،......فكيف فعلها هذه المرة؟ولم وهو يعلم ألا سلطان له على هذا الخافق في صدره .......يكبله ... يحرقه ....يعذبه .....واه آه من عذابات القلب
هز رأسه بقوة ليجيب والده باحترام دون ان يسمح لأي من افكاره أن تظهر على تعابيره:
(لاشيء يا أبي متعب قليلا فقد كان يوما طويلا )
ليتساءل والده بفضول:
(هل اكتمل رش المحاصيل بالمبيدات ؟)
هز رأسه بتأكيد:
(اجل وقمنا أيضا باقتلاع الأعشاب الغير نافعة، وأطعمناها البهائم)
وقبل ان يتسنى لوالده جوابه ، جاء صوت أمل بنبرة حادة مقاطعا الحوار بين الأب وابنه بالقول:
(وهل يجدي رش المحاصيل الآن، آمل ألا يضيع المجهود هباء)
وقبل أن يستطيع أي منهما النطق ردا على جملتها بمعناها المزدوج
وقفت الأم لتشير بيديها
(تستطيعون متابعة حديثكم لاحقا، الم تشعروا بالجوع بعد؟ وزهرة تحتاج العودة الى منزلها)
لتلتفت إلى ابنها تخصه بالقول:
(بني اخبرهم ان يجهزوا العربة فلا يجب ان تعود وحدها في هذا الوقت)
ليهز برأيه موافقا :
(حسنا)
لينهض الخال من مكانه واقفا وأمل معه رامقا زوجته بنظرة محبة خالصة لم تغيرها السنين وزادت بوهج تفاهم متبادل وهو يغمز بعينيه مبتسما لأمل المراقبة باستمتاع
(ما رأيك أمل ؟ أتظنين أني أستطيع قول كلمة اخرى بعد أمر الحاجة فريدة ؟، أمرها يطاع فينفذ)
لتجيبه زوجته وهي تنكس رأسها بخجل فطري و الحمرة تكسو خذيها
( أطال الله لنا في عمرك يا حاج ، بل أمرك المطاع )
لتتدارك وجود ابنائها معها فتنادي ابنتها
( حسنا تعالي معي عالية لأخذ العشاء إلى أخيك وزوجته، فالمسكينة متعبة ومن الأفضل عدم إجهادها في حالتها بكثرة الحركة)
لتبادر امل الى عرض المساعدة بدل العالية التي كشرت برفض للأمر
(أستطيع الذهاب أنا خالتي ، ومنها اطمئن على كريمة ، ما رأيك ؟ )
اجابتها زوجة خالها وهي ترمق ابنتها الكسول بنظرة عتب
بارك الله فيك يا ابنتي، أتمنى أن تهبِ هذه الفتاة برأسها الغليظ ولو القليل من حب المساعدة
لتهز عالية برأسها يمينا ويسارا وهي تتحسسه بيديها وتهتف باستنكار
أنا أمي راسي غليظ ، بل إن راسي صغير جداااااااا الم تري رؤوس أولادك ما
ليطرق والدها على رأسها بمحبة أبوية ويتكلم ضاحكا
بجوابك هذا ، اثبت صدق قول امك
لتتأفف وتنافخ وهي تتبع أمها وأمل إلى المطبخ بينما يصلها صوت ضحكاتهما المخنوقة
.
.
.
تتأمل الصورة بين يديها ،يعود تاريخها الى سنتين مضتا وقد حرصت على كتابته بقلم احمر في ظهر الصورة ،حينها انتهزت فرصة ركوبه حصانه الأبيض والابتسامة تعلو وجهه وفي عينيه نظرة غامضة بينما ينظر لأمل بشكل جانبي وهي تلتقط صورة مماثلة تخليدا لمناسبة فوز فريقه بجائزة افضل فريق في مهرجان الفروسية التقليدية * التبوريدة *الذي يقام بالمنطقة سنويا والذي يشهد مشاركة فرق محلية ووطنية عديدة
وقتها اتخذت قرارا بأنها تريد هذا الفارس زوجا لها، وهي تلاحظ النظرات التي ترمقه بها فتيات البلدة بإعجاب لجاذبية جسمه الشاب القوي الذي تركت عليه الأرض بصمتها لاشتغاله فيها وقضائه معظم وقته بالإدارة والاشتغال يدا بيد مع الفلاحين وتقاسيم وجهه السمراء من وهج الشمس بعينين سوداويين يعلوهما حاجبان بارزان مقرونان بنظرة غامضة ساحرة،
ادركت ان الأمر يتخطى اعجاب المراهقة ،حين كانت تتخذ من رفقة عالية في الطريق الى المدرسة سببا لكي يوصلها معها رغم فارق السن بينهما ، ويتعدى مناوشاتها مع الفتيات بسبب تعليقاتهم على ذلك .
وقد كبر حبه في قلبها بعدها في كل مرة كانت تراه فيها حتى باتت مهووسة بتتبع كل المناسبات العائلية واللقاءات وحتى اقحمت نفسها في امور المزرعة مع امها لتتحين الفرص للقاء .....
سارعت الى اخفاء الصورة عندما سمعت طرقا على باب غرفتها، في ظهر الإطار الموضوع على الطاولة بجانب سريرها والذي يحمل صورة والدها
لتطل من خلف الباب الخالة مريم بفضول
قفزت فدوى من فوق سريرها عندما تعرفت على هوية الطارق تسارع إليها بلهفة متطلبة فتتلقاها ذراعا خالتها بلهفة حانية تضمها بيد بينما اليمنى تربت على شعر رأسها المغمور في صدرها بمحبة أمومة فتخونها دموعها الحبيسة كاسرة قيودها ليتعالى صوت بكائها
ابكي يا ابنتي ابكي ولا تكتمي في قلبك، لما تأتي المصائب مرة واحدة
تركتها تبكي وتبكي إلا أن خف صوت بكائها مخلفا وراءه شهقات متشنجة
فجرتها مريم معها الى السرير في وسط الغرفة لتجلسها بجانبها وتمد يدها تمسك بذقن فدوى لترفع وجهها وتنظر الى عينيها المنتفختين وانفها المحمر من اثر الدموع
وتسألها بصوت حان
اخبريني هل أنت بخير الآن
لتهز برأسها بخفة وهي تمسح بيدها على خذيها بنعم وتنطق بصوت خافت مرتعش وهي تشير إلى خارج الغرفة
امي
في غرفتها، لم تغادرها منذ ذهاب النسوة، وأنا أخر من يعلم لولا اتصال أمك......
امي تثق بك كثيرا
لمعت عينا مريم بشجن للذكرى
انا وأمك مثل الأخوات وصداقتنا يا صغيرة تمتد لما قبل ولادتك ،ما يزيد عن 24 سنة منذ أول مرة تقابلنا فيها في حفل زفاف اقيم بعد 3 اشهر من زواج والديك وقد كنت حينها أنا أيضا عروس جديدة ، لذا فالأمر بيننا يتجاوز الثقة
تساءلت فدوى بألم ورعشة خائنة تهز أعماقها من الذكرى
هل أخبرتك أنها .........
لم تستطع أن تنطقها ، فكيف فعلتِها أمي هنتُ عليكِ لهذا الحد لما لم تثق بي ولم يكفكِ جوابي كتأكيد لتنهرها نفسها وبشدة "ولما هانت عليكِ نفسكِ حتى رخصتها "
تحدثت مريم بأسف ويدها تمشط على شعر فدوى القصير
هي تشعر أنها جرحتك ، تتألم لأجلك يا ابنتي بشكل كبير متناسية ألمها ، أنا اعرفها جيدا هي تتمنى لو كان والدك موجودا ، ولكن مع ذلك ترفض أن تتصل به لتخبره تخشى مما قد يحصل عند مجيئه ، اصدقيني القول يا ابنتي واخبريني ماذا حدث
تهربت بعينيها منها ناظرة إلى يديها المضمومتين في حجرها بطريقة تثير الشك ليخذلها صوتها وجوابها يخرج مهزوزا تنقصه الثقة والتأكيد
لقد أخبرت أمي
هزت مريم برأسها لتتساءل بشك حذر
لا أريد ما أخبرتِه أمك ،لأني سبق وسمعته منها وبصراحة لم تقنعيني فدوى لم لم تستنجدي وقتها ،و لا اصدق أن شخصا يحاول الاعتداء على فتاة يبادر الى فضح نفسه عند أهلها.........
ألا توافقينني الرأي
لتتلعثم فدوى
أنا............
راقبت مريم ملامح فدوى بحرص وهي تضيف
ثم انا اعلم بحقيقة وجود شاب في حياتك
ارتفع رأسها فجأة وعيناها توسعتا باندهاش
لقد شككت بهذا منذ فترة و أنا أراقب تقلباتك ، لكن يبدو انني اخطأت حين وثقت برجاحة عقلك فدوى ، واشك بان ما سأسمعه لن يعجبني
انهارت مقاومة فدوى في الحفاظ على سرها تشعر بالخذلان منه ومن نفسها تحتاج النصيحة وربما لمن ترمي عليه حمولتها....... فهل ستنجح ......
أنا أخطأت ، اعترف أني فعلت لكني لا أريد خسارة أمي ، هي ترفض الحديث معي ، ولم تستمع لي بالمرة و أنا .............
انت ماذا فدوى ماذا فعلت يا فتاة تكلمي
لتكمل بذعر والخيالات المرفوضة تتراءى لها مع صمت فدوى المريب وملامحها تنبأ بان ما خفي أعظم
هل اعتدى عليك فعلا
فجاء جوابها قاطعا
لا
اذا لم يحصل شيء ، لما يبدو عليك الذنب
انا .........
درجات الإنذار وصلت أقصى مداها مع مريم وصبرها نفذ
فدوى تكلمي ستصيبني الجلطة من تمتمتك المتكررة يا فتاة
هذه المرة جاء جوابها واضحا بخفوت ولكن واضح بما يكفي لتسمعه مريم
هو لم يكذب ، لقد راني فعلا مع شاب
لتقف دون إدراك وتضرب بيدها على صدرها بصوت مسموع ولسان حالها يقول
يا للمصيبة
ماذا فعلت أيتها الغبية ، لا لا تقولي الفحص ......و
وهي تشير بيديها في كل اتجاه وإدراك حجم الكارثة يمنعها من تسلسل أفكارها لتنطق جملا غير مترابطة
وأمك ........غدا ......يا الهي .........
لتعاود ضرب صدرها مجددا وتعاود الجلوس مكانها حين شعرت بركبتيها تنوءان عن حملها
فتنكس الأخرى برأسها بخجل متأخر ومتأخر جدااااااااااااااا.............
وهي تتكلم بصوت لا يكاد يسمع إلا همسا
انا لازلت عذراء
لتتنهد براحة لحظية فقط .........
اتعنين لم يحصل شيء بينكما
إن كان صوتها وهي تعترف بعذريتها لا يسمع إلا همسا فلا وصف لحاله الآن وهي تحاول الشرح .........فهل يكون شرحها وافيا ؟؟؟؟
اممم لقد حصل ولكن .....لم يحصل ...انت تعرفين
هتفت مريم باستنكار لما تسمع وهي تحثها على الإفصاح أكثر
اعرف ماذا أنا بحياتي لم اسمع مزحة كهذه ، كيف يكون حصل ولم يحصل، لم اعد افهم شيء
الآن ستخبرينني كل شيء ومنذ البداية ، لعلي افهم حل هذا اللغز ........
اتجهت أنظارها إلى الصورة بجانبها ،تنظر ببصيرتها إلى وجه الساكن خلفها عيناه تحملان نظرة اعتذار لم ينطق ...... لتبدأ الحديث بها ومنها، حكت وحكت ............
حكت شغب الصبا و شطحات المراهقة ، حكت يوم الصورة وتهور الوعد ، محاولاتها المستميتة للتقرب منه ، حكت رفضه وإصرارها ، خطتها إغوائه بغية إقناعه بالزواج منها ، حكت نغزات الشيطان لهما،و حفاظه عليها في لحظة إدراك متأخر فحماها من نفسه ومن شر نفسها ، تهربه من اللقاء من يومها، أحداث ليلة مشئومة انتهت بصمته وسكوته بعدها.......ولم تغفل ذكره من يكون........
متى حصل هذا
أكملت باستسلام دون الحاجة للإخفاء
مرة واحدة فقط .....منذ شهر تقريبا
أسفِ عليك فدوى ، لم أتوقعها منك مطلقا ، لكن ماذا أقول بعدما حصل ، أريد منك وعدا فدوى .................عديني
ماذا خالتي
عديني انه مهما حدث لن تقولي شيء ابداااااااا ، وان كان ما تقولينه صحيح فاعتبري ما حدث لك ستر من الله ، فمن يعلم ما كان ليحصل بسبب تهورك وطموحك الزائد
احتجت بصوت واه
ولكن خالتي
لكن مريم أصرت على رأيها لغاية في نفسها ......لا يعلمها سواها .......
و خاصة لأمك ودعِ الباقي لتصريف القدر هو سيحكم في الآتي
نهضت من مكانها تغلق النافذة المفتوحة عن ريح ربيعية متقلبة وشعاع القمر الساهر كحال العديد ممن الساهرين في هذه الليلة حتى بدت طويلة جداااااااااااا بدون فجر و إشراق صباح .....
التفت لتراها عادت للوجوم ونظراتها تطالع صورة والدها ربما للمرة العاشرة منذ دخولها دون معرفة السبب .......
هيا نامي الآن غدا يوم أخر .......طويل
التفت فدوى تطالعها برجاء وتمني
هل ستبقين خالتي
اجل وعدت أمك سابقي ليومين ،و الأولاد يستطيعون تدبر أمرهم بدوني ........
وتحركت بخطواتها إلى الباب ، لتناديها في أخر لحظة
خالتي
شكرا
لا داعٍٍِ ٍ، فانا لم افعل شيء والأمور لم تنتهي بعد
ومع اغلاق الخالة مريم للباب تعالى صوت رنين هاتفها النقال
بحثت عنه في جاور الطاولة بجوار السرير لتجد اتصال من يسرى وتكتشف كم هائل من المكالمات والرسائل بدون رد ، فتحت الخط فيأتيها صوت يسرى مستعجلا بلهفة
أين أنت فدوى لقد اتصلت بك لمرات لم اعد أستطيع حصرها ، حتى شككت بان والدتك تمنع عنك الهاتف
إنذار غريب أصاب قلبها برعشة باردة جدا.........
ما الأمر يسرى
وكأن سؤالها إيذانا لسيل معلومات سمعت على غفلة وفي بستان زيتون صباحا
لن تصدقي ما سمعت
فكان دورها هذه المرة لتسمع وتسمع ...... أحيانا كثيرة حين نسمع حقيقة حتى رغم علمنا لها وإدراكها إلا أن وقع سمعها يكون مريرا

.
.
.

دخلتا المطبخ تتأبطان ذراعي بعضهما و تكتمان ضحكاتهما بشق الأنفس لتنفجرا حال رؤيتهما للخالة زهرة وهي ترمقهما بنظرة مستفسرة لتضحك بدورها حين اطل وجه عالية من وراءهما بهيئتها والغيط يكاد ينطق من ملامحها.
نظرت بدورها إلى الخالة زهرة في وقفتها قرب طاولة دائرية تتوسط المطبخ تحمل سلتها بنية المغادرة وهي تشارك والدتها وأمل الضحك، لتنشرح أساريرها هي الأخرى
يبدو أنها عدوى منتشرة في الأجواء هذه الأيام، فلا أظن أني نكتة مضحكة إلى هذا الحد
رفعت أمل يداها في إشارة للاستسلام لتلتفت إلى والدتها بتساؤل
أمي هل سنتعشى الليلة أم ماذا؟
حسن يا ابنتي، زهرة العربة في انتظارك لإيصالك بيتك ، وسلمت يداك مجددا لكل للحلويات اللذيذة
لتؤكد أمل على قولها وقد تحركت من وقفتها إلى جوار الخالة زهرة تحيطها بذراعيها
فعلا خالتي ،اممممممممممم حلوياتك لا يعلى عليها لم أذق بلذتها أبدا
أجابتها بطيبة وهي تبتسم للفتاة الرقيقة و الحنونة بطبعها
هذا لأني اصنعها لأجلك بحب لعلمي بحبك لها
سلمت يداك خالتي ، بلغي تحياتي ليسرى ودعيها تزرني فانا لم أرها منذ قدومي من أسبوع
كيف؟ الم تريها لقد جلبت لي غرضا نسيته صباحا ، وأرسلتها إليك .......
متى ؟
عندما كنت في بستان الزيتون .....

.
.
.
.
قبيل الفجر بقليل شعرت بالعطش .......فاتجهت بهدوء إلى المطبخ تنشد شربة ماء تروي عطش ليلة طويلة ......عندما رأت إنارة خافتة من تحت بابا غرفته وصوت المذياع يسمع بخفوت في سكون الليل ....... أما زلت تفكر عزيز آمل أن تجد حلا أسرع ........لم تخبره بشكها في يسرى أو ليست صديقة فدوى ..........لتستغفر الله بصمت ........اللهم إن بعض الظن إثم.......وأكملت طريقها عائدة إلى غرفتها وهي تتمنى يوما جديدا أفضل
.
.
.
.
أتى الصباح خجولا ......ربما لعلمه بأنه تأخر .......
.
.
خرجت أمل إلى الشرفة لتجد عزيز يتناول فطوره متأخرا لليوم التالي على التوالي
صباح الخير يبدو أنها أصبحت عادة ، استيقاظك متأخرا
رفع رأسه ينظر إلى نشاطها بنظرة فاحصة لكنه انزل رأسه ولم يعلق
اكتفت بصمته وجلست مكانها تتناول فطورها ولم توجه له كلمة أخرى بينما تشعر بنظراته المراقبة
حالما أتمت فطورها أرجعت كرسيها بصرير مرتفع.......ولم تكد تتحرك خطوتان حتى ارتفع صوته لينادي باسمها
أمل .......
التفت دون كلمة بينما اكتفى هو بجملة واحدة ......شعرت بداخلها ينتفض لدى سماعها بخوف غريب
لقد اتخذت قراري ..........
لقد اتخذت قرارى

انتهى الفصل

اخطأت واحببتك لكاتبة ليلى مصطفىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن