الفصل الحادى عشر

68 2 0
                                    


الفصل الحادي عشر

....تتعلق الأعين بنظرة خاصة بين شذ وجدب.....رفض و تأكيد ....نفي وجواب .....والقلبان معا يعزفان قطعة خاصة .....سطرت نوتاتها بأحرف جديدة
.
.
.
بعد 3 ايام
.
.
جلست العروس المهجورة كعادتها منذ ثلاثة أيام امام نافذة غرفتها على كرسي هزاز قديم تارجحه برنة رتيبة مستلذة بذكرى خاصة .....عزفت نفس الرنة ..... تراقب مغيب الشمس ليتبدد وهجها المشرق ....كما تبدد امانها يومها بعد دفأ وحرارة أحضانه في لحظة فاصلة.....وهجها الأحمر رمز لوهج العينين اللتان أسرتاها بمغناطيس اجتذبها كما تجتذب الفراشة للنار .....فكان مصيرها مشابها .....الاحتراق .....احتراق شامل .....بدد السحابة في قلبها عن الفرق بين الحب والوهم .....الحب .......كم كان حلوا مرا اكتشافها حب رجلها الوحيد ...وقد انتفض المعشوق من حرارة قبلة أشعلت حواسها نحوه للمرة الثانية في ظرف اقل من 24 ساعة .......انتفاضة لسعتها ببرودة قاسية كقسوة كلماته

استقامت من مكانها بسرعة ليهتز الكرسي بصوت قوي
وضعت فدوى يدها على قلبها عل ضرباته تهدأ .....كيف تهدأ .....انه حالها كل مرة وكم من مرة ومرة من يومها تعيش نفس الاحساس بقوة ذكرى نبشت بشدة ...تستذكر لتعيش .....

" تستذكر لحظة فك حصار شفتيه لأنفاسها فيخفق قلبها بسرعة ويدها الساكنة على صدره تهتز مع قوة ضربات خافقه بقوة اكبر ....انهما يحتجان على قوة المشاعر التي هزتهما كلاهما .....نفسها يرتجف وتزداد ارتجافته مع قوة نظراته المشتعلة ...... بتألق وهج احمر .......يتابع لمعة عينيها ....خفر الحمرة على خذيها ....ارتعاشة شفتيها ....يراقب بدنو جديد واستسلام اكيد
بينما هي تداري خجلها بجملة اعتبرتها إعلان حب وليد
(انا اثق بك)
تذكرت انتفاضته بعد جملتها..... فتحركت تحوم في الغرفة بشراسة .....ترفع يدها اليمنى تصفع فمها مرة بعد مرة ....لتنهر نفسها على غبائها المتأصل ....."ليتك ما نطقت ليتك انتظرت وسكت .....ما اغباني ما اغباني "
جملة من ثلاثة كلمات ....استجلبت الفهد من جديد
لم تدر هل اخطأت لأنها تكلمت .....ام خطأها في الكلمة .....المهم انها اخطأت
وهي تنطق حروف كلماتها الثلاث
(انا اثق بك )

انتفظ حينها وكانها صفعته ....لتوقظه من سحر لحظة اخذته على حين غرة بعيدا عن هواجسه لتعيده بجملتها اليها من جديد
برود تام اكتسح ملامحه ....حتى ضربات النابض سكنت فجأة ....الا وهج عينيه ....
انتفض يقف عن الأرجوحة ويوقفها عن رجليها بقوة فتتعثر من المفاجأة لكنه امسك كتفيها يثبت وقوفها أمامه
ليبثها كلمات جرحتها في الصميم ......كلمات نفضت عن قلبها غشاوة وهم ولى الى غير رجعة
( ما تتكلمين عنه ليس بثقة .......بل استسلام .....انا لا اريد الجسد فقط بل الروح والفكر ....عندما تأتين إلي بثقة في المرة القادمة فيجب ان تكون نابعة منك من داخلك وليس ثقة الأمان ...انا استشعرتها منك دون الحاجة لقولها ............لكن لا اريد هذا ....بل اريد ثقة المراة في رجلها .....رجلها الوحيد )
تسمرت مكانها تلعن اللسان الذي يعجز عن النطق حين الضرورة .....وهو يردد بعجز سافر
(لكن انا )
شد على عضديها بقوة يهزها هزا وخصلات الشعر القصير تضرب وجهه بنعومة ....تثير ثورته اكثر .....ثورة عن نفسه قبلها ....يقسو عليها ....ليتالم قلبه معها .......وهو ينطق حروفا تعذبه بمعانيها
(انت......انت ماذا .... رايتها فرصة سانحة للبدء من جديد بعيدا عن هنا...بعيدا عن حلم قديم .....فرصة عرضتها بغباء منذ يومين...... لأقنعك بطلبي ظنا انه السبيل اليك اكيد.....طننت ان عرض الزواج يزرع الحلم بداخلك ان أكون رجلك الوحيد .......لكني اكتشفت انه محجوز لحلم قديم ...... لكني لا استطيع القبول بهذا بعد الأن ......إما كل شيء او لا شيء )
صدمتها وارتعابها من اخر جملته بدى جليا على ملامحها ....فعينيها اللتان توسعتا عن اخرهما تنطقان سؤال مكتوم ....وهي تنطق اسمه بارتعاش ....والخوف يهز اوصالها
(فهد)
ترك ذراعيها يصد عنها جانبا ليشخر باستهزاء ....لم تدر انه صد حتى لا تخونه نظراته فتبوح لها عكس ما تنطقه كلماته ....صد يداري..... ليحفظ كبريائه الرجولي ....
(لا تخافي ......انا لن الغي الزفاف ........لكن القواعد اختلفت )
ليتركها بعدها خلفه دون اضافة كلمة
وهاهي من يومها تلعن صمتها لتقف ساكنة تراقب خطواته التي تتالت ....تاخذه بعيدا عنها ....ابعد مما يحتمل قلبها ....ليغادر الى المدينة ...ويلتزم الصمت بعدها ....يحرمها حتى من اتصال منه ....ولا يجيب اتصالاتها
"تخاطب نفسها بكلمات تمنت البوح بها ساعتها .....لكنها اكتفت بترديد داخلها دون ان تتجاوز افكارها حدود فكرها
قواعد اية قواعد ......وهل من قواعد في الحب
كيف تفهمه انه لن ياخذ كل شيء ......لأنه فعلا سبق واخذ كل شيء .....روحها بنظرة واحدة ...نظرة مرآة لائمة .....وفكرها الذي شغل به تماما ......وجسد وسم باسمه بقبلة .....بل قبلتين
كيف وكيف تقنعه وهي نفسها تستغرب من نفسها ....ان يكون ذكرى الماضي القريب بشخوصه وأحداثه وشقاوته مجرد ظل باهت لما تعيشه الآن ..........كيف سيثق بها هو مؤكد سيظنها تتلاعب به ...او تكذب عليه
يا لك من حمقاء غبية ....الفت الحجج والخطط للفوز بحلم واه ...والآن عندما وجدت حلمك الحقيق ....تجلسين ساكنة تراقبين غروب الشمس .....تحركي ...ناضلي .....قاومي .....حاربي .....اثبتي ملكيتك الحقيقة ......حاربي للفوز مادام لأخذ ما هو ملك لك.... لك عن حق "
قفزت من مكانها تبحث عن هاتفها بلهفة وقد عادت الابتسامة الى محياها ترسم شفتيها بشقاوة ....لقد ان أوان نفض الغبار عن روحها الحقيقة .....لتعود فدوى الشقية من جديد

اخطأت واحببتك لكاتبة ليلى مصطفىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن