الفصل الأول:ماهو لون عينك
لقد عاد الظلام بالفعل بعدما راح البدر خلف الغيوم السوداء، يأخذ قيلولة قبل أن يبدأ عمله مجددا، تاركا فارسي المهمة يتمسكان بشعلتيهما، التي يلعب بها نسيم الشتاء البارد، وبينما تتساقط حبات البرد على دروعهما الفضية قال استاورو :
ـ لقد حل الليل بالفعل ولم نعثر على ذلك الذئب اللعين بعد..أمل أن نجده قبل أن نغوص في هذه الغابة اللعينة
أطلق أوكين ضحكة ساخرة، بينما يحاول إخراج زجاجة الخمر من حقيبته الجلدية، وبدأ يتجرعها ببطء ويحرك الشراب ببطء في جميع أنحاء فمه، قبل أن ينزلها لحلقه الجاف بينما يكمل استاورو :
ـ خرفان صغيرة او مريضة..بإعتقادي أنه ذئب ضائع عن قطيعه بالنظر للفرائس التي يختارها وماذا عنك؟!..
طار ذلك السؤال مبتعدا بدون أن تلحقه إجابته في وادي الصمت العميق بينهما، لقد صدم استاورو من تصرف صاحبه، ولكنه لم ينطق بحرف بل اصر أن يحاوطه بنظرة تأنيب..كانت باردة لدرجة أن أوكين كان يشعر بها تتسلل لداخل درعه
أوكين: - ما خطب هذه النظرة؟!..لا تقل لي أنك تصدق كلام أؤلئك القرويين السذج
استاورو:- ولم لا ؟!..إنه أمر مقنع اكثر من أن تختفي كل تلك الخراف لوحدها هكذا
ضحك أكوين مجددا ولكنها أطول من السابق لم يستطع كبح نفسه إن الأمر حقا مثيرا للسخرية بالنسبة له:
ـ إذا نحن الان هنا نتجمد من البرد فقط لأجل بضعة خراف هزيلة...اوه انه حقا لعار كبير
استاورو: - أنت حقا لا تفهم إن الخراف هي البداية وحسب..إنها فقط تختبرنا.. إن كان فقدان خروف واحد لا يشكل فرق معنا..حينها سيكون الأمر مسلي لها أن تقضي علينا جميعنا
رفع رأسه عاليا وكأن الامر لا يثيره من الداخل بينما أكمل استاورو :
ـ ربما لانك من سكان المدينة..فأنت لا تعرف الخوف الحقيقي من ذلك المخلوق لو أنك...
توقف لم يستطع إضافة كلمة أخرى على حديثه، ليس بعد أن رأى وجه أوكين الشاحب، الذي يتوسطه عينيه المتسعة..كان وكأنه يكبح شيء ما بداخله، أيعقل أنها صرخة الخوف أم أنه شيء أخر..فتح استاورو فمه وبدء بإخراج كلمات مرتجفة خافتة:
ـ أوكين..ما الخطب؟!..
حرك أوكين رأسه ببطء ناحيته ،وافرج عن شفتيه المنبسطة.. اجل..اجل هيا انطق بكلماتك ما الخطب
أوكين: ـ اعتقد أنني شربت الكثير أحتاج أن اتبول
تبا لهذا الشاب ولكن الإجابة أراحت صدر استاورو ،ولكنها كانت مزعجة بذات الوقت ولكن ماذا يجب عليه القول إلا:
ـ تبا لك..اذهب بسرعة
ترجل من فوق حصانه بسرعة، ولكنه توقف بعد بضع خطوات ليلتفت لاستاورو الذي كان يراقب الأرجاء بعينه الغاضبة عندما قال هو ساخرا كعادته:
ـ استاورو..راقب المكان فنحن لا نعلم متى قد يأتي صديقك الذئب ليلقي التحية علينا
تبا لك أيها الأحمق اذهب وتبول قبل أن تفعلها في بنطالك ..هذا ما كان يريد استاورو قوله ولكنه اختصر :
ـ اذهب وحسب
فاكمل أكوين طريقه وسط الثلوج بعيدا تاركا زميله وحده يتأكله خوفه، كان الأمر وشيكا لقد شعر حقا بقشعريرة تكسو جسده بالكامل، هو يأمل بكل غباء أن لا يحدث له كما حدث في السابق، هو يأمل أن يكون كلام أوكين الساخر حقيقي..يأمل بشدة أن لا يتكرر ذلك المشهد مجددا تلك الدماء التي تغطي السهول..جثث الخراف المبعثرة، و في الشمال حيث يصارع ابيه االهزيل الوحش بعصاه بكل يأس هاربا من أنيابه الصفراء، التي يسيل منها الدماء..وفي وسط كل ذلك كان هو فقط يراقب من خلف تلك الصخرة بكل جبن، ربما لو انه تحرك حينها لكان أبيه مازال موجودا، أو ربما مات شهيدا في محاولة إنقاذه، ولكن هذه المرة لن يكرر خطأه ذاك لن يقف ويحدق بل سيغرز هذا السيف في عنق الذئب، إن كان له وجوداً أساسا ولكن ذلك ليس مستحيلا ليس بعد أن سمع صراخ أوكين:
ـ استاورو!!.
تبا إن الأمر حقيقي حقا لابد من انه كذلك..أسرع استاورو ناحيته هناك حيث يقف منتصبا ،أمام تلك الشجيرات الصغيرة بينما يسمع أصوات نهش وقضم خلفها، ولكن إلى ماذا يحدق مهلا ما هذا؟!..انه فراء أسود
أهو فراء ذئب؟!..اراد ان يخرج السيف من غمده ولكن يديه كانت متحجرة لا تريد المواجهةـ اترى ما أراه؟!.
قالها اوكين باقصى خفوت لديه..ولكن ما من مجيب كان استاورو عالقا في تأمل الوحش الذي يراه أمامه
ما يوجد خلف تلك الشجيرات ليس ذئبا بل أرعب من الذئب بحد ذاته..كان ذلك الفرو فرو ذئب ولكن الأدوار قد إنقلبت أصبح المفترس فريسة والفريسة هي المفترس..اجل إنها فتاة بوجه ملطخ بالدماء تلتهم لحم الذئب النيئ بكل وحشية
أنت تقرأ
ذئب الظلام:مؤامرة الشياطين
Fantastik"ماذا لو كنت تعيش في الظلام، ترى مخلوقات لا يراها البقية، وفي نهاية يكشف سرك ويخبرونك أنك ساحر وشيطان" في تلك العصور المظلمة زمن تسود فيه روح الانتقام والسحرة سوف نعيش معهم أنا وأنت في الخفاء وسوف نحكم من هو الشيطان ومن هو البطل بين من يصارع لعنته...