الفصل الرابع عشر

66 1 0
                                    

الفصل الرابع عشر

بعد فترة زمن......
عدت على كريمة بين صحوة وإغفاء .......
وبين اللحظتين ومضات سريعة وأصوات خافتة
استيقظت تماما بعد زوال اثر المهدئ
لتجد أمل بقامتها الرقيقة اتخذت من كرسي خشبي بجانب سريرها ملجأ لها بينما تطالع الأفق الغائب من وراء النافذة بنظرة شاردة
لكن ذهنها لم يسعفها التركيز وقد بدا يستعيد ذكريات بعيدة وقريبة جداااااااا قريبة بين لحظة صحوها والإغماء
ومضات سريعة وأصوات خافتة كانت تتردد إلى فكرها في لمح البصر
وصوت حزين وقلق عادت ذبذباته لتتردد على قنواتها السمعية
فتغشى عيناها بألم لتشهق بخفوت .....وترفع يدها تداري دمعها
لكن المداراة لم تنفع وقد انتفضت أمل الغائبة .......تقطع المسافة بينهما في ثانية لتجلس قربها على سريرها تربت عليها برقة ومواساة
(كريمة استيقظت .......حمدا لله على سلامتك عزيزتي .....لقد خفنا عليك كثيرا .....سأبشر علي )
أمسكت يدها تثنيها بضعف .....لكن بصوت حازم
(أمل انتظري )
توقفت خطوات أمل لتركن إلى مكانها مجددا لإحساسها بوجوب التريث
وفي غمرة حوارهما لم تنتبه إحداهما الى من كان يقف أمام الباب بتحفز يستشعر أدنى حركة او صوت .....ومؤكد صوت حبيبته مناديا امل لم يكن ليخطئه
ليفتح القليل من الحاجز بينهما دون شعور بنية الدخول قبل ان تتوقف حركته عن غير قصد مع دعوة الانتظار المترجية من كريمة
لتتساءل امل بقلق
(ما الأمر كريمة ؟....هل من سوء...سأنادي الطبيبة؟)
هزت كريمة راسها في نفي لتساؤلات امل .....بينما هواجس أخرى تقض مضجعها.....لتمد يدها تتاكد من ارتفاع بطنها وسلامة طفلها
(ماذا حدث ؟ لما أنا في المستشفى؟ والجنين ؟)
تنفست امل الصعداء
( اهدئي كريمة ولا تقلقي .....لقد أغمي عليك ......الطبيبة تقول ارتفاع في ضغط الدم ......تحتاجين القليل من الراحة وستتحسنين )
لتعيد بخفوت .....
(ارتفاع في الضغط ....والراحة )
وبهوت ملامحها يعكس صراعا داخليا احيا الخوف في قلب امل على وضعها ...كريمة كتومة جداااااااا وتعاني وحدها ......تحتاج للفضفضة قد ترتاح

بينما كريمة عادت إلى تعاقب أحداث الأيام الماضية .....لو اقتصر الأمر عليها وعلى علي ....لما ارتفع ضغطها مطلقا ...ولكن والدتها وهواجسها ...ثرثرتها المتكررة نقلا عن نساء القرية كانت تصب كلها كوابل قنابل موقوتة على كريمة
فتارة تحذرها بكلمات مسمومة كاسطوانة مشروخة
"زوجك رجل .......وانت ضعيفة بحملك المتعب ولا تحققين رغباته.....احذري خروج زوجك .......احذري تقلباته ....راقبي حركاته .......تدللي وادعي المرض لاتدعيه يفارقك ......والا سيخونك ......لا ثقة في الرجال .....احذري ......احذري ......انت امراة ضعيفة ....
زوجك رجل .....قد يحتاج امراة اخرى .....احذري الخيانة "
وتارة تهدد وتتوعد بمواجهة مع علي بتهمة التفريط والنقص في الاهتمام وحتى الخيانة
تنهدت كريمة بأنة موجعة ......أربكت أمل .... وفجعت قلب الزوج المراقب بصمت
فلم يكن من حيلة لكريمة طوال أيام سوى المدارة على علي والمحاولة في دحض أي فرصة للالتقاء بينهما حتى لا يشتعل فتيل نزاع عائلي ....بين اقرب المقربين والدتها وزوجها الحبيب ....وليس شكا مطلقا ......هي لا تشك...ليس كما ظن حبيبها وبثها شكواه في إغمائها....فكلماته كانت واضحة رغم ضباب الأحداث المرافقة .....لكنها تعترف مع نفسها أن أمها محقة في شي واحد أنها اضعف جسديا طوال حملها من أن ترضي رجلا كعلي ....فإلى متى قد يتحمل ؟
وهل كل ما تكرر الحمل سيلزمه الصبر أم ...؟
لكن الأسوأ حصل وأخر صبرها انهيار صباح اليوم أمام أنظار علي ....وذهنها لا يردد إلى تساؤل واحد ......
هل يمكن لقلبك أن يحب امرأة أخرى غيري ؟؟؟؟؟
تشنج جسدها مجددا ...فأنبتها أمل برقة ....بينما تتمة الحديث أشعلت فتيل قلق كريمة أكثر
(كريمة .....ماذا قلنا .....يجب أن تبقي هادئة .....وعلي في الخارج سأناديه ......بينما والدتك ذهبت إلى المنزل سيعودون بعد قليل فقد اقترب موعد الزيارة )
فتساءلت بذعر مرتبك
( يا الهي أمل ......ماذا حصل بعد إغمائي ؟....ماذا قالت أمي؟ )
(كريمة )
النداء الهادئ جاء من القامة الرجولية التي شرعت الباب بأكمله تعلن عن وجودها المتستر ....
من علي الذي صمته ومراقبته لخلجات زوجته عززت إدراكه بعد هدوءه أن في الأمور أمور اكبر .....وقلق زوجته وخوفها من لقائه بوالدتها أجج تساؤلات جديدة
لكن وضع كريمة لا يستدعي طرح التساؤلات.....بل تدخل لتهدئتها أولا
فتقدم بخطواته الهادة نحوها .....يخفي أفكاره بغموض نظراته........و صدق الفرحة الظاهرة على ملامحه بسلامتها بعد الانتكاسة

اخطأت واحببتك لكاتبة ليلى مصطفىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن