الفصل السادس عشر

57 1 0
                                    

الفصل السادس عشر

راقبت أمل إغلاقه الباب خلفهما ...
قبل أن تقف بثبات يغالط نبضات قلبها المرتفعة ......بحالة خاصة منذ إعلان حبه لها وكلما شهدت في عينيه النظرة القاتمة التي يخصها بها فقط
انه يداعب أحاسيسها وأنوثتها بطريقته التملكية الفظة في إعلان غيرته من وسيم ....
إلا أنها لم تستطع منع نفسها من مغالطة تصرفه
(ما معنى ما حدث عزيز ؟)
(أنا أريد أن اجري حوارا معك أمل ....الم تلاحظي في كل مرة اجد ما او من يقف عثرة في طريقنا)
(لكن تصرفك مع ضيفك لم يكن لائقا ....لقد كدت تضربه)
تغافل عن ذكرها .....ليسائلها بما أجج غيرته منه قبلا
(وهل تجدين جلوسك معه وحدكما تصرفا لائقا منك أمل)
هتفت باستنكار
(أنا لم أكن معه وحدي ....لقد كانت هناك إسراء ......ثم إني كنت اجلس قبل مقدمهما ولم يكن صوابا أن أغادر مباشرة بعد قدومهما )
فرددها بقهر
(فجلست تتبادلين حوارا وديا معه)
زفرت أنفاسها لتعيد بتركيز
(معهما عزيز.. معهما)
هتف بغلظة
(معه ....معهما لا فرق ....فهائه في الوسط)
(عزيز)
اقترب منها بخطواته سريعة ..يبثها شوقه ....ولهب عشقه لها
(ألا تدركين أمل ألا تشعرين ......أنا تعذب .......أموت شوقا ......أكاد اذوي غيرة من كل من ينظر إليك أو يحظى بابتسامة منك .......أو تعلمين حين أجده تتكلمين معه حتى بحديث ودي ووسط جمع العائلة ارغب بافتراسه .....وأنت تعلمين سبب كرهي له بالذات )
همست بخفوت
(لكن أنا ........أنا )
أكمل عنها برفق .....وهو يرفع يدها ليضعها على قلبه فتصلها ضرباته
(أنا اعلم ......لكن هذا لا يعلم ولا يفهم هو يشعر فقط وان لم يشعر بك قريبة فهو يضعف ...امنحيه القوة حبيبتي)
نهرته بمشاكسة متهربة من يده الأخرى التي تسعى إلى تقريب جسدها منه بينما خطواتها تعاكسها بدورها فتسعى إليه
(يا مجنون توقف)
لم يتوقف ولم يتأنى في التصريح برغباته ومداعبات أحلامه
(متى أمل متى ....أريد موعدا يجمعنا معا تحت سقف واحد .....غرفة واحد .....وسـ )
سارعت إلى مقاطعة كلماته المتدافعة على مسامعها بدون خجل....لتهمس الأنثى بحرج
(قريبا)
ألح بإصرار
(حددي موعد)
هربت بنظراتها ......تخادع القادم
(بعد سنة )
ولم يسمع سوى صوت صرخته المفاجئة بكلمة يتيمة
(ماذا ؟) !!!!!!!!!!!!!!
لقد توقعت صدمته وانفعاله من شحوب وجهه من قرارها المنفرد...
وصرخته المفاجأة وهي تصدح بصوت عال في أرجاء المكتب وحتى خارج جدرانه ....
فغيرها سمعها أكيد
لكن جموده السريع بعدها وهو يتطلع لها بنظرة غامضة جمدتها ....
وهي تستشعر بوادر إدراك وأفكار سريعة بتعاقب على صفحة وجهه ....لكن لأول مرة خانها تقدريها في فهم خلجات أفكاره ......وصوته بعدها جمد أوصالها من لسعة سؤاله الغاضب
(لماذا أمل ؟ فقط لماذا ؟)
لم تدر لما احتاجت لأن تمحي النظرة الغامضة من عينيه ...لتستبدلها بنظرة الحب والعشق الذي كانت تبعث الدفء في أوصالها وتطمئن روحها المتلهفة إلى عشقه منذ سنين انه يحبها وحدها ....نظرته التي تعلن ملكيتها له ....فبادرت إلى رفع يدها إلى ذراعه ببادرة خاصة تمررها برفق......
بأناملها الرقيقة وهي تستشعر تشنج عضلات ساعده الرجولي
لتنطق بصوتها الخافت .....ونظراتها تتواصل مع نظراته برجاء للتفهم ....
لكنها لم تتناسى انه العزيز وباستطاعته تخمين مابين السطور وقراءة ما خلف واجهة عذرها
(أنا حاولت إخبارك بالأمس.... أنني احتاج الوقت ......وان نتريث في إعلان خطوبتنا قليلا ....أنت تعلم بحلم متابعتي للدراسات العليا وبارتباطنا سريعا س..... )
قاطعها بصوت خافت لكنه جمد أوصالها لبرودة نبراته المقهورة.....
(سيعيقك عن دراستك ....تعنين أن ارتباطنا او ربما انا سأعيق نجاحك)
قاطعته بسرعة ....من انحراف منحى أفكاره
( لا ...أنا لم اقصد هذا .....عزيز أنت تعلم ذلك أكثر مني ......بل ما قصدته هو ضغط الدراسة على امرأة متزوجة فتقصر في حق زوجها وزواجها ....ولن تكون بداية جيدة لحياتنا وفي هذه الظروف)
قاطعها بنفاذ صبر
( ما اعلمه جيدا هو أن الدراسة لن تبدأ قبل شهر على الأقل ......ويمكننا أن نتزوج قبلها .....واستطيع الصبر وان أكون سندا لك وليس العكس ......و النموذج الذي تتحدثين عنه ليس قاعدة للزوجات )
كانت تعلم أن ما ستقوله سيزعجه وقد يدفعه للتهور أيضا لأنه لا يتماشى مع ما يخطط له ويتمناه.... لكن وقوع البلاء ولا انتظاره ....فهمست بصوت جهدت حتى لا تبدو نبراته مهزوزة
( لكننا لا نملك الوقت الكافي لما تقوله .....فلقد اتصلوا بي صباحا ويجب أن التحق بالدراسة بعد 3 أسابيع كأقصى تقدير ....
لذا سأغادر أنا وأمي نهاية هذا الأسبوع )
امسك بمرفقيها يقربها منه أكثر ....يتطلع إلى نظراتها المرتبكة بغيض
بينما هي تلعن ضعفها السخيف ......أين إصرارها على مواجهته بقوة وإيمانها في الدفاع عن رغبتها في تأجيل ارتباطهما إلى حين انتهائها من دراستها أولا
والتعاقب مابين الحرارة والبرودة تم الاشتعال في نظراته ....أثار ريبتها في زعزعة إصرارها مع من نياته المبيتة
(ومتى كنت تنوين إخباري يا خطيبتي العقلانية ....وأنت لوحين لي بيدك مودعة على أمل اللقاء بعد سنة ..... )
همست برجاء رقيق
(عزيز )
بينما كان هو يزيد في إلحاحه أكثر ....واستفزاز هدوئها بشكل اكبر
(ألا ترين أننا انتظرنا بما يكفي ....والظروف كل مرة تعاكسنا فتدفع طرقنا باتجاه مختلف هل تعاقبينني أمل )
هتفت باستنكار
(عقاب …ماذا تهذي عزيز)
(عما حدث منذ فترة….تعاقبينني لأنك تعتبرين قلبك ضعيف ليسامحني بينما عقلك العنيد هذا يأبى ذلك ... اتحدث عن فدوى..... )
اشتعال نظراتها وتسارع أنفاسها بينما تنفث كلماتها بهمس غاضب .....ذكره بانفعالها الغاضب في السيارة يوم اعترافه بحبها ....فتقطع كلماته المعاتبة عن الاسترسال بمجرد ذكره لاسمها
(إياك تم إياك عزيز .......أسمعك تذكر اسمها مرة أخرى )
عادت النار لتشتعل في عينيه مرة أخرى …لينطق بدهاء من يتحين فرصة سانحة بعد إثارة انفعالها وكسر قناع الهدوء الذي تلبسته لتتهرب من اعترافها هي الاخرى
(حسن أنا موافق)
تقبله المفاجأ أثار غيضها
(عزيز )
صرح بمداهنة
( بشرط .....سنؤجل الزفاف إلى حين انتهائك من دراستك ......لكن....... لن تغادري نهاية هذا الأسبوع إلا وأنت زوجتي .......وتحملين اسمي ولقب متزوجة)
تطلعت الى نظرة الاصرار في عينيه .....لن يقبل الرفض سبيلا
(وماذا ان رفضت )
أردف بهمس متلاعب
(حينها
أتأكد من انك تعاقبينني أمل .......بذنب خطاي مع فدوى وتتحينين الأعذار )
هتفت به بغيرة ترفع سبابتها في وجه بتهديد غيور صريح أشعل اللهب في داخله مستعرا ومحرقا كليهما معا
(الم اقل لك ألا تذكر)
شهقت بقوة من حركته المفاجأة وهو يحيط خصرها الرقيق بساعديه ليرفعها بين ذراعيه كدمية خفيفة ليوازي طولهما معا ويجعل الجبينين في خط مستقيم بسرعة خاطفة لم تمهلها فرصة الاعتراض.....
كاتما ما تبقى من كلماتها بقبلة متفجرة بمشاعره المكتومة وقد كانت غيرتها الغاضبة مفتاح لباب أوصده منذ إعلان حبه لها...
لكن...... إن كانت كلماته و إصراره المتواصل على تليين عنادها لم تكف لتوصل ملكية كليته باسمها
فقبلته المسروقة قد تفعل
كاسرا وعده لنفسه بحفظ أول ذكرى بينهما لليلة تحل له فيعلمها أصول عشقه على مهل ولا يخشى رفضها ولا فقدان سيطرة محتوم

اخطأت واحببتك لكاتبة ليلى مصطفىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن