نَفَى نَومِي وَأَسهَرَنِي غَلِيلُ .. وَهَمٌّ هَاجَهُ حُزنٌ طَوِيلُ
وَقَالُوا: قَدْ نَحَلْتَ وَكُنتَ جَلدًا .. وَأَيسَرُ مَا مُنِيتُ بِهِ النُّحُولُ.
-الأَحوص.
بعد تصريح حمزة عن رغبته في الارتباط بأنفال، كان الصمت هو الرد الأول، توجَّهت أنظارهم نحوه وكأنهم سمعوا خبرًا يزلزل الأرض تحت أقدامهم؛ كمن فوجئ بحقيقة لم تكن لتخطر على بالهم، بينما رمشت سندس عدة مرات محاولةً استيعاب ما قاله، وقالت في ذهولٍ
"أنفال؟ بس دي لسه صغيرة! أنا فاكرة إني أكبر منها بخمس سنين.. يعني هي حاليًا ١٩ سنة يا حمزة!"
لم يهتم حمزة بكل ما قالته، ظل متمسكًا بموقفه، عازمًا على رأيه غير آبه بالاعتراضات "هي مش قاصر على فكرة، وبعدين احنا ممكن نعمل سنة خطوبة لحد ما أتخرج."
لكن والدته لم تُبدِ أي نوع من الاقتناع، بل كان رفضها قاطعًا كحائط صخري "ازاي يعني هخطب للصغير قبل الكبير؟"
ثم اعتدلت لتطالع تيام، فهزَّت جسدها بحدة "ويعني إيه بتقول لحمزة مش ناوي تخطب؟ بناءً على إيه الكلام الفارغ دا؟"
حمحم تيام ليهدئ الموقف، ولكن كلماته بدت وكأنها تتناثر دون أن تلتقطها آلاء بوضوح "أنا مارفضتش، وحمزة فهم كلامي غلط.. هو لما سألني قولتله حاليًا لا."
لكن آلاء لم تترك الفرصة تهرب منها، وأصرت على كلامها "الشقة خلاص الحمدلله مش ناقصها أي حاجة، جهز نفسك يا تيام الفترة الجاية عشان هشوفلك."
توقف عقل تيام في تلك اللحظة عاجزًا، هل يعترف بحبه لزينة؟ تلك الفتاة التي تكرهها والدته من الأعماق وبكل جوارحها؟ ولكن النهاية كانت واضحة، فأخذ نفسًا عميقًا وأجاب ببساطة متمتمًا "إن شاء الله."
لكن حمزة لم ينتظر ردًا منهم، فزفر بحنقٍ "ماحدش رد عليا برضو، هتقدم إمتى؟"
نظرت إليه أمه بنظرة قاسية، كما لو كانت تخبره بأن لا أمل في طلباته "مش هتتقدم لحد غير لما تتخرج وتشطب شقتك، ومافيش كلام تاني عندي."
رد حمزة في تهكمٍ، وكأن الشكوى من واقع يراه لا يتغير "طيب أنا بقولك عايزها، كان سهل عليا أروح أنا وأي حد صاحبي على فكرة من غير ما تعرفوا."
تفاجأت آلاء من رده، ولكمته في ذراعه بنظرة مشتعلة "إيه اللي أنت بتقوله دا؟ اتجننت في دماغك رسمي؟"
"ما أنتِ يا ماما غريبة بصراحة، هتفرق إيه أنا من تيام؟"
هنا تدخلت سندس، محاولةً تهدئة الموقف، ولكن بكلمات عقلانية "أنت فاهم غلط يا حمزة، ماما قصدها إن تيام جاهز من حيث الشقة والمسؤولية والدخل... لكن أنت لسه بتدرس، ومافيش مصدر دخل ثابت ليك."
رد حمزة عليها بتبريرٍ، غير مقتنع بكلامها "مافيش مصدر دخل؟ أنا بشتغل شغلانتين جنب الدراسة يا سندس، ولو على حوار الشقة فأنا عادي جدًا آخد شقة إيجار لحد ما اللي هنا تجهز... في كذا حل بس انتوا بتحبوا تعقدوا الأمور."
أنت تقرأ
قمر والميم دال
Lãng mạnمِن خَيبَتي أَسمَيتُكَ أَمانًا .. وَنَسيتُ بأن الثِقةِ بَينَنا تَنعَدِمَا يَا سَببْ قَهرةِ فُؤادِي وحَسرَتي .. أُذرِفُ كُل يَومٍ بَدلِ الدِّمُوعِ دَمَا. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بدأت في ٢٥ مارس ٢٠٢٢ والنسخة ال...