أسدل الليلُ ستاراً حالِكاً ،و إلتفتْ النجوم مُبعثرتاً أعلاه بيد أن القمر إنتصفَ السماء بضوئه الخافِت و الجميل..
الا أن ذلك السكون قد أُفسد بصوت الصافرات التي عمت الميدان ،السماء المُظلمة غطت على هيئة الفاعلين لكن صوت وقع خُطواتهم على الحشائش بدى واضحاً.
هبط الجنود مُسرعين ،بعد صراع طويل في إرتداء الثياب الرسمية بأسرع وقت مُمكن..فتلك البذلة ثقيلة.
بدى عليهم الإنزعاج ،معظمهم يتثائبون بنعاس.
إستدار هانيول الذي يجاور جين تشين ،و الذي يقرنه فالطول أيضاً فلا يفصلهم سوى بضعُ مترات تفوق بها هانيول عليه.
- ما خطبهم؟
،لقد غفونا في الثانية عشرة!.هزّ جين تشين كتفيه بجهل ،و إنزعاجُه لم يقل شيئاً عمن حوله.
العقيد تشانيول أمسك بالمُكبر هاتفاً.
-حالة طوارئ!،إستعداد لإطلاق الرصاص في تمام الخامسة....
-أخبرتُك من قبل ليس من الجيد الإرتباط بجندي قوات خاصة صدقيني.
صعدتْ على الفراش بينما تثرثرُ بوعظ و نقلت عينيها إلى غرام التي غشت الدموع مُقلتيها بالفعل.و أكملت ثرثرتها بقليل من المُراعاة لرفيقتها.
-ها هو ذا ينسى يوم مولدِك.بتمتات خافتة قالت يوجين.
-وحشي غير مُراعي ،غير رومنسي أحمق..مُدرب مُتحازق أبله.غرام تربعت على فراشها بهدوء ،و فضلت تجاهُل ثرثرات يوجين التي تعلوها المُنزعجة كما لو أنها هي.
تفقدت هاتفها مُجدداً للبحث عن أي كلمات مُعايدة و لكن هبائاً فقد كانت آخر رسالة منها تتمنى له نوماً هنيئاً و تُوصيه بالتوقف عن الإنشغال كثيراً و الإهتمام بصحته.
يوجين أنزلت رأسها بحذر حيث أن سريرها يعلو خاصة غرام ،تفقدت ملامحها بقلق قبل أن تنزل السلالم ببطء و تربعت بجانبها لتقُول بمواساة و لُطف.
-لرُبما غفى قليلاً و سيأتي بعد قليل ليخطفكِ من المسكن بطريقة رومنسية عسكرية.. ها؟تشاركتا قهقه خافتة على ذلك التفكير الساذج ،قبل أن تردف غرام.
-لا بأس مُجرد يوم ميلاد.يوجين أومأت بتأييد ،ثم صعدت ببطء و نقرت على هاتفها قليلاً ثُم إبتسمت.
..
خلفَ المُعسكر ،العقيد تشانيول الذي أنهى تدريباته للتو وقف بتوتر بينما يتبادل الكلمات مع أحد مُتدربيه.