part 7

15 0 0
                                    

في الصّباحِ تَقِفُ أمامَ البابِ،تُريدُ فَتْحَهُ لَكِنَّها مُتَرَدِّدة،فهي لا تَعْرِفُ ماذا ستَقولُ لَهُنَّ عَمّا حَصَلَ أمْسٍ لَكِنَّها تُمْسِكُ مَسْكَةَ البابِ،وتقول:"إلى مَتَى وسيَظَلُّ مُغْلَقاً،لا يُمْكِنُني البقاءَ هُنا مَدى الحياة"،فتَفْتَحَهُ وتَخْرُج،تنْظُرُ إلَيْهِنَّ،إنَّهُم هُنا كُلَّ شَيْءٍ طبيعيّ،لَمْ يَحْصُلْ شيءْ ولَمْ يُرَدِّدوا سِوَى كَلِمَة "صباحُ الخيْرِ".فأشْرَقَتْ على وَجْهِها ابْتِسامَةً خفيفة.لَمْ يُحَسِّسوها بِأيِّ شيء.

تتَجَهَّزْنَ للْذَّهابِ للجامعةِ،لكِنَّ دلالَ لا طاقَةَ لها على الذّهابِ فلا تَذْهَبْ،وكالعادةِ ياسمين تذْهَبَ إلى مخْبَزِها.وفي نفْسِ اليَوْمِ عِنْدَ الظَّهيرة اتَّصَلَتْ أمّهُنَّ بحياة فسَألَتْها عنْ حالِها وحالِ إخْوَتِها،إلى أنْ جاءَ دَوْرُ سُؤالِها عَنْ دلال فَعَمَّ صَمْتٌ للحظةٍ،ثُمَّ كَرَّرَتْ أُمَّها سؤالَها:"كيْفَ هيَ دلال".لِذا لا يسَعَ حياة إلّا أنْ تُجاوِبْ، وبِتَنَهُّدٍ قالَتْ:لا أدْري ماذا أقول،لَكِنَّنا نَظُنُّ أنَّها ليْسَتْ بخَيْرٍ،فالبارِحةِ فجأةً وقَفَتْ تَصْرُخُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِها دوْنَ سبَبٍ،وقَدْ تغيَّرَتْ طَبيعَتَها عنِ العادَةِ،فأحْياناً تنامُ كثيراً ورُغْمَ ذلِكَ فإنَّها تشْعُرُ بالنُّعاسِ،كما وأنَّها في غالِبِ الأحْيانِ تَفْقِدُ تَرْكيزَها بحيْثُ تأخُذُ وَقْتاً مَعْقولاً لِفَهْمِ كلامِنا واسْتيعابِ ما نَقول.

أُمّها وبَعْدَ اسْتِغْرابٍ وحَيْرَةٍ إلى حَدِّ الدَّهْشَة:يا إلَهي،ماذا يدورُ في قَلْبِها وعَقْلِها،أرْجوكُنَّ لا تتْرُكوها لِوَحْدِها،ابْقَوا بجانِبِها راقِبوها عَنْ بُعْدٍ دوْنَ أنْ تَلْحَظْ لِتَطْمَئِنّوا علَيْها،فلا أحَدْ يَعْلَمَ ما بِداخِلِها.
-لا تَقْلَقي سوْفَ أفْعَلُ ذلِك،سأبْقى بجانِبِها في الجامِعةِ غداً.
-حسناً،انْتَبهي لِنَفْسِكِ،وداعاً.

أندِمْتِ أمْ بَعْدْ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن