تنهد أدهم وقد حصل على كامل الاسترخاء الذى يحتاج بشدة خاصة مع إحاطتها خصره بهذا الاحتياج الذى يشعره بالمزيد من النشوة، تخللت مشاعرها الطاغية صدره ليتمنى أن يطول الوقت ويحصل على المزيد من هذا القرب لكن يرتفع أزيز جهازه ليأتى اعتراضها بزفرة أضحكته وهو يبعدها قليلا
_ ماتزعليش انا هاجى شقتنا النهاردة
رغم أنها سعيدة بالفعل لنجاحها دائما في الاستحواذ على كيانه إلا أنها لن تعلن هذه السعادة
_ على ما تروح البيت اكيد هتلاقى مشكلة تمنعك وترجع تتصل وتعتذر
ارتدى سترته وعينيه تتخلى عن الحزم وتحيطها بمودة تحظى بها دائما في لحظات ضعفه فقط وفى هذه اللحظات يمكنها أن تطلب ما تشاء وتعلم أنه تحت سطوة ضعفه سيلبى لكنها لن تفعل فهى بحاجة للمزيد من القرب منه.
_ صدقينى هعمل كل جهدى علشان نسهر سوا الليلة.
ابتسمت لتمنحه شعورا بالثقة فى قدرته على تنفيذ وعده رغم احتمالية عدم ذلك ليقترب فيقتنص جرعة أخيرة من أنفاسها ثم يمسك كفها ويجذبها خلفه خارج هذه الغرفة الصغيرة الملحقة بمكتبه مغلقا الباب ، اتجه إلى المكتب يلتقط هاتفه
_ حبيبتي روحى ارتاحى فى مكتبك واشربى حاجة ماتعمليش أي شغل بس خليكى قريبة منى
تهكمت داخلياً فهو يتحدث وكأنها تقوم بالأعمال فعلياً هى هنا لتبقى بقربه فقط تحظى بحمايته ويحظى بفتنتها، انسحبت للخارج فهو سيغرق حتى أذنيه فى أعماله لبقية اليوم بينما انتظر مغادرتها ليتجه إلى مقعده خلف المكتب وقبل أن يتفقد جهازه أو يبحث عن أعماله رفع إطار صغير لا يغير موضعه مطلقاً، أحاطت عينيه صاحبتا الصورة وهما زوجته الراحلة وابنته نارا التى تحمل كل ملامح أمها البريئة، دارت عينيه والحنان يكلل نظراته متمنيا أن تكون نارا بقربه هذه اللحظة، لقد أبعدها قاهر عنه كثيراً منذ تزوجها رغم يقينه أنه أراد نفوذه قبل الزواج خوفاً عليها من الصدمة، سيمنحها حياة جديدة زاخرة بالسعادة هو فقط يمكنه أن يفعل لكنه ينتظر أن تتخطى الماضى.
...........
فى مكتب أنيق واسع يعمه اللون الأبيض كمكون أساسى جلس يامن خلف مكتبه ينتظر ككل يوم فهو يمكنه بالعلاج النفسي عن بعد عمل ثلاث واربع جلسات فى ذات الوقت ويثق أنه قادر على احتواء الجميع.
رأى شخص جديد يراسله ويذكر أنه بحاجة للمساعدة فقط وهو مستعد دوماً لتقديم المساعدة فلم يمنحه سوى دقائق من الانتظار
_ اتفضل انا سامعك، إيه نوع المساعدة اللى محتاجها؟
_ محتاجة اتكلم
هى أنثى إذا؛ النوع المفضل لديه فهن دائما زبائنه الأفضل ، يبحثن عن القليل ويدفعن الكثير
_ اتفضلى تحبى تقولى اسمك؟
_لا
_ مش مهم المهم تكونى صريحة وتقولى كل اللى بتعانى منه انا مصلحتى الوحيدة انك تتحسنى
.........
لم يطل انتظار نارا وكان ذلك الغريب خلف الشاشة متواجد لأجلها يسأل مباشرة عما تعانيه وكأنها كانت بحاجة لهذا السؤال أو تنتظره منذ زمن طويل فبدأت تكتب بلا تفكير كل ما ظهر أمام عقلها من ذكريات وكوابيس وأحداث وهو صامت تماماً لكنه منتبه أيضا فكلما تعثرت فى التعبير أرسل لها علامة استفهام تدل على تواجده ثم يمنحها المزيد من الوقت للبوح الذى تحتاجه بشدة.
انتهت من تحويل صراعها لكلمات ليتساءل
_ انا عندى حل بسيط تتأكدى بيه إذا كانت كوابيس ولا حقيقة
_ إيه هو؟
_ كشف طبى
نظرت للشاشة بصدمة هل يمكنها أن تفعل ؟
وبما تخبر الطبيب ؟
وكيف تتخلص من الحرس وخصوصاً جاسر الذى لا يفارقها ؟
سيحكم عليها الجميع بالمزيد من الاختلال العقلى
_ مستحيل مااقدرش اروح أي مكان من غير حراسة هيقولوا عليا مجنونة بردو
صمت لدقائق لتشعر أنه يصدق جنونها أيضاً وكادت أن تنهى المحادثة لكنه عاد يكتب
_ انا اقدر اساعدك فى الموضوع ده بس خلينا نصبر شوية أرتب لك الحكاية المهم احنا هننهى الجلسة دلوقتى وكل ما تحبى كلمينى
_ واتعابك
_ هبعت لك رقم تحولى عليه والجلسة الأولى فرى
صمت تام أعقب ظهور الرقم أمامها على الشاشة فهو لم يذكر قيمة المبلغ الذي يريد ربما يتركه لتقيميها وربما سيخبرها فى الجلسة القادمة لكنها لا تهتم ستدفع بسخاء المهم أنها تجد من يصدقها ويستمع إليها، بدأ الخوف ينثر بذوره بين أفكارها عن مصداقية هذا الغريب لكنها اسكتت همساته فورا فهو لن يصل لأي معلومات عنها عبر هذا الحساب وستتمكن قريباً من الكشف عن حقيقة نواياه.
............
أنت تقرأ
الضحية بقلم قسمة الشبيني
Mystery / Thrillerيعجز عقلها عن إدراك ما يحدث لها ليلا، آمن الجميع بجنونها ولم ير أي منهم ما تعانيه. فهل تجد يد العون أم تستسلم للجنون؟ هى الضحية الأولى لكنها ليست الوحيدة فما أكثر الضحايا!