الجزء السابع عشر

254 8 0
                                    

عادت قمر بالطبيب الى اخيها عصام وكان عزمي معها،ولم يجدوا شقيقة عزمي في صالون المنزل كما تركوها دلفوا الى غرفة عصام النائم بها،لكن المفاجأة انهم وجدوها معه بالغرفة، عندما رأتهم ارتبكت بشدة ونهضت ووقفت بجوار عزمي،بينما نظر لها عزمي متعجباً.
عزمي : ماذا تفعلين معه بالغرفة؟!
شقيقته : لقد دخلت عليه كي اتأكد من مرضه وليس ملعوباً منهم.
فحص الطبيب عصام واعطاه دواء وانصرف،لحظات وعادت إحسان مع ابنتها دعاء من الخارج لكن لم تخبرهم قمر بما حدث،ولم يجلس عزمى كثيراً حيث اخذ شقيقته وذهب،بينما ظلت قمر لتطمئن على شقيقها،مر الوقت وحان موعد زفاف دعاء كان في احد القاعات المخصصة للافراح، كان يوماً حزيناً لمعاذ، لا يصدق أن الفتاة التى أحبها سوف تتزوج من غيره، ظل حزيناً طول اليوم، لكن لم يستطيع الصبر وذهب الى العرس ودلف الى القاعة في احد الزوايا
البعيدة عن العين وجلس يراقب حبيبته وهى سعيدة والكل يهنئ، لكن لم يتحمل الجلوس اكثر من ذلك،فنهض وغادر القاعة حزيناً.
لكن اثناء مغادرته رأته زيزي فشعرت بالخوف وذهبت الى سيف تخبره.
زيزي وعلى وجهها الخوف والهلع : سيف لقد رأيت شيئاً غريباً !
سيف ينظر لها ويرى الخوف والقلق على وجهها : ماذا رأيت خيرا ؟!
زيزي : لقد رأيت.معاذ إبن طليقي في قاعة الحفل وهو يغادر !
سيف بدهشة كبيرة : ماذا تقولين ؟! لماذا يأتي معاذ الى هنا ،ماذا يريد؟!
زيزي :نعم لقد رأيته بأم عيني، اما لماذا جاء ؟ ألم
تخبرك دعاء انه طلب يدها للزواج ؟!
سيف بتعجب : طلب يدها للزواج ؟! نحن حمدنا الله انك نجوت منهم ومن والدهم ،والان يريد هذا إقحام دعاء في هذه الدوامة ؟!
يصمت سيف يفكر في هذا الخطر الداهم على دعاء،لكن يحمد الله أن دعاء تزوجت. حتى يبتعد عن دعاء الى الأبد.
حاول معاذ نسيان دعاء لكن لم يستطع،فبدأ في البحث عن عمل زوجها. ومراقبته حتى اكتشف انه يتاجر في المخدرات، وجمع كل الادلة التى تؤكد هذا من صور وفيديوهات. وارسل بهم الى دعاء لانه يعلم علم اليقين أنها لن توافق ان تعيش بمال حرام . وقد اخبرت معاذ بذلك سابقاً حين طلب يدها للزواج،فعز عليه أن تعيش مع من اسوأ منه. وبالفعل وصلت الأدلة الى يد دعاء فصُعقت من هذا الخبر ورأت كل الأدلة وانتظرته حتى عاد، والدماء تغلي في عروقها ،غليان الماء في القِدرِ.
وعندما دلف الى البيت نظرت له دعاء بغضب.
دعاء : اين كنت حتى هذا الوقت المتأخر من الليل ؟
زوجها يتعحب من سؤالها ! فهذه المرة الاولى التى تساله : كنت اقضي بعض الاعمال ؟
دعاء بحدة : وأي اعمال هذه التى تُقضى حتى منتصف الليل ؟!
زوجها : لما هذه الاسئلة الكثيرة ؟! هل هو تحقيق؟
دعاء بغضب: هل تتجار في المواد المخدرة ؟ أجبني ولا تكذب علي؟
ينظر لها زوجها وهو لا يصدق،كيف عرفت بذلك ثم يصمت لحظات ثم يقول : نعم اتاجر بها،وإلا كيف لي أن اشتري لك شقة مثل هذه او اثاث باهظ الثمن مثل هذا،وانت تعلمين أنى فقير مثلك !
دعاء تبكي. وتصرخ به : لم اطلب منك شيء، قلت لك سوف اعيش معك بأقل القليل لكن عندما يكون مالك حلال،لم يشترط عليك اهلي او انا بأي شيء !
اذا لم تبتعد عن هذا الطريق الان طلقتى وانساني الى الابد.
ينظر لها زوجها وكانه يفكر ويقارن : انا لن استطيع الابتعاد عن هذا الامر.
تنظر له دعاء وهى لا تصدق هل هذا زوجها الذي تعرفه؟ هل هذا الذي رفضت كل من جاء لخطبتها من أجله ؟! بعد كل هذا يبيعها بثمن بخس من اجل المال الحرام !
دعاء تمسح دموعها بيدها ثم تقول له : انا ذاهبة الى بيت أبي وانت ترسل لي ورقة الطلاق.
وبالفعل غادرت دعاء وهى تبكي بكاء مريراً واخبرت اهلها بما حدث وقررت الانفصال. لم يصدق الحميع ان دعاء انفصلت عن زوجها ولم تكمل معه سوى بضعة اشهر قليلة للغاية.
مرت الايام وقمر تتاجر وتكسب وتربح وتكبر،و لا تستريح سوى قليل من الوقت،وهذا جعل ام عزمي وشقيقته تشتعل النار بقلوبهم فهم يرون قمر تهتم بنفسها من ملابس وطعام ومعيشة،وتنتقل.للعيش في إحدى الڤلل التى اشترتها من تجارتها في العقارات والاراضي. والذهب فجمعت من المال اضعاف ما قد جمعه عزمي وهى تدخر كل هذا حتى يعود ويستريح.وبعد.مرور شهور العدة ذهب معاذ الى دعاء في المدرسة ليطلب يدها لزواج مرة اخرى، فكان ردها ثابت لم يتغير ابداً وهو الرفض التام. فقرر عزمى طلب المساعدة من طليقة ابيه وصديقتها زيزي حتى تقنعها. فطلب منها ان يقابلها في مكان عام للضرورة القصوى.
لكن كانت زيزي خائفة،فاتصلت على صديقهما سيف تستشيره هل تذهب لتقابله ام ماذا؟
فكر سيف كثيرا ثم طلب منها الذهاب لتعرف ماذا يريد.
ذهبت زيزي وهى متوجسة وجلست معه.
معاذ : اهلا زيزي تفضلي بالجلوس.
زيزي بعد ان جلست : خيراً يا معاذ ماذا تريد مني؟!
معاذ ووجهه يبدو عليه الضعف والحزن ولم يسبق لزيزي ان تراه هكذا.
معاذ : اريد الزواج من دعاء وهى ترفض بشدة اريدك ان تساعدينى وتتحدثي معها اني مستعد لكل شيء تطلبه.
زيزي : معاذ اسمعنى جيداً دعاء ليست صديقتى فحسب لا بل اختى وأعز علي من نفسي، وانت لا اريد ان تقع صديقتى في المشاكل مثلما وقعت انا معكم.ارجوك ابتعد عن دعاء، هى ليست الزوجة المناسبة لك،انها صفحة بيضاء للغاية.
معاذ بتحدي كبير : ومن اجل ذلك انا أحببتها واريدها زوجة لي على سنة الله ورسوله، وانا وهى نختلف عنك وعن ابي،الوضع غير متشابه ابداً، انا وهى اعمارنا مناسبة جدا،لكن انت كنت تفكرين في المال فقط،لذلك منعنا منك هذا، هل اخبرك بشيء هام؟
زيزي تنظر له : ماذا تريد ان تقول؟
معاذ : انت تحمدين الله أن صديقتك دعاء جائت لي وطلبت مني ان اطلق سراحك،ولو انى احببتها،لكنت انت الان في قبرك،لكن. انا من انقذتك من اخي،انت لا تعرفينه ابداً ؟! واريد ان تردي هذا الجميل،صدقينى أنا على. استعداد لترك كل شيء من أجل دعاء، وإن اقنعتيها بالزواج مني فأنا مستعد ان اعطيك شيء لم يخطر ببالك ابداً !
ترى ما هذا الشيء ؟ وماذا سيحدث مع دعاء ومعاذ ؟
تابعوني

بنت الحرامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن