part 11

6 0 0
                                    

       أسبوعٍ مَرَّ دونَ ذهابِ دلال إلى الجامعةِ للحِرْصِ على عدَمِ تناوُلِها تلْكَ الموادِّ المُميتةِ،إنَّ دلال في حالَةٍ صعْبةٍ،إنَّها ترتَجِفُ كوردَةٍ وَسْطَ رياحٍ،إنَّها تعرَقُ،مَعِدَتُها تؤلِمُها بشِدَّةٍ،تتنَفَّسُ بصُعوبَةٍ وبسُرعةٍ،تأخُذُ شهيقاً فزفير،فشَهيقاً وزفيرٍ،ثُمَّ شهيقاً وزفير،بسُرعَةٍ وبتِكرارٍ معَ الإرتِجافِ وعدَمِ التَّركيزِ،ثُمّ يزدادُ ارتِجافُها تضُمُّ قدَمَيْها إلَيْها،تُحاوِلُ تَدْفِئَةَ نفْسِها بفَركِهِما بيَدَيْها،ما زالَتْ ترْتَجِف،وشفَتاها تتَراقَصانِ معَ كُلِّ رجفَةٍ،تتسارَعُ دقَّاتُ قَلْبِها،لقَدْ بَدَأتْ تَسْمَعُ تِلْكَ الدَّقاتِ.

        لقَدِ انْفَتَحَ البابُ،ها هي فرَحُ تَدْخَلُ إلَيها،لقَدْ رأتْها،تقْتَرِبُ منْها بسُرعَةٍ،مُتَفاجِئَةً منْ حالِها هذه،تراها ترْتَجِفُ رُغْمَ عرَقِها المَصْبوبِ مِنْ أعلى جَبينِها حتّى أسفَلِ قدَمَيْها،تُحاوِلُ تغْطِيَتِها بلِحافٍ خفيفٍ،لَكِنَّها ما تزالُ تَرتَجِف وفَرَحُ حائِرَةً ماذا تفعَلْ،تُنادي ياسمينَ فتأتي مُسْرِعَةً فتَنْصَدِمُ قائِلَة:"يا إلَهي،ما بها؟".

فتُجيبُها:"أعْتَقِدُ بأنّها عوارِضُ تَرْكِها للمَمْنوعاتِ"
-ماذا نَفعَلُ الآن
-لا أدْري
        فتقولُ دلال بصَوْتٍ راجِفٍ مُتَقَطِّع"أعْطوني مِنْه،أعْطُوني منْهُ أرْجوكُنّ"،فتَكوي فَرَحَ جبينِها مُبْتَعِدَةً عَنْها وتَنْهَضُ للخروجِ،ولَكِنْ سُرعانَ ما تُمْسِكُ دلالَ قدمَيْها فتوقِفُها قائِلَة:"فرَحْ أرجوكِ،فَقَطِ اليَوْم،أعِدُكِ....فرَحْ إنَّني أموت،أرجُوكِ" ولَكِنْ فرح لا تَهْتَمُّ فتُبْعِدَها عَنْها وتَذْهَب،ثُمَّ تُمْسِكُ ياسمينَ يدَها قَبْلَ خُروجِها وتقولُ لَها "ألا تَرَيْنَ حالَها"،فتُجيبُها"كانَ يجِبُ أنْ تُفَكِّرَ بالعواقِبِ قَبْلَ دُخولِها بابَ الأمْواتِ ذلِك" ثُمّ تَخْرُج.فتَنْظُرُ ياسمينَ إلى دلال فتَتَنَهَّدُ ثُمّ تَخرُج.

أندِمْتِ أمْ بَعْدْ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن