part 13

12 0 0
                                    

        عادَتْ دلال إلى المَنْزِلِ في غَضَبٍ كامِنٍ بداخِلِها،إنَّهُ غَضَبُ الرَّغْبَةَ في الحُصولِ على تِلْكَ الموادِّ القاتِلَةِ للنَّفسِ،تَدْخُلُ مِنَ البابِ بعَصَبِيَّةٍ،تَقِفُ ياسمينَ مُتفاجِئَةً وتقول"ألَمْ تكوني في المَنْزِل؟"،ثَمَّ تقولُ دلال:"أينَ هيَ المَمْنوعاتِ؟".

-ممم،إذاً كُنْتِ في المَخْبَزِ تَبحَثينَ عَنْها
-قُولي أينَ هيَ (بصُراخ)
فتَخرُجُ حياةَ مُسرِعَةً مِنْ غُرْفَتِها بسبَبِ الأصواتِ.
  بحيثُ تقولُ ياسمين"أوَتَجرُئينَ على سُؤالي عَنْ ذلِكَ السُّمِّ؟ولَكِنْ بكُلِّ الأحوالِ لقَدْ تخَلَّصْتْ منْها ورَمَيْتُها،لِذا لا فائِدةَ الآنَ مِنَ الصُّراخ.

        فتَفْقِدُ دلالَ أعْصابَها وتَهْجِمُ علَيْها بغَضَبٍ كاسِحٍ،فَتُمْسِكُ رقَبَتِها وتَبْدأُ بعَصْرِها،إنَّها تَخْنِقُها بِكُلِّ قُوَّتِها،دافِعَةً بِها إلى الكَنَبَةِ فسُرْعانَ ما تتَدَخَّلُ حياة،مُحاوِلَةً إبْعادِ يدَيْها عَنْ رَقَبَتِها لكِنَّها لا تَقْدِر.بينَما ياسمينُ تَخْتَنِقُ لا تسْتَطيعَ أخْذَ نَفَسٍ عميقٍ،تُحاوِلُ التَّكَلُّمَ  مُمْسِكَةً يدَيّ دلال مُحاوِلَةً إفلاتِهِما ولَكِنْ دونَ جَدوى،ودلال لا زالَتْ بغَضَبِها،وحياةَ تُحاوِلُ كُلَّ جُهْدِها،حيْثُ تُنادي لأُمِّها ولِفَرَحْ،فتأتِيا وهُنا تتَمَكَّنُ حياةَ مِنْ إبْعادِ دلال.فتأتي والِدَتُها وتَصْفَعُها صَفْعَةَ غَضَبٍ توقِعُها بها على الأرْضِ مُرْجِعَةً إيّاها إلى عالَمِ الواقِعِ،وهُنا تتمَكَّنُ ياسمينَ مِنَ النُّهوضِ بغَصَّةٍ حارِقَةٍ.

   تَقِفُ دلال واضِعَةً يدَها على خَدِّها، والكُلُّ واقِفٌ أمامَها يَنْظُرْنَ إلَيْها،يا إلَهي،ما هذِهِ النَّظَراتُ القاتِلة؟ إنَّ نظراتِهِنَّ أحَدُّ مِنَ السَّيْفِ.فتَصْرُخُ أُمّها بوَجْهِها قائِلة:"أوَصَلَتْ معَكِ لِقَتْلِ أُخْتَكِ منْ أجلِ ذلِكَ السُّمِّ القلتِلِ؟أنْتِ ماذا؟ألا تَنْدَمين؟".فانْفَتَحَ سَدُّ نَهْرِ عيْناها،ثَمَّ نظَرَتْ إلَيْها حياة وقالَتْ بحَسْرَةٍ:"يا ليْتَكِ لَمْ تكوني تَوأمي،فكُلَّما أنْظُرُ إلى وجْهَكِ،أرى نَفسي فأشْعُرُ بالقَرَفِ والاشمِئْزازِ منْ نفسي".

أندِمْتِ أمْ بَعْدْ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن