part 14

7 0 0
                                    

        تدخُلُ حياة إلى غُرفَتِها،وتضَعَ يدَيْها على رأسِها ثُمَّ تَصرُخ "آآآآه"،عنْدَئِذٍ تنظُرُ في المرآةِ إلى وَجْهِها،تنظُرُ بتمَعُّنٍ، تتَأمَّلُ نفْسَها،تلْمِسُ وجهَها لمساتٍ بريئَةٍ خفيفة،ثُمَّ تتأمَّلُ بحياتِها "تُرى ماذا حصَلَ لي؟إنَّني ضائِعة،ما عِدْتُ أعرِفُ نَفسي،آهٍ لروحِيَ الّتي كانَتْ تهْتَمُّ  بجَميعِ مَنْ حَولِها،فانْظُري إلَيْها الآن،إنَّها تُريدُ قَتْلَ أُخْتِها.ربّاه!كيفَ تتَبدَّلُ حالُ الإنسانِ!فحِينَ تُتْرَكُ النَّفسُ على هَوَاها تُصبِحُ قادِرَةٌ على قتْلِ مَنْ حولِها وقَتْلِ نفسِها حتّى، فواحَسرَةً على قَلبي".هكذا تكَلَّمَتْ دلالُ معَ نفسِها،إنَّهُ صِراعُ النَّفسِ الّذي يعيشُهُ الإنْسانُ بحيثُ يُدْرِكُ خطأَهُ،لَكِنَّهُ وفي بعْضِ الأحيانِ يَمشي معَهُ،يُطلِقُ لَهُ حُرِّيَّةَ أذِيَّةَ الغيْرِ رُغمَ شُعورِهِ بتأنيبِ الضَّميرِ،ولَكِنْ يَبْقى السُّؤالُ الأهَمّ "هلْ يَندَمْ؟".

            في اليَومِ التّالي،تستَيْقِظُ الأخواتُ معَ والِدَتِهِنَّ،يتَناوَلْنَ الفُطورَ بشَكلٍ طبيعيٍّ وكأنَّ شَيْئاً لَمْ يحدُث.ولكِنْ هُناكَ أمْرٌ غريبٌ،أينَ دلال؟لا صَوْتَ لها،تُرى هلْ هيَ نائِمَة؟ تَدخُلُ حياةَ لتَفقُّدِها فلا تَجِدْها،رُبَّما في الحَديقَةِ فلا تجِدَها هُناكَ أيضاً،تبْدَأُ أجْواءُ القَلَقِ هُناك إنَّهُ قلَقُ العائِلَةِ.تَذهَبُ فرَحْ وحياة للجامِعَةِ لَعلَّها تكونُ هُناك ولَكِنْ لا،بيْنَما تذهَبُ ياسمينَ وأُمّها لمَنْزِلِ جدَّتِها ولَكِنْ تبْقى الكَلِمَةُ المُوَتِّرَةُ تتَكَرَّر "ليْسَتْ هُنا".فيَبْدَأُ قَلْبُ الأُمِّ بالقَفزِ "أيْنَ ابْنَتي؟"،وقَلْبُ أُخْتِها بالنَّكْزِ "أيْنَ تَوأَمي؟".

        يَبْحَثونَ في كُلِّ مكانٍ يُمكِنُ أنْ تتَواجَدَ بِهِ،في الشَّاطِئِ،في الحَديقَةِ العامَّة،عِنْدَ صَديقاتِها،ولَكِنْ دُونَ أيِّ جَدوى،لَيسَتْ في أيٍّ مِنْ هذِهِ الأمْكِنَة،يَزيدُ التَّوَتُّر،ثُمَّ تَقتَرِحُ فَرَحْ "لا يسَعَنا إلّا إبلاغُ الشُّرطَةَ بذَلِك"،بالرُّغمِ مِنْ مَعْرِفَتِهِمْ أنَّهُ سيُشَكِّلُ خطَراً على دلال،إذْ إنَّ إخبارَ الشُّرطَةُ بأنَّها تتَعاطى فسَيَتِمُّ اعْتِقالِها فَوْراً،فليْسَ لدَيْهِم خَياراً آخَرَ،سوى إمَّا إخبارُ الشُّرطَةُ واعْتِقالِها وإمَّا عَدَمَ إخْبارِهِم واعتِقالَ قُلوبِهِم بالخَوفِ والحُزْن.
    فَهُمْ علَيْهِم إخبارَ الشُّرطَةَ بأنَّها تتَعاطى،كي يَبحَثوا عَنْها في الأمْكِنَةِ المُناسِبة.

أندِمْتِ أمْ بَعْدْ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن