الجزء التاسع عشر

192 9 0
                                    

اخبر معاذ والده وشقيقه بامر زواجه من دعاء وترك لهم ماله والعمل معهم، لكن توعد شقيقه عاصم بعدم اكتمال هذا الزواج، الا يكفي انه تزوج من حي فقير، وايضا يترك لهم العمل،وهو العقل المدبر لهم في جميع مشاريعهم، بعد رحيل معاذ اخذ الاوراق التى تثبت انه ترك كل مال حرام اكتسبه معهم او من نصيبه في والده،وذهب الى الحاج عثمان والد دعاء يتقدم بعرض الزواج، استقبله عثمان ورحب به.
معاذ : لقد اتيت الى هنا وانا شخص جديد ليس الذى تعرفونه، لن اخُفي عنك شيء يا عمي،انا أحببت دعاء جدا، واريد الزواج منها على سنة الله ورسوله،وهذه الاوراق تثبت. اني شخص جديد اريد حياة جديدة نظيفة وقد تبت الى الله.
لم ينظر عثمان الى الاوراق ولم يلتفت اليها،بل نظر الى معاذ وابتسم : يجب ان تكون التوبة من اجل الله لا من اجل دعاء او عثمان او اي شخص كان، حتى يقبل الله توبتك ويثبتك على طاعته.
معاذ : نعم اعلم هذا، لكن اريد ان اخبرك أن دعاء كانت سبباً في توبتي،وارجو من الله أن لا تحرمنى منها.
عثمان : اتركنى يا بُني استشير اهلي ورأيها في هذا الامر،وسوف اتصل عليك وأخبرك بالرد.
غادر معاذ وترك الاوراق لهم، وجلس عثمان مع دعاء وعرف منها انها تريده، ثم جلس مع عصام وقمر لمعرفة رأيهم.
قمر وهى منزعجة للغاية : لا يا ابي الا تدرى ابن من هذا وعائلته من؟! لا لا
عصام : نعم اتفق مع قمر ان هذا الشخص وعائلته دائما في مشاكل كبيرة ولن نريد أن تتورط دعاء معه او معهم.
استمع عثمان الى ابنائه بكل هدوء، لكن لم يرفض او يقبل الامر، وظل الامر معلقاً لمدة ثلاثة ايام ،
في اليوم الثالث جلس عثمان مع ابنائه جميعاً قمر وعصام ودعاء ثم نظر لهم وقال : سوف اتصل اليوم على معاذ اخبره بقبول زواجه من دعاء، فرحت جدا دعاء ببنما نظرت قمر وعصام اليه بدهشة: لما يا ابي ،بعد كل الذي اخبرناك به وانت تعلم من اهله ثم توافق على زواجه من اخت!
عثمان : نعم لقد رايت من الرجل صدق المشاعر وحبه الشديد لها وتوبته من العمل والكسب الحرام،لا اريد ان يعود بعد كل هذا،اريد دعاء أن تاخذ بيده
الى الطريق الصحيح والعمل الحلال.
وبالفعل اتصل عثمان على معاذ يخبره بالموافقة وان ياتي اليه البيت ليتحدث معه.
لم يصدق معاذ نفسه،لقد كانت هذه اسعد لحظة مرت في حياته، وبسرعة استقل سيارته وذهب الى منزل عثمان وبعد الترحيب به نظر له عثمان قائلاً : يا بنُي لقد طلبت يد ابنتي لكن لو وضعت اسم والدك وعائلتك امامي لن اعطيها لك ولو جئت بكنوز الارض، لكن نظرت البك ووجدت أن جوهرك نظيف بداخلك خير،تريد من ياخذ بيدك، لذلك وافقت،وارجو من الله ان لا يخيب ظني بك.
نظر معاذ اليه والسعادة تغمره ثم قال : إن شاء الله سوف اكون عند حُسن ظنك.
عثمان : أرجو أن تتقي الله في ابنتي. مبارك عليكما إن شاء الله. تم الاتفاق على موعد حفل الزواج وبعد ذلك اخذها معاذ لقضاء شهر العسل في إحدى الدول الاوربية. كانت تحدث زيزي وسيف من الخارج وتمدح في معاذ كثيراً، كم هو حنون ورومانسي للغاية،وكم هى سعيدة جدا، مر عشرة ايام وطلبت دعاء العودة الى مصر لانها اشتاقت الى والدتها واهلها واصدقائها،وبالفعل عادوا من الخارج وذهبا الى بيت عثمان لقضاء يومان مع اهلها، في اليوم الثاني خرج معاذ لقضاء بعض الاعمال بينما جلس عثمان مع دعاء وقمر يحتضنهما ويكثران من احاديث الود والسمر حتى استأذنت قمر والدها للذهاب الى بيتها لان لديها عمل بالقرب منه في الصباح الباكر،
عثمان: لما تذهبين انت وابنتك وتجلسان بمفردكما ضلوا معنا وفي الصباح اذهبي!
قمر : معذرة يا ابي لكن لن استطيع أن اجهز بعض الاوراق وانا هنا،للاسف كل شيء هناك في الڤيلا.
يُقبلها عثمان في جبهتها ثم يقول : موفقة يا ابنتي،
غادرت قمر بيت عثمان بينما ظلت دعاء نائمة على كتفه وهى تتحدث معه وبينما تتحدث سمعت والدها يذكر الله كثيراً،لم تتعجب فهو دائما يفعل هذا اثناء جلوسه، لكن لحظات وسمعته يردد الشهادة أشهد لا اله الا الله وأشهد ان محمد رسول الله.
ثم صمت، ظلت تتحدث دعاء تتحدث لكن لم تسمع صوته مرة اخرى رفعت راسها من على كتفه ونظرت له،فوجدته قد فارق الحياة، ظلت دعاء تحرك في جسده وهى تبكي : ابي... ابي لما صمت.
وبسرعة ذهبت الى غرفة والدتها لتخبرها أن والدها لا يجيبها، اقبلت إحسان بسرعة وظلت تحرك جسده فعلمت انه فارق الحياة، ارتفع صوتهم بالبكاء الشديد وبسرعة اتصلت إحسان على ولدها عصام والذي كان قادماً بالطريق وأخبرته ان والده مريض للغاية،ولم تخبره انه فارق الحياة، دلف عصام الى داخل البيت فوجد به ناس كثيرة، بسرعة اسرع الى غرفة ابيه ولم يرى الا من يحتضنه ويعزيه.
ظل يبكى بشدة لكن لحظات وتذكر قمر وسأل والدته : هل اخبرتم قمر ان والدها قد مات؟
احسان : لا اريد ان اخبرها اتركها للصباح. لو علمت سوف تعود وبيتها بعيد عن هنا وأخشى عليها من الصدمة وهى سائقة السيارة.
صمت عصام وعلم ان امه محقة،فقمر تحب اباها بشدة. وستكون صدمة شديدة للغاية لها.
مر الليل. وانفلق نور الصباح واتصل عصام على قمر في الصباح الباكر : قمر تعالي الى البيت والدك مريض جدا.
لم تسمع قمر غير هذه الكلمات وبسرعة اخذت ابنتها شروق واستقلا السيارة الى بيت عثمان، لكن وجدت تمجع كبير من الرجال والنساء الذين يرتدين الملابس السوداء، صرخت اين ابي ؟!
بسرعة احتضنتها إحسان :البقاء لله في والدك يا حبيبتي.
نظرت قمر الى. والدتها والدموع تنهمر من مُقلتيها : لا لا تقولي هذا يا امي، لقد كان معي بالامس،وتحدث معي وأخبرني أن اعود بسرعة،ظلت تبكي بشدة والجميع يواسيها،وهى لا تصدق أن الرجل الذي كان لها القلب الحنون والامان والوالد والاخ والصديق قد رحل عنها، مرت بضعة ايام والبيت كانه قبر لا حياة فيه، وكأن الروح التى يعيش بها البيت قد رحل فأصبح جثة هامدة لا حياة فيها، مر اكثر من شهر على موت عثمان حتى طلبت دعاء من زوجها أن يغادروا الى بيتهم، وبالفعل اخذها معاذ ورحلا الى بيت الزوجية. لكن حدث امر لم يكن في الحسبان.
ترى ماذا حدث. وماذا سيحدث ؟!
تابعوني

بنت الحرامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن