1

4 0 0
                                    

POVE:2016

فتاة صغيرة تدعى جوي تعيش مع جدها الطاعن في السن، وحيدين بالقرب من قرية تدعى بقرية الحياة، كانا يعيشان وسط غابة مهجورة، شبه ميتة باستثناء بعض الأشجار وبركة الماء الصغيرة الراكدة

كانت جوي قصيرة القامة، شعرها أسود منسدل على وجهها الصغير، عيناها لؤلؤتين لامعاتان بلون سواد الليل.
ذات يوم استيقظت على صوت صراخ أشخاص بالقرب من البركة، قامت وهي فزعة تركض نحو مصدر الصوت وإذا بها ترى جثتين ملقاة بالقرب من نهر قد تلوث بدمائهم
صرخت من الخوف، لم تصدق ماتراه عيناها! ماهذا؟! من أين أتوا؟! ماذا حدث لهم؟!

لقد كانت تعتقد أنهم البشر الوحيدين على هذه الأرض، لكن مارأته كان كالصاعقة بالنسبة لها.
صرخت حتى البكاء وانهارت
بدأت تصرخ: جدي×4
جاء جدها مسرعا نحوها، لكن المنظر المهيب جمد قدميه، لم يعد قادرا على الحركه
صرخت جوي: ما هذا ياجدي؟!.
احتضنها وهدأ من روعها وقال لها: ستأخذ الشمس جثثهم، لا بأس!

دخلت جوي كوفها الصغير، والرعب مسيطر على قلبها
سألت جدها: من هذان
الجد: بشر
جوي: أي بشر؟
الجد: بشر
جوي: أي بشر؟!
قال الجد وهو يصرخ: بشر بشر بشر كفي عن السؤال.
لم تتوقف فكانت تسأل جدها عن كل ما حدث، لكن جدها كان يكتفي بالإجابة القصيرة الغير واقعية.

شعرت فتاتنا أن ثمة سر وراء الجثتين، فقررت السير في الغابة لتكشف السر، جهزت مؤونة لها وهمت بالخروج ثم تذكرت منظر الجثتين فارتعبن للحظة لكن قررت أن تكشف السر، حملت معها سكينا وخرجت مسرعة كي لا يراها جدها، قامت بالركص حتى وصلت الغابة.
حين وصلت بدأت تسير محاولة اكتشاف شيء ما، لكنها لم تجد ضالتها في الغابة، فقررت العودة لكوفها الريفي، قامت تسير بخطوات ثقيلة يائسة بعد أن خاب أملها في اكتشاف السر.
وهي تسير شعرت بخطوات أحد يلاحقها، وقفت لوهلة وتوقف الصوت، وما أن تسير حتى تبدأ هذه الخطوات باللحاق بها!.
قامت تركض وصوت الخطوات يلاحقها
حتى بدأت تصرخ: جدي جدي
سمعت ضحك خلفها زاد رعبها وأسرعت حتى سمعت صوت!!.
إلتفتت بسرعة فإذا ترى جثة ملقاة على الأرض، وجدها جاء مسرعا بعد سقوط الجثة وهو يصرخ: لماا ذهبتي جُويّ؟؟!.
تساءلت من هذا؟! ولم كان يطاردها؟! من قتله؟؟ وأين القاتل؟! وكيف قتل؟! ولم كان جدها موجود؟! وكيف علم جدها بمكانها في غابة كبيرة؟! وهل لجدها علاقة بالجثة؟!،رغم كل التساؤلات المحيرة ظلت أسرار صامتة، لم تسأل جدها عن أي شيء وعادت بهدوء إلى كوفها تاركة خلفها قصة غامضة .

مرت أيام وجوي لا تزال صامتة، وجهها ذابل ترفض الطعام وتسهر الليل، لم تعد كما كانت، شعر جدها بحزن عميق، أراد أن يخرجها من حزنها وصمتها المخيف.
اقترب منها وجلس بجوارها وقال: عزيزتي أعلم تماما لِما أنتي صامتة  وحزينة لكن عليك أن تتذكري أنكي صغيرة وتجهلين الكثير لكن لا تقلقي ستأخذ الشمس جثثهم.
اكتفت بالصمت، لم ترفع رأسها حتى
وفي يوم التالي خرج الجد مسرعا، شعرت جوي أنه يخفي شيئا، ركضت خلفه مباشرة دون أن يشعر لكن لم تلبث حتى أضاعته،عادت مسرعة إلى كوفها وهي تبكي وتصرخ، فجأة سمعت صوت يناديها: جويّ تعالي إلى هنا عزيزتي.
خرجت وإذا بها ترى جدها نظرت إليه بتساؤل ماذا تريد؟؟!
قال: لقد جهزت لك مفاجأة اتبعيني.
استغربت لكنها اتبعت جدها لتعرف هذه المفاجآة،
ذهب بها إلى مكان خلف كوفهم، كانت مفاجأة رائعة، إنها أرجوحة من صنع الجد، صنعها ليفاجئ حفيدته ويفرحها.
أرجوحة صخمة من خشب أشجار ميتة بالرغم من كل المآسي والأحزان التي مرت بها إلا أنها تبددت عندما شاهدت هذه المفآجأة،فرحت فرحا شديدا وشعرت وكأن الأرض لا تسع لفرحها، قامت تركض وتلعب.
احتضنت جدها بقوة وكأن هذه الأرجوحة سرقت ذاكرتها القديمة، نسيت أمر الجثث تماما وأصبح جل اهتماماتها الأرجوحة، تأكل وتشرب وتلعب عليها .

وفي إحدى الليالي قررت جوي أن تنام على الأرجوحة لكن جدها رفض بتاتا، وأصرت قائلا: لمَ لا؟! أنت تعلم أننا نعيش بجوار غابة ميتة لا يوجد ذئاب ولا حيوانات مفترسة حتى تقلق علي!!
تجادلا كثيرا حتى قَبِل الجد، خرجت مسرعة والفرحة تغمرها.ذهبت لتنام على أرجوحتها، مرت ساعتين وهدوء الليل مسيطر على المكان لكن فجأة سمع الجد صوت صراخ!.

خرج مسرعا والقلق يسيطر عليه ليتفقد حفيدته، جرى مسرعا نحو الأرجوحة وكلما اقترب نحوها تثقل خطواته حتى توقف تماما، أين جوي؟؟!
الأرجوحة تتحرك لوحدها لكن لا أحد عليها، ظل الجد يصرخ وينادي لكن لا رد، والأرجوحة مازالت تتحرك، واستمر في الصراخ  حتى سمع صوت غريب بالقرب من الأرجوحة يقول: لا تقلق ستأخذ الشمس جثتها.

🎉 لقد انتهيت من قراءة J.T 🎉
J.Tحيث تعيش القصص. اكتشف الآن