الفصل السادس

3K 96 6
                                    

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد

*****************
"عندما تتلاقى العيون المشتاقة يختفي الكلام وتبدأ المشاعر تظهر رغماً عن صاحبها،يبدأ القلب بضرباته المتلهفة للحبيب،يرغب بإحتضانه وسرقته عن هذا العالم"

بدأت دقات قلبها تعلو شيئاً فشيء حتى شعرت بأن قلبها سيخرج من مكانه لا محاله!

ابتسمت رغماً عنها وبتلقائية رفعت يدها لتلمس وجهه الذي اشتاقته حد الموت،لا يزال وسيماً بعض الشيء، وجهه امتلئ بتجاعيد العمر القاسية،شعره أصبح بلون القطن وعينيه،يا لا جمال عينيه التي ما زالت تحتفظ ببريق خاص كما كان عليه في فترة شبابه.

في هذه اللحظة مر عليها شريط ذكرياتهما معا!

الحب الكبير الذي كان يجمع بينهما، دلالهُ لها طيلة الوقت ورومانسيته التي لم تكن تملها أبدا.

أغمضت عينيها تستنشق عطره.
لا زال يضع نفس ذلك العطر التي كانت تختاره له في القدم.

بدوره سلم نفسه لها ولم يعقب على تصرفاتها تلك
لا يصدق نفسه بأنها تقف أمامه تمسح على وجهه بيدها

ظل الوضع هكذا عدة دقائق حتى تقدم محمد ناحية والده يتنحنح قائلاً :
_ مين دي يا بابا!!

تمالكت نفسها من جديد وهي تبتعد عنه عندما شعرت بخجل كبير من تصرفاتها المراهقة تلك.
بينما هتف السيد عصام لأبنه :
_ دي المدام دلال،معرفة عمري بالسابق!

وكأن أحدهم سكب عليها ماء بارد بكلماته تلك
تمنت أن تنشق الأرض وتبتلعها ولا تقف أمامه الآن بموقف الخائنة!!

تعلم جيداً بأنها تخلت عنه لأجل المال ولكن لو رجع بها الزمن لما فرطت بحب عمرها الوحيد.

ابتعدت عدة خطوات تود الذهاب من مرأى عينيه الائمه ولكن استوقفها بلهفه قائلاً :
_ استني يا دلال بعد اذنك.

شعرت بأن الحياة منحتها عمر جديد بعد أن سمعت اسمها على لسانه من جديد،تقدم ناحيتها يهتف بأبتسامة :
_ ممكن تقبلي عزومتي على فنجان قهوة؟

وجدت نفسها توافق بكل سرور
ليتجه هو برفقتها ناحية المقهى القريب ليلحقه أولاده سريعاً والفضول يدفعهما لمعرفة من هذه المرأة التي قلبت كيان والدهم بهذا الشكل .

في المقهى جلست على المقعد أمامه وولديه بجانبه
أخذت تطالعهما بهدوء لترى بأنهما يشبهانه بشكل كبير،تتذكر جيداً بأنهما كانا صغيرين جداً عندما أحبت والدهما،ابتسمت بهدوء تهتف :
_ ماشاء الله عليهم،ربنا يبارك فيهم يا عصام،الاولاد يشبهوك اوووي.

ابتسم لها أيضا ليجيبها :
ده احمد وده محمد من شهر خلصو ٢٧ سنة

بتلقائية أجابت :
_ ايوه دول اكبر من حنان بسنتين!!

أذابت قلب الصخر عشقاً حيث تعيش القصص. اكتشف الآن