سونغ شاب عشريني أسود الشعر و الأعين سمين الجسد شخصيته إنطوائية، قليلة النشاط و الكلام ،هذه الصفات تجعل سونغ "منعدم الحياة" ، نعم فهو منعدم الوجود حيث يعيش حياة روتينية مملة تجعله كشخص ميت بالجسد الحي ، من المنزل الى البقالة ومن البقالة الى المنزل ، هذه كل تحركاته اليومية ، مصدر رزقه أموال يجمعها من مقايضة وتداول عبر الأنثرنت تكفيه لسداد تكلفة كراء شقته و شراء طعام الذي يحتاجه .
للوهلة الأولى عند سماع هذه المعلومات عن سونغ يفترض عقلكم 'أعزائي' أنه شخص فاشل جبان أو إنطوائي ، نعم توجد نوع من الصحة في تفكيركم ، لاكن الأهم لماذا ؟لماذا هذا شعور بسلبية تجاه سونغ ؟، أو لماذا سونغ بهذه الشخصية ميتة و الإنطوائية ؟ ، الجواب بكل بساطة هو قلبه ميت ، قلب فقد القدرة على الإحساس و الشعور في نقطة ما أو لنقل في ثلاث مراحل ، حتى أصبح لا يشعر بالسعادة ، حزن ، الغضب أو حتى الخوف بل اصبحت تعابير وجهه جامدة حرفيا فعيناه تعطيك إحساس بالبرود والجفاف و وجهه شبه خالي من التجاعيد نظرا لقلة تحريكه وإبداء رداة الفعل به ، فهو حرفيا كرسمة كئيبة التي لا تتغير عبر السنين .
يكفي سردا للمعلومات عن سونغ فهذا كافي للتعريف به ولتبدا القصة ، حيث 'نقطة البداية' كانت في يوم عادي روتيني ، على حدود ساعة تاسعة صباحا إستيقض سونغ بسبب صوت الكبير لمرور المركبات التي كانت تمر على الطريق الرئيسي قريب من شقته، فتح عينيه محدقا في سقف مع تسائل في اسؤلة لا طالما راوده و كل يوم تزوره تفكيره : "لماذا انت حي؟" "ما فائدتك في الحياة؟" "هل ليوم هو غد وغد هو اليوم بلا تغيير ؟ " ، ورغم أن هذا اسؤلة ذائم تكرار في رؤسه لاكنه نهض و توجه للحمام دون أي أهتمام او مبالات للجواب ، فسونغ قلبه ميت (تذكرو ذالك لا تنسوه ابدا) ، و بعد قضائه مستلزماته من المنزل توجه مباشرة للبقالة هذفه واضح جلب أكل ورجوع لا غير ، ذهب من طريقه المعتاد بجسده التخين و تعابيره الميتة التي جعلة كل من يمر بقربه يشعر شعورا سلبيا او حتى مرعبا ، لاكن بطلنا لم يكن مباليا فكما قلت سابقا هو "عديم الاحساس" ، عند وصوله لتقاطع طرق أخد يجتاز الطريق مرا بجوار رجل عجوز بطيئ السير كان يعاني للوصول للجهة الأخرى للطريق و سونغ لم يعطه أي إهتمام ،لاكن عند إلتفاته إلى جانبه الايمن لاحظ سونغ سيارة مسرعة بتجاه رجل العجوز كانت تقترب منه بسرعة لاكنه كعادته لم يهتم و واصل سير ذون اي مبالات ، مرت لحظات او ثواني راودة عقل سونغ شيئ هو انه يمكن ان تصدم سيارت رجل العجوز ......يمكن ان تقتله ، إلتف ليتأكد ، فوجد ان شكوكه في محلها ، تحرك جسده كاملا بسرعة كبيرة نحو رجل العجور بطريقة لاإرادية حتى سونغ استغرب و تساءل في نفسه "لماذا قدماي ترقضان"،"لماذا انا متوجه للخطر"،"او متى اصبحت ابالي بأخرين حتى"، ومن جهت اخرى خاطبه شيئ داخله لم يعتد سونغ عليه(ضميرة الذي اعتقد انه مات) ، أخبره انه يمكنه ان ينقد حياة ، يمكنه ان يمنع المؤساة ، في لحظات قليلة بينما هو في خضم أفكاره وجد نفسه امام رجل المسن فقام ذون تردد بدفعه آخدا مكانه ، ثم نظر جهة سيارت فوجدها لا تبعد عنه الى بعض سنتمتراة ، في تلك اللحظة ايقن من موته و بدأت حياته تمر امامة ، و ستنتج منها كلمة واحدة وهي "فاشل"، اغمض عينيه وسلم لقدره ، شعر بدفع سيارة له و تكسر عضامه لاكن في نقطة معينة فقد الاحساس واخد معه وعيه في زوال او يمكن ان تكون حياته (من يعلم) ، في لحظات وجد نفسه مستلقا في مكان شاسع يسوده بياض بجنبه فتاة ذو شعر قصير اسود و بشرة بيضاء ترتدي فستان اخضر ، ملامح وجهها لم يرها بشكل جيد فهو كان في حالة من دوخة و تشويش ولم يعرف حتى ما الذي هو فيه ، هل هو حلم او هل هي حياة اخرى او هل جن و اصبح يهدي ، لاكن شيئ وحيد اكيد هو ان تلك الفتاة التي بجانبه كانت تضع يديها في اماكن كدماته و تكسر عضامه وهذا كان يعطيه شعور من دفئ و الراحة ،وهذا شعور استمر حتى اغمض عينيه تدريجيا و اغمي عليه .
و عندما فتحهما اول ما رأه هو اشجار كبير طولها يتعدا 100 متر كثيفة الاغصان و الاخضرار لم يعرف او يسمع بمثلها من قبل ، بجانبه كان يوجد عشب اخضر كثيف و طويل ، اخد عدة ثواني يتأمل في هذا المشهد وفي لحظة استوعب الموقف و تسائل في نفسه "لما انا هنا"، " كيف وصلت الى هذا المكان"، "اخر ما اتذكره هو اصطدام سيارت بي و رأية فتاة بجانبي " ، فتذكر تكسر عضامه فأخد يتفحص جسده و كل أماكن التي يفترض انها متضررة فوجدها سليمة، وهذا زاد من شدة حيرته ، هل هو لم يصب اصلا ام ماذا؟ ، عند غرقه في تفكير ومحاولت سونغ معرفت ما يجري له سمع صوت بين الاعشاب قريب منه عند كل خطوة يخطوها كان يشعر بهتزاز الارض و كان هذا الشيئ يصدر صوت كزمجرة قوية ، فتأكد سونغ ان الشيئ الذي يمر بجانبه حيوان كبير و ربما خطير ، فثبت في مكانه و قطع انفاسه لكي لا يصدر اي صوت قد يسمعه الحيوان و اخد يسمع خطواته التي تبتعد لحظة بلحظة عنه ، و عندما قل الاهتزاز و صوت الحيوان بشكل كبير يكاد يختفي اخد سونغ يتنفس ببطئ ثم رفع رأسه تدريجيا ليرى ما هذا الكائن الضخم، لمحه من بعيد مشاهدا حيوانا اسود جلد كثيف الشعر كبير رأس لدرجة انه شبه رأسه برأس فرس النهر، له قرنان كبيران دائرين يتشكلان على شكل قوسين ، اخد سونغ يتأمل في شكله و يتسائل "كيف لن اسمع بهذا الحيوان من قبل"، "كيف لم يتكلم عنه احد في الانترنث او المدرسة او اي مكان"،" اضن ان تفسير الوحيد لسؤلي و للمكان الذي انا فيه ، هي انني في غيبوبة او حلم وهذا هو جواب المنطقي الوحيد " ، ثم اخد سونغ حجر حاد رأس وضرب يده بكل ما اوتي بقوة ليتأكد من شكوكه، لاكنه شعر بألم شديد وشاهد دماء طفيفة تنزف من يده، لتتبدد فرضيته و يتأكد ان مكان الذي هو فيه الأن هو الواقع ، فأخد وضعية الجلوس وبدأ بتنضيم افكاره و وضع التسائلات و الفرضيات التالية :
- "هذا هو الواقع وهذا اكيد لاكن اين هذا المكان؟"
- "مكان توجد فيه اشجار غريبة و حيونات لم اسمع بها من قبل قد يكون مكان لم يكتشف بعد او مكان سري تم اخفائه عن العالم ."
- "لاكن كيف وصلت إليه، ان تم جلبي الى هنا فيجب ان ارى اثار اقدام في العشب لاكن لاتوجد ، نقول تم وضعي بواسطة مروحيت لاكن اشجار كثيفة الاغصان تجعل امر مستحيل، بقي افتراض سخيف هو انني تم نقلي انيا الى هنا و هذا امر مس........،لحظة برجوع الى الخلف فقد حدثة امور مستحيلة لي ، كشفاء كدماتي وكسوري بشكل كلي حتى اني ابدو لم اصب اصلا من قبل و رأيتي لنبتات و حيونات اقل ما يقال عنها فريدة او عجيبة،هذا يجعل من مستحيل ممكنا و يجعل من الفرضية انتقالي الأني ممكنة ."
- "إن اعتبرنا فرضية الإنقال الاني صحيحة هذا يفسر كيف وصلت الى هذا المكان ،لاكن لايفسر اين هذا المكان؟"
- "يمكن وضع احتماليتين ، الأولى هي ان هذا المكان عبارة عن ارض اخفتها الحكومات لأسباب مجهولة، و الثانية ان هذا المكان عبارة عن عالم اخر او موازي فيه كائناته و نبتات الفريدة تختلف كل اختلاف عن عالم الذي كنت فيه ."
أنت تقرأ
عديم الاحساس
Fantasíaاسم بطل روايتنا ، " سونغ " شاب سمين في العشرين، انطوائي و عديم الاحاسيس ، يعيش في شقة وحيدا حياة روتينية سبب الذي يدفعه للخروج منها هو طعام ، ذات يوم عند ذهابه الى البقالة صادف شاحنة مسرعة على وشك اصطدام برجل عجوز عندها تحرك شيئ داخله جعله يتجه نحو...