part 15

7 0 0
                                    

        عِنْدَئِذٍ،تَبدَأُ الشُّرطَةُ عمَلِيَّةَ البَحثِ بيْنَما هُنَّ داخِلَ المَنزِلِ مُنتَظِراتٍ تلْكَ الكَلِمة "وجَدْناها".وبَعْدَ بَحثٍ طالَ حتّى بُلوغَ الَّيلِ نَهَضَ قَلبُ الأُمِّ قائِلَة "لا،لا يُمكِنُني الانْتِظارُ هُنا أكْثَرَ دونَ مَعْرِفَةِ أيْنَ هيَ ابْنتي،سأذْهَبُ للبَحْثِ عَنْها بنَفسي"،فتوقِفُها ياسمينَ قائِلَة"أُمّي توَقَّفي أيْنَ ستَبحَثينَ عَنْها،ها هُمُ الشُّرطَةَ يبْحثونَ عَنْها"، فتُضيفُ حياةَ لكلامِ ياسمينَ "نعَم أمّي إنَّهُم يعرِفونَ ماذا يفعَلون"، ثُمَّ تقول أمَّهُنّ"ولَكِنْ لا يُمكِنُنا الاعتِمادُ عليْهِم".

       وفجأةً تتَّصِلُ الشُّرطَة،وأخيراً قَدْ تَمَّ ايجادِها،إنَّها في المَكانِ الّذي كانَ يَجِبُ أنْ يُفكِّروا بِهِ أوَّلاً قَبْلَ غيْرِهِ مِنَ الأمْكِنَة،إنَّها عِنْدَ قبْرِ والِدِها.غافِيَةٍ كما لَمْ تَكُنْ مِنْ قَبْلٍ،حيْثُ عَيْناها شَلّالانِ فائِضانِ على قَبْرِهِ،حاضِنَةً القَبْرَ كما لَو أنَّها قَدْ حَنَّتْ لِأحْضانِ والِدِها،نائِمَةٍ وكأنَّها عادَتْ تِلْكَ الطِّفلَةُ الصَّغيرَةُ الّتي تنَامُ بَيْنَ أحضانِ أبيها،فقَدْ تَعِبَتْ مِنْ اخْتِباراتِ الحياةِ لِذا رَجِعَتْ إلى السَّنَدِ، الّذي تَبكي عِنْدَهُ دُونَ أنْ يسْألَها ما بِها،ويسْمَعُها تشْكي دُونَ أنْ يُقاطِعَها.

       وعِنْدَ وُصُولِ إخْوَتِها وأُمّها إلَيْها،وَجَدوا أنَّهُم يأخُذُنَها في حينِ دلالَ تُقاوِم،فأسْرَعَتْ أُمَّها نَحوَها قائِلَة "إلى أيْنَ تأخُذونَ ابْنَتي؟"،فأجابَها شُرطِيٌّ مِنْهُم"علَيْنا أخْذَها للمَشْفى الّتي تُعالِجُ المُتَعاطينَ".فصَرَخَتْ دلالُ باكِيَةً "أُمّي لا تَسْمَحي لَهُمْ بأَخْذي،أُمّي أرْجُوكِ قُولي لَهُم أنّي لَمْ أعُدْ أتَناوَلَ المَمْنوعات،أُمّي أرْجوكِ امْنَعيهُم"،فأجابَتْها أُمّها بدَمْعٍ وغَصَّةٍّ "صَغيرَتي إنَّها مَسْألَةُ وَقْتٍ وسَوفَ تَعُودينَ إلَيّ،لا تَقْلَقي"،وبيْنَما إخْوَتِها يُراقِبونَها كَيفَ تُقاوِمُ بحَرْقَةِ قَلْبٍ مَوجُوعٍ أخذَتْها الشُّرطَةُ بَعيداً،فجَلَسَتْ أُمّها على الأرْضِ بدَمْعٍ أيْبَسَ جِفْنَيْها وأحْرَقَ وَجْنَتَيْها فاقْتَرَبَتْ مِنْها ياسمين وحضَنَتْها.

أندِمْتِ أمْ بَعْدْ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن