part 17

11 0 0
                                    

       قَدْ مَرَّتْ سنَةً بَعْدَ وفاتِها،ولَكِنْ في هذِهِ السَّنَةِ لَمْ تَقُمْنَ بزِيارَةِ دلال،فبِأيِّ حالٍ يذْهَبُوا إلَيْها،وومَعَ أيِّ كَلِماتٍ،أبِالثِّيابِ السُّودِ يَذْهَبوا إلَيْها،أَمْ بِسَوادِ أعْيُنِهِنَّ الّتي تُغَطِّيها الدُّمُوع،أمْ بِسَوادِ الكَحلِ حَوْلَ أعيُنِهِنَّ.وهُنا يأتي رُجوعُ دلال فهيَ أخيراً وقَدْ تعالَجَتْ،ولَكِنَّها لا تَعْلَمَ أنَّ قَلبَها سيَمْرَضُ مَرَضاً لا عِلاجَ لَه،فواحَسرَةً على قَلْبِها الضَّعيفِ هَذا.

      تَدْخُلُ دلال مِنَ البابِ،تَراها أَخَواتُها، ولَكِنْ لا يَعْلَمُونَ أيَفْرَحونَ بِعَوْدَتِها أمْ يَبْكُونَ لِرَحيلِ أُمّهُنّ،تَنْظُرُ دلال إلَيْهِنَّ ولَكِنَّ وُجُوهَهُنَّ لا تَفسيرَ لَها،أهُوَ فَرَحٌ أمْ حُزْنٌ،فتَبْدَأ بِتَرَقُّبِ نَظَراتِهِنَّ،  "تُرى ما هَذا السَّوادُ المُخَيِّمِ على لِباسِهِنَّ وأعيُنِهِنّ"،   خائِفَةً مِنَ التَّفكيرِ حَولَ المَوضُوعِ،مُتَرَقِّبَةً حالَتَهُنَّ ثُمَّ تَسْألُ ذَلِكَ السُّؤالِ العاصِفِ "أيْنَ أُمّي؟"،فتَجْلِسُ حياةَ على الأرْضِ وتَبْدَأَ بالعَويلِ،فيَنْهَمِرُ دَمْعُ دلال خائِفَةً مِنَ الحَقيقة مُعيدَةً سُؤالَها بِصَوتٍ راجِف:"أيْنَ أُمّي؟؟"فتُجيبُ حياة "لَقَدْ ذَهَبَتْ وذَهَبَتْ مَعَها حياتي" وتقولُ فَرَح واضِعَةً يَدَها على وَجْهِها باكِيَة "رحَلَتْ وأخَذَتْ مَعَها فَرَحي".

      فتَسْقُطُ دلال على الأرْضِ صارِخَةً "أُمَّااااه"،فتقُولُ ياسمين دامِعَة "نَعَمْ،لَقَدْ ذَهَبَتْ وذَهَبَ مَعَها ياسْمينَ عُمْري".فتَبدَأُ دلال بالعَويلِ قائِلَة "أمّي لِمَ تَرَكْتِني؟،كَنْتِ تَنْتَظِرينَ عَوْدَتي فَلِمَ لَمْ تنْتَظِري قَليلاً بَعْد؟،لَمَ لَمْ تَسْمَحي لي بٍرُؤيَةِ وَجْهَكِ قَبْلَ أنْ تَرحَلي" فيتَعالى بُكائِهِنَّ،ثُمَّ تقول "أُمَّاهُ ارْجِعي قَليلاً،ارْجِعي فالقَلْبُ تَوَّاقٌ لِرُؤيَتِكِ،ارْجِعي قَليلاً فهَذِهِ العُيونَ تَرْغَبُ لِمُناظَرَتِك،ارْجِعي فدلالُ هَذِهِ تَريدُ دلالَكِ،أُمّاه ارْجِعي فَقَطْ،فَعَلى الدُّنيا السَّلامُ مِنْ بَعْدِك".

    وهُنا تَقُولُ فَرَحْ كَلِمَتَها "أَنَدِمْتِ أمْ بَعْدْ؟".

أتَمنّى أنْ تكونَ أعجَبَتَكُمْ الرِّواية😊😍،شُكراً لِمَنْ قَرأ❤❤

🎉 لقد انتهيت من قراءة أندِمْتِ أمْ بَعْدْ؟ 🎉
أندِمْتِ أمْ بَعْدْ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن