الفصل التاسع عشر

146 7 0
                                    



الفصل التاسع عشر............

ترددت و بقيت صامتة لفترة قال مواصلا: "ما الامر يا كلوديا؟ لا اظن انني اخطأت عندما طلبت المساعدة منك............ انت الان بوضع مادي ممتاز......... انت زوجة باتريك ساندوفال"

هي و بسرعة: "لا ابدا............ حسنا يا ارثر......... لا تقلق"
ارثر و بالحاح: "لولا حاجتي لما لجأت اليك................ اعلم ان ما افعله الان غير لائق................ لكن ............. وعدني زوجك ان يساعدني بالعمل و تخلى عني تماما منذ تزوجك و كأنه نسي كل الوعود بيننا............... انا بحاجة للمال جدا و الا سأضطر لخسارة منزلي"

شعرت بالإحراج الشديد ان العلاقة بينها و بين باتريك لا تسمح لها ان تتجرأ و تطلب منه المساعدة لعائلتها..... و ارثر لا يعلم شيئا و يعتقد انها نسيته و لا تود مساعدته.
قالت محاولة انهاء المكالمة: "حسنا يا ارثر فهمت................أ"
هو و بسرعة: "بعد غدا ارسلي لي كل ما تستطيعين الحصول عليه................ أي مبلغ سيساعدني"

عندما اغلقت الخط فكرت و اضطربت كثيرا ليس من العدل ان تكلم جورج او اندريا ليساعدا شقيقها هذا غير لائق ابدا........... و بالتأكيد ليس مجرد مبلغ بسيط سيفي بالغرض يبدو ان الامر يتطلب مبلغ ضخم و هذا محير جدا و بعد غد فترة قصيرة جدا.

بهذه الاثناء تراجعت خطوة عندما وجدت باتريك يفتح باب غرفتها و يدخل........ ساد صمت و رمقها بنظرات لا تدل على أي معنى ثم اتجه الى الخزانة و اخرج حقيبة و هو يقول دون ان يتطلع بها: "انا اسف على كل ما حدث.......... كان تصرفي همجيا......... "
قالت مقاطعة و هي تقترب و بتردد: "أ مسافر؟"

قال بنبرة كئيبة و هو يضع حاجياته بالحقيبة: "سأترك هذا البيت"
اتسعت عينيها و قالت ببهوت: "كيف؟....... و انا؟"
التفت اليها و قال بغضب مكتوم و بنظرات حادة: "انت فعلت ما خططت له ....... و انظري كيف هي النتائج"

قالت و بصدمة: "انا لم افعل شيئا مما تقول لم اخطط لأي شيء............... لماذا عليك ان تترك البيت ..... من الاجدر ان اتركه انا........... انت الذي اتيت بي الى هنا و انت جلبت لنفسك المتاعب بوجودي.......... لننفصل يا باتريك ارجوك"

اغلق الحقيبة بقوة و قال بتأمل: "مستحيل............ مستحيل ان اتركك يا كلوديا.... افهمي ذلك............. ابقي هنا و لا تفكري بي اين اكون.............. انت هنا زوجتي و الكل يعرف ذلك و يعاملونك بكل احترام"

هي و بتجهم وفتور: "ساترك البيت ان رحلت.... لن ابقى هنا ابدا"
ركز بها مطولا ثم اقترب جدا و قال بعينين فيهما شرر: "اين مجوهراتك؟"
تنفست بصعوبة و اجابت بتردد: "هي...... تخصني و انا حرة بالتصرف بها.......... لقد................ لقد ارسلتها.......... اعني......... ارسلت ثمنها الى اخي...... هو يمر بضائقة مالية"
لا تعرف كيف نطقت بذلك؟ كيف اختلقت قصة جديدة لتخلص نفسها من هذا المأزق و عندما سترسل المال الى ارثر ستكتسب شرعية لهذه الكذبة.
تغيرت ملامحه و هدأ قليلا ثم قال بامعان: "كيف؟........ لماذا؟......... اليس من الاجدر ان تخبريني؟........ لماذا تصرفت بمفردك؟..... لو اخبرتني حينها لأرسلت له"
خفضت بصرها و شعرت بالحيرة الكبيرة هذا يعني ان باتريك لم يكتشف الحقيقة بعد........... لا يعرف شيئا عن ابتزاز سيمون لها........... اذن هو لم يقتل ذلك الرجل......... الان هي تكذب امامه و لا تعلم الى اين سينتهي بها هذا الكذب اذ تشعب كذبها و تخشى ان يكتشف باتريك كل خداعها و يكرهها اكثر.

لست بريئة الجزء السادس من سلسلة قلوب منكسرة لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن