فى غرفه صغيره
لا يدخل لها ضوء الشمس
رائحه الرطوبه تفوح
من جميع جدرانها
تتمدد سيده فى أواخر الخمسىين من عمرها
على فراش بالى متهالك
وكانت تسعل بشده
وتجلس بجورها ابنتها
فاتن وهى تبكى
ولا تعرف كيف تتصرف
فهى ترى أمها أمامها
تكاد أن تموت ولا
يوجد شىء بيدها
وأبيها يجلس على كنبه
من الطراز القديم
ويمسك بيده شيشه
وصوت طقطقه المياه
فى هذه القارورة
تتدفق واحده تلو الأخرى
التفت فاتن إلى أبيها
فى حزن
والدموع تسيل على خديها
فاتن... ابويا الحق امى
اعمل اى حاجه
فهمى ولد فاتن بصوت اجش.. وانا اعملها ايه ماهى
كل يوم والتانى عيانه
يعنى اجيب ليها فلوس
منين
فاتن..يعنى هنسبها
كده من غير علاج
امى هتموت يا بابا
حرام عليك
نظرت فاتن إلى امها
ورأت وجها لونه بداء
يتغير ويميل إلى اللون
الازرق
فاتن...انا لازم اعمل
حاجه انا مش هسيب
امى كده
فهمى بلهجه تخلو من
اى مشاعر الأبوة...ما
انا قولتك والحل فى ايدك
فاتن...انت بتقول ايه
يا بابا ازى يعنى تسمح
لبنتك تشتغل فى مكان
زى ده انت عارف ده
ايه ده كباريه
فهمى..هو يعنى انتى
اول واحده تشتغل
فى كباريه ماهو فى
بنات كتير شغاله فيه
وخليكى فاكره أنى
شغال فيه ومش هخلى
حد يجى ناحيتك
فاتن..ماهو يا بابا انت
بتشتغل فيها وعارف
أنه مكان قذر
ازى تقبل على بنتك
أن كل رجل يبص
ليا بصه مش حلوه ده ربنا هيحاسب على كل ده
فهمى بنرفزه...بقولك
ايه هو ده اللى عندى
وانا طلبت من صاحب
الكباريه فلوس علشان
اعالج امك قالى أنه مش هيدينى اى فلوس
الا لما انتى تجى
وتشتغلى
وانا يدوب الفلوس
اللى باخدها تكفينى
بالعافيه
فاتن جلست بجوار امها
على السرير المتهالك
وامسكت بيدها
وكانت امها فى شبه
غيبوبه
وقالت...حاضر يا بابا بس
الاول اطمن على ماما
وتخرج من الحاله اللى
هى فيها
علشان خاطرى يا بابا
اتصرف دلوقتى
وهات لماما جهاز
الأكسجين
فهمى بسعاده بعد
ما حقق غايته المنشوده
....تمام انا هروح بسرعه
عند حسان بيه واخد
منه فلوس واجبيب
ليها العلاج
اتصل فهمى بحسان
على موبيله
حسان...عايز ايه زفت
بتتصل ليه انسى انك تطلب منى اى فلوس انا مش
فتاحها بيت للزكاه
فهمى ...اسمعنى بس
يا بيه انا صحيح
عايز فلوس بس ده
علشان فاتن وفقت
انها تشتغل فى الكباريه
زى ما كنت عايز
وعلشان تجى طلبت
انى اجيب لامها جهاز
اكسجين وانت عارف
انا معيش فلوس
حسان ...طيب تعال
بسرعه خد اللى انت عايزهاغلق حسان الهاتف وذهب مسرعا إلى حسان
من اجل اخذ الأموال
جلست فاتن تتامل
أمها وهى تبكى
فاتن... سامحيني يا امى
مفيش حل قدمى
غير كده لو معملتش
كده هتروحى منى
وانا مقدرش استغنى
عنك
بعد ساعه احضر فهمى
جهاز اكسجين قامت
فاتن سريعا بوجه متهلل واسرعت بتشغيله
بدأ وجه امها يستعيد
نضارته وبدأت تفتح عينها وابتسمت ابتسامه
واهنه عندما رأت فاتن إلى جوارها
مددت يداها لتلامس
يد فاتن أسرعت فاتن تقبل يدها وهى تقول لها
فاتن...ماما حمدالله على السلامه
امها...الله يسلمك يا فاتن
فاتن.. كنت هموت
من الخوف عليكى
اوعى يا ماما تفكرى تروحى منى انا مليش حد غيرك
امها لم تستطيع الكلام كانت تشير لها بعينها فقط
فاتن...نامى يا امى وارتحى
نامت امها كأنها لم تنم منذو دهرا كاملا
فهمى يشير إلى فاتن
أن تذهب إليه
ذهبت فاتن وهى تمسح
الدموع التى تسقط
من عينها
فاتن..نعم يا بابا
فهمى ...انتى النهارده
هتعقدى جنب امك
لكن من بكره هتنزلى
الشغل
فاتن... حاضر يا بابا
ذهب فهمى لعمله
وترك فاتن خلفه
تنعى سوء حظها الذى
جعل هذا الرجل أبوها
وكانت تستغرب كيف
يقبل اب على ابنته
هذا العمل اى اب هو اين مشاعر الأبوة التى
يكنها كل اب لابنته
فهى كانت تتأمل
صاحبتها وهى فى
المدرسه وهما فرحانين
بابيهم لكن هى كانت
تخجل من أفعال
ابيها وقسوته
الشديده عليها
لولا حنان امها لكنت
هربت منه منذو زمن
تمددت بجوار امها
وقربت منها لتتخبى
بدخل حضن امها
كأنها تحتمى بيها
من قسوه الزمن عليها
لكن فى الكباريه الوضع
مختلف تماما
فهناك كانت هناك كثيرا
من الفتيات منهم من
يقف على طاولات رواد
الكباريه وهم يرقصون
على انغام الموسيقى
الصاخبه ومنهم
من يرقص كان حسان
صاحب المكان يشير
لكل فتاه أن تقوم بدور
معين من أجل إسعاد
الزبائن
وعندما رأى فهمى
أشار له أن ياتى إليه
اسرع فهمى له
فهمى ...تحت امرك
يا حسان بيه
حسان ..هاه عملت ايه
فهمى ...عملت اللى قولت
عليه يا بيه وقولتها تحضر نفسها علشان تنزل الشغل من بكره
حسان..تمام كده مش عايزك تقصر معها ابدا انت معاك كنز مش حاسس بيه
نظر له فهمى وابتسم لانه بوجود فاتن فى المكان
سوف تصبح له مكانه كبيره
تركه حسان وانصرف ليجلس على طاوله باخر
الكباريه ويتابع كل شخص وياتى إشارات لكل منهمااتت فتاه قمحيه اللون
وجلست بجوار حسان
وكانت ترتدى فستان قصير وهى تقول له ...ايه يا باشا قاعد لوحدك يعنى
حسان...وبعدهلك يا سمرا
عايزه ايه
سمرا ..هكون عاوزه ايه
يعنى يا باشا هى أول
مره اجى اقعد معاك
حسان ..طيب قومى
استعدى علشان إكرم
علام زمانه جاى وهو
مبيحبش يشوفك
قاعده مع حد وانتى عارفه يعنى ايه إكرم علام
مش ناقصين مشاكل
سمرا ..انت بتخاف قووى
كده منه
حسان..معاش اللى يخوفنى
لكن انتى عارفه قد
ايه الفلوس اللى برميها
عليكى
نظر حسان لسمرا ببشرتها القمحيه وعيونها الخضراء وقوامها المثير وشعرها
القصير أنها بالفعل فاتنه
لكنها لاتملا عقله
وقرب من أذنيها وهمس
...وانا كمان مبحبش
اخد حاجه مستعمله
نظرت له سمراء نظر غيظ
وهى تقول...بقا كده
برحتك انت الخسران
وقامت تتوعد لحسان
أنها سوف تتنقم منه لاهانتها بهذا الشكل
فهى لم تتعود أن يتركها
رجل بل هى تترك الرجال
بعدما تأخذ منهم ما ترديه
حسان رجل فى الاربعين من عمره لا يقترب من الحريم
لانهم بنظره كلهم نوع واحد نوع مادى اهم شىء عندهم الفلوس وبس
وبعد عده ساعات
حضر إكرم علام فهو رجل اعمال كبير السن يتعدى
عمره الخمسين
لكنه يعيش فترات المراهقه ياتى يوميا إلى الكباريه
وتتجمع الفتيات من
حوله لنيل بعض
الأموال التى يوزعها
عليهم
وبعد ذلك حضرت سمراء للجلوس معه
إكرم...اتاخرتى عليا ليه
سمراء بدلال...ايه وحشتك
إكرم..انتى عارفه انا بجى هنا ليه
سمرا بتضحك..ضحكه مثيره ...عارفه يا بيبى
أخرج اكرم علبه من جيبه صغيره بها خاتم من الماس
وقدمها لسمراء وقالها...
ايه رايك
سمرابجشع ...جميل يا بيبى قووى
اخذته..ووضعته فى حقيبتها ولم تكن تعلم أنها مراقبه من حسان
الذى ابتسم وقال بداخله...افرحى النهارده
علشان بكره هتجى فاتن اللى هتمسح كل البنات
الموجوده هنا وهتاخد منك العجوز اللى انتى
فرحانه بيه
شاور حسان لفهمى
اسرع فهمى باتجاهه
فهمى ...تحت امرك يا
حسان بيه
حسان اخرج بعض
الأموال من جيبه وهو
يقول....
خد الفلوس ديه ورح اشترى احسن فستان لفاتن
عايزها بكره تجى مثل
الاميره
فهمى...تحت امرك يا
حسان بيه
حسان...يلا امشى
انتى دلوقتى واعمل اللى قولتك عليه
وخد النهارده اجازه علشان تحلق تشترى الحلوه هدوم
اسرع فهمى بالانصراف
وذهب إلى محلات بيع
الملابس واشترى فستان
فخم لها وذهب إلى منزله
عندما رأته فاتن
استغربت من حضوره
مبكرا فهو عاده ما
يرجع إلى المنزل إلا
مع شروق الشمس
فاتن...فى ايه يا بابا رجعت بدرى ليه
فهمى ...لازم ارجع بدرى
يا وش السعد حسان
بيه ادينى باقى اليوم
اجازه وجبلك الحاجات
ديه
نظرت فاتن الى الأشياء
التى يحملها والدها
فاتن..ايه ده يا بابا
فهمى...فستان ليكى
وكمان كباب وكفته
يلا علشان نتعشى
فاتن ..لا يا بابا شكرا
مليش نفس
فهمى ..لا انتى لازم
تسمعى الكلام انتى
حتى من قبل ما تشتغلى
شوف البيه عمل معانا ايه
امال لما تروحى ايه اللى هيحصل
اخذت منه فاتن الفستان. والدموع بعينها فهى
لا تريد كل هذا لكن
ما تريده هى حياه كريمه
لها ولامها
مع اذان الفجر
قامت فاتن لتصلى
صلاه الفجر وتدعى
من ربها أن يكمل شفاء امها
وان يرحمها من هذا المجتمع الذى تقدم عليها
وكانت لا تعلم أن امها
تنظر إليها فى وهن وهى الأخرى تدعى ربها أن
ياتى من ينقذ ابنتها
من هذا الرجل الظالم
وبكده انتهى البارت
الاول يارب يعجبكم
ولو عجبكم اشتركوا علشان تقرو باقى الفصول
أنت تقرأ
لن اتخلى عنها &الروايه الثالثه من ( سلسلة سهر الليالى)
Romanceاول مره يراها بملهى ليلى لكنه احس انها اصبحت جزء منه وحارب الكثير من اجلها فهل القدر سوف يجمعهم هذا ما سوف نعرفه فى أحداث الروايه تبعونا