PATR3

20 7 0
                                    

عندما حان موعد رحيله اعطته مورونا عقارا ما لمساعدته.

- مورونا: خذ اشرب هذا.

- ماريوس: ما هذا؟.

- مورونا: عقار سحري، سيساعدك على التنقل بسرعة كبيرة، مما سيوفر عليك الوقت للوصول إلى الأرض الملعونة قبل فوات الأوان.

- ماريوس: حسنا، لكن كيف سأحصل على الحجر الثاني، فأنا لا أعلم مكانه.

- مورونا: إنه الحجر القرمزي الموضوع على عرش المملكة، تم تغيير لونه للتمويه، ووضعه هناك، كي لا يشك أحد به.

- ماريوس: يا إلهي، لا أصدق أنه كان قريبا مني لهذه الدرجة ولم أعلم.

- مورونا: إذهب لإحضاره، فليس أمامك متسع من الوقت.

فعلا قام بتنفيذ ما أمرته به، ووصل إلى المنفى، ذاك المكان المخيف، من ترتعد الأوصال لذكره فقط، فما بالكم بمن يذهب إليه، الرياح الهوجاء ترتطم بالمياه مصدرة سمفونية صرخات مفزعة، الأمواج العالية تضرب الصخور مصدرة هي الأخرى صوتا كالعويل، السماء مظلمة لا تحوي ولا حتى نجمة واحدة.

كان يشعر بتحركات خفيفة من حوله، حتى ظلال الأشجار تتحرك بطريقة تفزع القلب.

أكمل مسيره في قلب الغابة إلى أن وصل لقلعة قديمة شاحبة، تغطيها الأشجار من كل الجهات، يحيطها نهر أحمر اللون، لم يعلم ماهيته، إن كان حمم منصهرة أم دماء، دخل القلعة وذهل لهول ما رآه.

شباك العناكب تحيط بكل شيء، أصوات الصرير تملأ الأجواء بسبب الصدوع في الجدران، والردهة امتلئت بالأبواب، فلم يعلم أي طريق يسلك، فقرر تجربتها كلها، وتوضع منتصف الردهة سلم يؤدي للأسفل.

فتح الباب الأول فأضيئت الشموع على المشاعل النحاسية المعلقة على الجدران، عاد إلى الوراء وصدم جسده بالجدار الذي خلفه، كان منظرا بشعا، غرفة كبيرة مليئة بالأشواك الحادة التي تفترش الأرض كالعشب، وجثث ملقاة بكل الأرجاء، أسفل الجدران تموضعت فتحات عريضة تسرب الدماء التي تملأ الأرضية إلى الخارج، هنا عرف ماهية النهر الذي يحيط القلعة، خرج مسرعا فلم يعد يحتمل النظر لهذا المشهد البشع.

كلما فتح بابا وجد به شيء أبشع من الذي رآه قبلا، صدمته بشاعة هذه القلعة، وما يحدث فيها من أمور، وقال في نفسه ألهذه الدرجة الشياطين تسيطر على المرء ولا تدعه يعي بشاعة أفعاله.

لم يبقى أمامه سوى عبور السلم نحو الأسفل، لكن القلق بدأ يسيطر عليه بسبب الأفكار التي بدأت تهاجمه عمّا قد يكون حل بروزميري، فبعد الذي رآه لا يعتقد أنها نجت من بعض العذاب، فشخص كهذا لن يكون رحيما حتى مع شقيقته.

بدأ النزول ببطء شديد، ومع كل خطوة يخطوها يضاء مشعلا، ليكشف عن مناظر بشعة جدا تنبئه بما ينتظره بالأسفل، فالدماء كانت تملأ المكان، رؤوس الجثث معلقة على طول السلم وفوق كل جثة يقبع مشعلا.

ليلتي القمرية مظلمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن