الفصل السابع والعشرين

1.8K 48 1
                                    

الفصل السابع والعشرين
دخل عليا مراد دون استئذان و قال :
مش عيب لما حضرتك تتهربي مني يا مدام إيه خايفة تواجهني من الي عملتية امبارح عمتا انا مسافر و سيبهالك
قطعت كلامة وقالت بغضب:
عندك بقا انا ما عملتش حاجة أخجل منها أنا زيك فتحت الباب لقيته قدامي اتفاجأت بية زي زيك بالظبط تعرف يا مراد
انا مبقتش متأكد من مكانتى عند اى حد بحبه
مبقتش عارف ليا مكان اصلآ ولا لا
شدها إليه بدون اي كلام والتهم شفتيها في عناق وكأنه عناق الوداع وتركها وخرج دون أن يتكلم أو ينظر ورائه
حتي
قاومت نرمين شعور الفقدان و الغربه الموحشة بداخلها فاهي بدونه تموت حرفيا كل مرة تتعشم .. وكل مرة يخذلوك ويكسرو بخاطرك .. وتزعل وتبكي وروحك تنطفي كأنها أول مرة .. وياريتك بتتعلم .. لكن للأسف بترجع تتعشم تاني، وتتكسر تاني، وتموت حسرة وقهر كأنك غاوي عذاب .. ولا بتتعلم ولا عمرك هتتعلم

سافر مراد وانقطعت اخباره عن نرمين
في الحنين لا فرق بين يوم أو عام أو عقد ..
فحجم الإشتياق يفوق فكرة الزمن ..
حاولت جاهده أن تلخم نفسها في الشغل حتي لم تفكر فيه حاولت أن تكلم فارس أخاها يوميا لمعرفة أخباره و لدخول اخوها وقالت وهي تنظر لبعيد وكأنها كانت في عالم اخر. ورجعت منه فجاءة :
عارف يا فارس الامان اهم من الحب
لو لقيته.... حافظ عليه.....
لما تلاقي حد بيهتم بيك أكتر من نفسه وبيهتم بكل تفصيلة في حياتك ومبيحبش يزعلك ولا حتي يشوفك زعلان ولو انت زعلته مبيحبكش تتأسف علشان حاسس ان اسفك بيخليك ضعيف وهو مبيحبش يشوفك كدة وبيخليك رقم واحد في حياته كلها الشخص ده متخسروش لأنك لو خسرته هتخسر كل حاجة حلوة حواليك......
حافظ علي اللي بيحبك اكترر من نفسه لانه ميتعوضش بجد
حد زي ده لو لقيته لازم تحفظ عليه.
ثم أكملت وهي تجهش في البكاء ل فاض بيها تمثيل دور الشخص القوي المتامسكه فاهي لم تقدر علي التحمل قالت:
الأصعب من فُقدان شخصٍ تُحبه..هو المجهود الذي تبذُله كل يوم للتأقلُم على غيابه ، أن تُحاول جاهدًا ألا تبكي وأن تعتاد الأيام بدونه ثم فى لحظة عابرة ، صورة أو حتى أُغنية تتذكر كل شئ فـ تبكي
انا خلاص مش قادرة اقسم بالله منا قادرة استحمل شهر بحاله غياب وانا معرفش عنه معلومة واحده ولا حتي تليفون يطمن بيه عليا عائشة ولا مت ايه ممكن يكون حصلي هو ازي بيعرف يعيش كده يا فارس.
لابجد ازاي بيعرف يبعد و يعيش حياته عادي حتي لو هو معندوش قلب ليشتاق انا عندي قلب انهكة الأشتياق
معقول أنه عمره ما حبني انا مشتاقة قوي ليه بجد يا فارس حموت واسمع صوته حموت واسمع نبرة صوته بس بعده بجد مدمرني حاسة بحاله خذلان فقدان شغف حتي في الحياة
صوت دعمة ليا كان بيقوني صحيح انا زعلانه منه قوي و زعلي منه سايب جوابا جرح عميق مش عارفو الجرح ده حيداوي في يوم من الايام ولا حيفضل ينزف كده بس اعمل ايه في قلبي مش مبطل يشتاق له نفسي انزع قلبي من صدري و ادوس عليه علشان يبطل يدق باسمة اااااااه ااااه علي وجع اللي جوايا اااااااه
بجد مش قادرة ابطل متوجعش وجع الأشتياق قاتل يا فارس قاتل قوي بتحس أن روحك بتروح منك ومش لاقيها كل مرة تتعشم .. وكل مرة يخذلوك ويكسرو بخاطرك .. وتزعل وتبكي وروحك تنطفي كأنها أول مرة .. وياريتك بتتعلم .. لكن للأسف بترجع تتعشم تاني، وتتكسر تاني، وتموت حسرة وقهر كأنك غاوي عذاب .. ولا بتتعلم ولا عمرك هتتعلم
مر يومان علي حديث نرمين مع أخيها وهي تحاول جاهده أن تشغل نفسها في العمل الذي بدأت تضع بصماتها عليه وبدأ اسمها يسمع في سوق رجال الأعمال والمستثمرين لدقتها المتناهية في الشغل
شعرت نرمين وهي تنهمك في الشغل بداوار قوي حاولت أن تسيطر عليه ولكن دون فائده لقد تكررت معاها الدوخة. فاهي تتوقع أن تكون إجهاد زائد في العمل وعدم الرغبة في تناول الطعام وكثرة تناول القهوة
دخلت مايا عليها وجدتها تضع راسها علي مكتب بوهن
انخفضت مايا من منظرها وقالت :
خير يا نيرو مالك يا حببتي شكلك ارهقتي نفسك الفترة اللي فاتت دي قوي
رفعت نرمين رأسها بتعب وقالت بصوت منخفض :
اه يا مايا شكلي كده جيت علي نفسي بزياده
قربت منها مايا وقالت لها:
تعالي يا نيرو نروح للدكتور نشوف في ايه شكلك مش يطمن وشد اصفر بجد
هزت نرمين رأسها فاهي فعلا تعبانه حقا قامت بوهن وكادت أن تسقط من طولها لولا يد مايا لاحقتها بسرعة
قالت مايا لا يا نيرو الوضع ده ما يتسكتش عليه يلا بينا علي دكتور حالا

عاشق لتمردها بقلم نرمين قدريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن