مرحبًا اصدقائي، لدينا اليوم مقابلة مع الكاتبة Isishasma
سأظل اتحدث بالفصحى وكأننا في سبيستون لذا لا تمل صديقي الصغير.في بداية مقابلتنا قالت لي الكاتبة الشابة أنها «يلهوي انا محرجة أوي»
لكني بكُل ثقة أجبتُها:«متقلقيش أنا مش مجهزة أسئلة أصلًا»سألت عن اسمها فأجابت:«اسمِي أسماء أحمد، لكِني أُفضِل أسما»
لا تأخذوا حديثها على محمل الجِد فأنا ادعوها همسة، رغم أم اسمها مكتوبٌ على هاتفي هاسما.سؤالي الذي يليه تعلق ببداية مسيرتها الكتابية فكان الجواب:«في الحَقيقة هي بداية عبثية قليلًا. بدأتُ الكِتابة عبر الواتباد، قد كانت عبارة عن فكرة عابِرة ليس إلا، أردتُ تجربتها للمُتعة فقط. لم أعلم أنها ستحوذُ على جزء لا بأس بِه من حياتي الشخصية»
صدقيني يا همسة لا شيء عبثي أكثر من جعلي أقود تلك المقابلة معكِ.سؤال آخر كان يقول: «ماهي الكتابة نسبةً لكِ؟»
وكان جوابها:«كالاسهابِ في القمر لحُبك الشديد لهُ. إنها حياة كامِلة بالنسبةِ لِي، عالمٌ مُختلف، وقمرٌ مُختلف يغمُرنِي عشقي له»
وقَد قلقت للغاية أن تكون تتفلسف لكني كذبتُ عليها بالنفي.سؤال لا أعلم عدد كان:«هل لاحظتي تطور في اسلوبكِ بين الفكرة العابرة الأولى وآخر ما خطته اناملكِ؟»
وتحملت الفتاة ثرثرتي مجيبة: «بالطبع! كاتبتين مُختلفتين تمامًا إن كُنت سأدعو نفسي ذات الثلاثة عشر خريفًا كاتبة. أحيانًا أنظُر لِما كتبتهُ في ذلك الوقت وأتعجب، أضحك كثيرًا. على الرغم من ذلِك، لولا الفكرة العابِرة تِلك ومُحاولاتي المُستمِرة لما وصلتُ لأسلوبي الحالِي أبدًا»أوشك الحوار أن يصبح كتحقيق في مكتب فيدرالي، ولَم اعطي اهتمامًا للأمر، فالكاتبة لم تلاحظ لأنها تحبني، ولو لاحظت لن تقول لأنه خجولة.
«اسما تريد البدء بشكل أكثر جدية في هوايتها كالنشر الورقي؟»
جوابها كان مختصرًا للغاية: «بالتأكيد. إنها أُمنية بالنسبةِ لي، أتمنى أن تُنشَر قصصي ورقيًا في المُستقبل»
لذا فقد نهرتها قائلةً: «ارغي يا اسما شوية يماما»
اعطتني جرعة من الصياح تقول فيها:«مانا كنت كاتبة اجابة قد كده ومسحتها حسيتها مش في سياق السؤال»
كان جوابي العقلي عليها هو نينينينني سياق نينيننيي السؤال نينيننيني
لكني احتفظت بها في عقلي لئلا أكون وقحة واكتفيت أن ادعوها «هطلة»
وهي شتيمة باللهجة المصرية تعني عبيطة.
وقد عرفت الكاتبة خطأها فصححت الجواب إلى: «بالتأكيد، إنها أُمنية بالنسبةِ لِي، أتمنى أن تُنشر قصصي ورقيًا في المُستقبل. وفي الحقيقة لن أنفي مُحاولاتي العديدة مع نفسي كي أُنهي كتابة رواية مُناسِبة، إلا أن الرواية الوحيدة التي أشعُر أنها مُقدرة لتُجسد في كتابٍ حقيقي لا تُريدُ أن تكتمِل»لاحظ عزيز القارئ الرواية هي التي لا تريد أن تكتمل، الرواية ها
فلنكمل مقابلتنا:«من هي اسماء احمد؟»
اجابتها كانت نموذجية لَم استطِع السخرية منها: «طالِبة في كُلية الألسن بِجامعة عين شمس. عُمري ثمانية عشر شتاءً-لأني مُغرمة بالشِتاء-. كاتِبة إن صحَّت تسميتي بواحِدة، عاشِقة للأدب والمَطر والموسيقى بشتى أنواعها. أُقدِّرُ الفن على الرغم من معرفتِي الضئيلة به. مُتعطِشة للمعرفة لكني كسولة للغاية»تعالو لأحكي لكم شيء... أنا ادرس في أداب علم نفس جامعة عيم شمس، والكاتبة ايضًا في السن عين شمس، سنة كاملة ندرس في نفس المكان ولَم نستطِع رؤية بعضنا البعض.
«اكثر جملة احببتها من كتاباتك؟»
«ألملُم ذكراكِ تحت وطأة النِسيان؛ فأنا أعتزُ بكُل واحدة وفُقدان إحداها يعني فقدانِي لِكل قطعة تبقت من فؤادي»إنها جُملة من تلك الرواية، كُتِبَت لمُخاطبةِ شخصٌ بعينه وعندما قرأتها مِرارًا أحسستُ أنها نابِعة من قلبِي فعلًا؛ لذلك أحبها كثيرًا»
«حدثينا عن اعمالك»
«لدي العديدُ من الأعمال، الغالبية في طي النسيان كنتيجةٍ لحذفِ حساب الواتباد الخاص بِي. لذلك حاليًا أملُك ثلاثة أعمال: لهيبُ الجوى، إغواء الغانية، ثَمِل في الحُب.
بالإضافة إلى بعض الأعمال الغير منشورة والتي أفضُل التزام الصمتِ حول تفاصيلها لحين رؤية كيف ستؤول الأمور»«لماذا اجيرا مسجلاكي المتعوس؟» -أهمس لأقول أني أنا اجيرا-
«إنها ذكرى لطيفة حقًا! كُنا في مجموعة دردشة واحِدة عندما تحدثنا فعليًا للمرةِ الأولى. لا أذكُر التفاصيل الكامِلة لضعف ذاكرتي-أعتذِر لذلك- وكُنا نتحدثُ حول الدراسة وقُمنا بدعوةِ بعضنا المتعوس والمنحوس تقريبًا»
لقد كانت المتعوس وخايب الرجا، تحقيقًا للمثل المصري «اتلم المتعوس على خايب الرجا»«ما الخطوات التي نستطيع بها تطوير كتاباتنا؟»
«مِن وجهة نظري، القراءة المُستمرة للفُصحى، قراءة الشِعر إذا أمكن، والروايات، والاقتباسات القصيرة والمقالات. بالإضافة إلى الكتابة المُستمرة؛ لأن عقلنا يقومُ بتخزين ما نكتسبه من القراءة، والطريقة الوحيدة لتطبيق ما تعلمناهُ لاشعوريًا هي الكتابة المُستمرة»«ألديك هوايات عدا الكتابة؟»
«نعم. العزف على الجيتار، التصميم، البحثُ عن الصور، الذِهابُ إلى الامكان الأثرية، اقتناء الكُتب. لستُ جيدة في شيءٍ عدا الكِتابة واقتناء الكُتب حقًا. تعلمتُ العزف على الجيتار لفترةٍ قصيرة واضطررتُ للتوقف لأسبابٍ ما، لا أمارس التصميم بالشغفِ المطلوب، ولكني أبحثُ عن الصور وأحفظها في أوقات فراغي»
حتى هنا انتهت مقابلتنا التي لم تكن احترافية بالمرة.
لذا رأيت أن نبدأ بالجزء الأكثر احترافية.
وكان أول سؤال هو: «بتحبي اجيرا؟»
أجابت: «للغاية»«قوليلها كلمة حلوة» قد يبدو كأني آمرها، وبالفعل كنت آمرها.
«أنتِ لطيفة للغاية، وأنا أعتزُ بمعرفتك حقًا» كانت إجابة غير جيدة بالمرة، لَم تحصل على اعجابي ابدًا، أعني بحق الرب نحن نعرف بعضنا منذ سنواتٍ الآن وذلك هو جميع ما استطاعت قوله؟
نهرتها بلطفٍ كعادتي فكتبت شيء فاز بقلبي: «في الحقيقة أجيرا شخص استثنائي، مُنذ اليومُ الأول الذي عرفتُكِ فيه وأنتِ تُعطيني انطباعًا لشخصٍ في غاية اللطافة والعقلانية-رُبما ستسخرين من هذا- لكنّي أعتبرُكِ شخصٌ عقلاني جدًا، مُديرة فريق مرِحة، وتتركين بصمةً غير قابلة للنسيان أينما تتواجدين»
انتظرونا في مقابلاتٍ أخرى.
أنت تقرأ
وميض
Randomالضوء مبعثر، نسلطه على كثير من الشخصيات. هُنا سنبحث عمن يصدر منهم وميض، مَن يسلطون ضوئهم نحو الكتابة