٢١: تضييق

8.4K 394 547
                                    


ها أنا من جديد أيقن كم مُرعبة لحظة الإدراك العميقة، لحظة التوقف، بدايات الألم
والخوف.

ها أنا أتساءل تكراراً..

ماذا يعني الأمس؟
ماذا قد يعني المستقبل؟
حين كل ما تعلمته باستمرار هو الألم، الفقد، والحُزن.

كم هي مرعبة الحياة وهي تعاملني وتشعرني بأنني البشري الوحيد الذي يعيش فيها، لتدفنَ باستمرارٍ فيّ، كلّ قربان

لم أعد أحمل في داخلي رغبةً للعيش
ولا للبكاء ولا للحياة ولا للدناءة والفساد حتى، كل ما فيني يطالب بشيءٍ عجزتُ عن إدراكه
يتوسل لشيءٍ لا أعلم ما إذا كان يحمل فيني أي رحمة للاستماع
فهل يقبل ملاك الموت أن يستمع لشكاوي أمواته؟

لرغبات العيشِ المتأخرة؟ ونفور القلب من دهشة الموت المترقبة؟

لو كان كذلك، لو كان في الحياةٍ رحمةٌ في وقتها، أتموت أختي؟
بأبشع الطُرق هكذا؟

أحسُّ بالخوفِ من أفكاري

أحسُّ بالخوف من البوح لأنني نصفُ أفكاري

أخشى ذِكري حتّى

أخشى أن أقول -أنا
فترتعش دواخلي من كرب رياح الوجع فيّ
من كثرة سيلاني دون انقضاء
من بكاء عقلي وقلبي عني دونَ ارتخاء..

منّي، أخافُ مني.

جُننتُ منّي، كأنّ ليس في الحياة غيرَ اثنان، أنا وأنا

فأظلّ واقفاً طوال العمرِ محبوساً فيني، أنظر للحياة من باب داخلي لا أستطيع طرقه أو دفعه أو كسرة حتى للرؤية من خلاله، محرومٌ من الدهشة
محرومٌ من الفرح، محرومٌ من الشعور بالحياة التي تُقال.

لأنّ الحياة بالنسبة لي دائماً كانت وجعاً في نخاع روحي.

ستظلُّ تراقب البحر بلا توقف
دعني أُراقب داخلي عن كثب

سأفعل، لولا صوتكَ الذي يُشتت وحدتي الآن

وأنا الذي حنّ قلبُه ليعطيك الطعام قاطعاً كل تلك المسافة من منزلي!
شتائمٌ طويلة ظلّ يخرجها

قسماً لو أني أقطعُ لسانكَ لما صمت حتى
نظرتُ فيه قائلاً بحاجبين معقودين، وجههُ ممتعض بشدة ولا أعتقد أن السبب الوحيد هو أنني أشتمه وأقذفهُ ليلَ نهار منذُ أسبوعٍ مضى، حينَ خرجنا من ذلك المكان الغريب ولم نستطع أن نتحاورَ حواراً واحداً حتى، فلا أهتم، قلبي غاضب، وحين يكونُ قلبي غاضباً فإنّ أفعالي ستتبرأ من الحياة ومن فيها، سأصبح أنا الغضب نفسه.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 15, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ثأرُ الرِّياحْ|TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن