لأنگِ أنتِ 1
حراره الشمس اللتي لفحت وجهها، ملامحها الهادئه صوتها الناعم وبعض الخصلات المتمرده التي خرجت من تحت حجابها، حقاً مثيره للاهتمام ! ها هي تقف بجانب صديقه عمرها ذات البشره الحنطيه نظاراتها الطبيه اللتي اعتادت ان ترتديها كارزما وحضور انثوي طاغي، ضجيج الطلاب اللذي أخذ بالإنخفاض رويدا رويدا، اصوات السيارات وابخره العوادم، وجوه الناس البائسه!
اوووف يا دان يخ حنستني كدا لي متين مع المواصلات المافي دي ، اصبري يا بيب أتصل علي السواق تبع العيله يجي يوصلنا عشان الهانم ما بتقدر تقيف تحت الشمس، هههه ااي اتريقي اتريقي هو انتي لو عندك برادو وسواق بتقري طب بيطري في جامعه...، 🤣" تحيه خاااسه خاااسه لي ناس بيطره المسفوهين" شوفي هداااك قشاش الدموع جاء هههههع منو دي انا اركب بص والي وشماعه كمان! طيب اتلهي يا السفيره عزيزه، صنت ليها صنه كدا عرفتها كويس وبعدهل ضيقت عيونها وقالت لي طيب اسمعيني بما انو ماف مواصلات تجي نملح؟ وه إحساس أن في كائن هيرضي يرفعنا بي أشكالنا البائسه دي؟مششششم، يعني يا مريم نهااائي ما بتتلفتي للكلام الله يصبرني بس، وبي طريقه كوميديه كدا عدلت من هيئتها وعاينت بي شاشه التلفون فجأه علا صوتها وهي بتقول طب وربنا قمراات، قاطعها صوت الكمساري من بعييد بكورك باااحري باااحري، الحمد لله هدي المواصلات جات اركبي اركبي.
ما تستغربو دا كان حوارنا اليومي أنا ومريم طبيعي أحنا مشرورين ومافي مواصلات والناس دي كلها تركب ونحنا مواصلاتنا تحلف ما تجي، مرات نملح ومرات غايتو نقيف وأهو معدينها.
ركبنا و شفنا اقرب مقعدين ملصقات وقعدنا فيهم دان كالعاده ما اتلفتت طوالي طلعت تلفونها وركبت سماعاتها اصلا دا الطبيعي حقها فتحت اغنيه لي فرقه one direction وسرحت بعيييد..
" ابوي هل تفتكر في يوم نحنا هنعبر؟ ما هدا في ناس كتار شغالين نفس شغلك دا وعابرين، اتنهد وقال لي دان يا بتي انا ما عايز ااكلكم قرش حرام انا عايز ربنا يعوضني بيكم ما غالبني اكل من دا وازود لي دا في السعر واعمل امور ناس السوق البعملوها دي، وقتها حسيت اني فخوره شديد بي ابوي وقدر شنو انو عظيم وانه كان محافظ علينا من الحرام سبحان الله كنا وين وبقينا وين و.. " داااان داااان ،هاااا... قادر الله يختي سرحانه وين؟ بحب يا مريم بحب، ب شنوووو ههههه لالا زابط ما هأتناقش معاك في النقطه دي لان ما عندي شك+ لكن ابقي اعزميني العرس ، كويس بحاول مع انك ما محتاجه يعزموك يعني و.. قطعت جملتها كأنها استدركت حاجه وقالت لي هسي قاطعه لي تفكيري مالك الحافله كلها سمعتك وانتي بتنبحي، عايزه اكسب فيك ثواب واقول ليك ان العملي بتاع الجراحه اجلوهو هسي مرسلين في قروب الدفعه، لي متي يعني؟ والله قالو لي يوم الخميس عشان القو لينا حيوانات نشتغل عليهم، زااابط جدا معاي يا زوله انا اصلا لسه ما قاريه ،طلعت سماعتي و بقيت بحاول اونس في مريم واخفف عنها لانها سلفا طلعت مضايقه بس بتحاول تتماسك قدر ما تقدر طبطبت علي كتفها ووصلت محطتي كنت بنزل قبلها، هوي يلا يا زوله انا محطتي جات تصلي بالسلامه ولو سمحتي ما عايزه نفسنه، نننننن،زابط بينا الشبكه
نزلت ونفس الوقفه وقفتها تاني 🙂 " قايلني اضايقت؟توتوتو ابدا" لحدما في النهايه ركبت ترحال طرحه وجيت راجعه علي البيت وبكرر كلام كل يوم " انا خلاص الجامعه دي حأخليها اصلا الشهاده للحيطه والمره لي بيتها" البشوفك شاقه حلقومك كدا ما يشوفك وانتي بتكوي في شراباتك بالليل 😹، عاينت ليهو كدا 😒 صهيب اختاني عليك الله انا ما ناقصه استظرافك وانت اصلا الجابك شنو مش مفروض حتتاخر؟ ، بغض النظر يا بت احسن ليك حسني علاقاتك معي انا زول هأعبر وانتصر واشتري عربيه ولو احترمتيني حأوصلك طبعا، تشتري شنو؟هههههه الطموح حلو أقسم بالله، المهم بغض النظر أمي وين انا جعانه، "الوقت داك انا وصلت المطبخ وقاعده اكابس في الحلل هههه" امي دي عند مرت الجيران امها وقعت كسرت يدها " بتكلم معاهو وخشمي ملان اكل" خالتو علويه يا حليلها يخ ما بتستاهل ، غايتو يا دان اصلك ما بتترقي، المعني الحقيقي لي مرمي الله الما بترفع زابط يا صهيب زابط انت بس اختاني عشان اترفع، امي جيتي والله دمعتك رهيبه الليله عاملاها بي نفس عديل ، امي قالت لي وهي بتضحك وبتطلع في توبها من خلي عادتو قلت سعادتو، امي عليك الله ما تشغلوها لي انتي وولدك انا زوله في طور النمو فمحتاجه اكل، صهيب دا ماسك مويه لمن طلعت بي انفو من الضحك، طور شنو يا ماما؟ يلا انتي حافظه ما فاهمه! خلاص عليكم الله بطلو مناقره انت وهي، امشي استحمي عشان اخت الغدا الليله اتاخرتي زاتك، صهيب قال لي امي هي ان شاء الله ناويه تاكل بعد دا! حمرت ليهو وما اشتغلت بيهو اتلفت علي امي وقت ليها ان ما كان في مواصلات ، هاانت قربتي، ان شاء الله ،فعلا مشيت شلت غياري ودخلت الحمام، فتحت الدش كدا دموعي بقت تنزل براها ما عارفه قعدت قدر شنو وانا ببكي تحت الدش لحدما امي دقت لي الباب..
"في حياه كل زول فينا جانب مظلم بجتهد شديد عشان اخفيهو!"
_____
في جانب مريم
بعاين بي شباك العربيه وبفكر في المصائب القاعده تنزل علينا وحده ورا التانيه! من وفاه جدو لي ان ابوي حصلت ليهو لكلكه في شغلو ونزل السودان وامي الجاها كانسر من غير اي مقدمات! جامعتي الكانت مقفله فتره طويله عشان وضع البلد خطيبي الخلاني.. كنت وييين وبقيت وين انا حقيقي ما قادره اتحمل ما عارفه القاها من وين ولا من وين انا تعبت، "ونزلت منها دمعه ساخنه متمرده""إيه الروايه الى كلها دموع دي🐸" يا اخت يا اخت انتي كويسه؟ مسحت دموعي ونزلت راسي من غير ما اتلفت عليهو وقت ليهو ايوا كويسه، احم دخلت لي حاجه في عيني الهواء شديد! مد يدو بي خفه وقفل الشباك خلاهو فاتح شويه بس، قال لي اظن كدا احسن اتلفت عليهو " مهلا كيف يجرؤ علي الإقبال بفعل شئ كهذا التفت ناحيته لكي توبخه ولكن لسانها قد عُقد بعد رؤيه عيناه ذات العدسات الخضراء! هممت بغض بصرها وهي تهمهم الاولي لك والثانيه عليك يا مريم حتماً لقد اربكتها تلك العينان واكتفت بقول شكرا ! " رجعت لي شباكي تاني وما اتكلمت مع الولد لحدما نزلت ولا حتي هو!
وجهتي كانت للمستشفى ما للبيت!
" تصعد الدرج بيأس وإنهاك واضح علي تعابير وجهها تستجمع قواها لتعطي من حولها إنطباع الشابه القويه التي لا تُكسر كان شخصيتها اجتماعيه لطيفه وعاطفيه جدا ارق من ان تتحمل كل هذا الخراب!"
وصلت لي اخر الممر غرفه رقم 6 فتحت الباب ودخلت مسكت دموعي ومشيت سلمت علي امي في راسها، ماما قيلتي كيف؟ كويسه الحمد لله انتي كيف كان يومك والامتحان؟ الحمد لله ياهو مافي جديد، مريوم امتحاناتك قربت عايزاك تشدي حيلك ياهو انا كويسه وبطلع من المستشفى بعد كم يوم ما عايزه مستواك انزل و.. بتتكلم كدا الباب فتح، ابوي.. مريوم امتحنتي كيف؟ بسم الله يا ابوي بتك بروف دفعتها كمان احم احم، قالتها بي طريقه خلتهم الاتنين يضحكو كنت مع الدكتور وطمني خالص وقال الحصل دا رد فعل طبيعي عشان الكيموثربي بس شويه حُسن دي تشد حيلها وتبقي زي الفل ولا شنو يا السمحه؟ هزت ليهو راسها بي إبتسامه منهكه "امي اسمها حُسنى وابوي لما يحب يدللها بناديها بي حُسن❤️" ، عاينت لي امي لقيتها مبتسمه ! شويه كدا جات خالتي حنان ومعاها لين بنتها قدري كدا بس كانت بتقرا حقوق في جامعه الخرطوم هي في ثالث وانا في رابع، دخلو وكانو جايبين معاهم غدا، اتغدينا وكل ما اعاين لي امي دموعي بتخوني وما عايزاها تشوفني كدا فأستأذنت وطلعت بره ،بقيت ماشه بس بي طريقه عشوائيه حتي ما عارفه انا ماشه وين، لقيت لي كراسي كدا بتاعت استقبال قعدت فيها وكالعاده ما قادره اسيطر علي دموعي! الصبر دا طلع صعب شديد!
شويه كدا وحسيت بي يد بتطبطب علي، اندسيت في حضنها وزدت في البكاء، مريم يا ماما عايني لي هنا، عايني لي مدت لي منديل قشيت دموعي الماراضيه تقيف! انا تعبت يا لين تعبت، ما باقي كتير يا مريم من متي انتي ضعيفه كدا؟ انتي مفروض تصبري ابوك دا مش تقعدي تعملي كدا هو بتقوي بيك وخالتو حُسنه ان شاء الله ترجع احسن من اول، شعرها يا لين شعرها! والعبره خنقتني، انتي اكتر وحده عارفه امي قدر شنو كانت بتحبو! امي الكيماوي هداها صحتها انقسمت النص 💔، عساهو يكون أجر وكفاره يا مريم كلها أختبارات ولازم نصبر عليها، اللهم لا اعتراض في حكمك، هونيها بتهون وان شاء الله ربنا يرفعها، ان شاء الله.
لين حبت تغير الجو قالت لي احم عندي ليك شمار لما تعرفيهو حتنسدمي ، قت ليها بي عدم اهتمام وانا سرحانه بعيد قولي يا لين أنشرحي ما وقفت علي سدماتك انتي يعني ، ماتت بالضحك، وبعدها فتحت المعرض بتاعها وبقت بتقلب فيهو، نشفتي ريقي يا أنسانه عايزه توريني شنو؟ ، مريم الشفقه تطير قلبت مسافه ومدت لي التلفوت ، دقيقه دقيقه هئ والله ماشاءالله ، عرس يعني! لالا ماشي كويس البسمعو زمان ما يشوف السرعه العرس بيها هئ! انتي ركزي لي مع العروس ، ما اتسدمت يعني عادي بنات حواء ديل انا ممكن اتوقع منهم اي شي مع ان غريبه ما كانت ظاهره شديد كدا بت خالتو دي! يالين عليك الله ها ربنا يسهلها عليهو وبالمناسبه بت خالتو دي من زمان كانت متلصقه فالموضوع ما خطير 😹 وحاجه تاني زول ود امو دا انا زاتو ما بلزمني، مريم انتي كويسه؟ قت ليها بي إبتسامه عريضه أنا في احسن حال ما تشغلي بالك 💕🌸
لين بتقول:
كنت قلقانه جدا علي مريم ففي الفتره الاخيره حياتها كانت ملخبطه شديد مرض خالتي ورجوع عمو يونس من السعوديه فجأه، هم صح عندهم عقار مؤجرنو ومكفيهم بي ما زي لمن كان مغترب! خطيبها اللي خلاها بعد ثلاث سنه حب بي كل بساطه ومن غير اي مبررات واضحه، واللي تعبت شديد عشان تقدر تنساهو! انا عارفه وواثقه تماما مريم بت خالتي مافي زول بقدر اقول عنها ربع كلمه! ما بنكر ان صالح كان ميسور ومدلع مريم شديد ، ما كان ابدا مقصر معاها لمن كان خاطبها بس كمان لما امو قررت عنو هو خلاها بي كل بساطه ولا حتي حاول يعمل شي عشانها، وبالمقابل هي ما قاومت، لان بي بساطه ماحابه تفرض نفسها، الكان عاجبني فيها كرامتها الكانت خاتها فوق كل شي بتذكر اليوم دا بي كل تفاصيلو كأنو حصل أمس، كنت معاها بنتونس وتلفونها ضرب كان هو وطلب يلاقيها، حتي بتذكر حنستني كتير عشان امشي معاها في النهايه قت ليها طيب بمشي بس بكون قاعده في العربيه ما نازله،، قالت لي سخيفه يا لين بس يلا فعلا مشينا كافي كدا في الرياض كانو متعودين يتلاقو فيهو نزلت سلمت علي صالح بس تعابير وشو كانت غريبه جدا سلمت عليهو وطلبت لي ميلك شيك شلتو ومشيت عربيتي كانت واقفه مقابله للطاوله حقتهم بعد حوار ما دام طويل شفت مريم بي كل هدوء طلعت الدبله والمحبس وختتهم ليهو في الطاوله! ووشها جامد وخالي من اي تعبير، بقيت بتململ في العربيه وعيني لي مريم جايه علي وانا ما فاهمه الحاصل ما عارفه كانت ماسكه روحها كيف لما قالت لي احنا خلينا بعض يا لين! وكانت بتقول لي راجل ود امو ما بنفع معاي! مريم كدي بسم الله حصل شنو لي كل دا؟ الخلافات بتتحل بي عقلانيه يا مريم ما كدا، قالت لي والعبره خانقاها ممكن نتحرك من هنا؟انا حاسه نفسي مصدعه وما قادره اتكلم، ما حبيت اضغط عليها فمن سكات دورت العربيه واتصلت علي خالتو حسنى كلمتها بي ان مريم معي في بيتنا كنا ساكنين في نفس العماره هم شقتهم في الطابق الثاني ونحنا الثالث، بتذكر كيف كانت بتدعي انه ما فارق معاها وكيف كلمت امها وابوها بي انهم خلو بعض ولما سالوها اكتفت بي ان اختلفنا ومافي نصيب وما حبت تشوه صوره صالح قدام اهلها
! ولو ما كنت متأكده أنها اتجاوزت ابداً ما كان وريتها الصور اللي هي، صور زواج صالح من بت خالتو.
مريم بت وحيده ما عندها اخوان فخالتو حسني وعمو يونس كانو بحبوها شديد وما برضو فيها ودايما بدعموها في قراراتها ربوها احسن تربيه وكانو بدوها كامل الحريه في إنها تحدد مصيرها بس والحاجه العايزاها، الحاجه المفقوده في معظم البيوت السودانيه!
وبعد الموقف الحصل دا كانت بتحاول تتماسك و ما كانت بتظهر أبدا وخاصه بعد مرض خالتو حسني، عشان ما يقلقو عليها" كم من الدموع الانكسار والانهيارات اللتي شهدتها هذه الجدران، هي حقا بارعه في كتمان الأسرار أنا مدينه لها بالكثير"
حقيقي انا معجبه شديد بي شخصيه مريم. ❤️
المهم بقت تقلب في الصور وقبل ما تعلق لي تلفونها ضرب
مريم : رديت بي إبتسامه عريضه يااا رطرطه شنووو يااا لحقتي تشتاقي لي؟ الووو دااان مالو صوتك؟ اتنهدت بي ضيق تاااني يادان تاااني رجعتي لي نفس المربع لي بس لي!
يتبع..
