_ مفاتيح البيانو _

45 4 0
                                    

ليلة احتظنها الظلام ... سماء أحاطتها أذرع الظلام و غضبت برقا و صواعق ... اختفت النجوم خوفا منها ... هذا ليلة حين استيقظت دجالة من عز نومها ... دقات قلبها تكاد تخترق قفصها الصدري ... و قطرات العرق لم تجد إلا بشرتها لتتراكم فوقها على شكل فقاعات ... نفس ثقيل على رئتاها كلما تنفست ... و خصلات شعرها المبللة التي تحيط رقبتها و تعيق تنفسها

" تمالكي أعصابك أرزينوي "

أردفت و هي تحاول أن تهدأ نفسها و هي تضع يدها على رقبتها و تحاول ضبط نفسها ... ثم جمعت رجليها الى صدرها و هي تمسك رأسها بيديها و تهذي بصوت يكاد لا يسمع :

" لست دجالة ... لست دجالة ... أو اللعنة أنا لست دجالة ، أنا فقط حاربت كي أبقى على قيد الحياة أو ليس هذا حقي ... اللعنة "

صرخت نهاية كلامها بصوت احتل كل مكان و زاوية من قصرها ... حتى أن حراسها قد سمعوه بينما ملامح القلق و الخوف تعتليهم ... لم يتدخل أحد لأنهم يعلمون أنها أحد نوباتها الليلية ... الكوابيس تطاردها منذ أشهر الآن ... و حالتها تسوء رغم أنهم تعودوا عليها سيدة شامخة و مالكة مجموعة شركات بي-آي ... و الآن هي لا تنام إلا ساعتين و حين تستيقظ بسبب الكوابيس ... فهي تهرع إلى البيانو كي تفرغ طاقتها السلبية ... و هذا بحد ذاته كان يجعل كل طرف من أجسامهم يرتجف خوفا

هي لاعبة بيانو بارعة جدا ... تجيد عزف كل شيء لكنها مؤخرا لا تعزف سوى المعزوفات الحزينة ... المظلمة ، السوداوية ، الدموية ... كأنها كانت تعزف معزوفات الدجال ... تستدعي دجالتها بينما هي تنكرها ... متناقضة حقا لكنها حتى لو أنكرت كل اليونان تشهد على هذه الدجالة ... فقط اسم أرزينوي محرم الذكر في اليونان ... لقد أصبحت أسطورة القتل هناك ... لكن ما الذي فعلته بحق السماء ... فتاة كأرزينوي ... ذات ملامح هادئة و شخصية أهدأ ... مالذي فعلته كي يحرم وجودها بأكمله في موطنها الأم .... ألهذا هربت الى روسيا؟ ... لا أحد يعلم عن ماضيها سوى القليل

.....................................................................................................................................

البيانو ... لطالما اعتبرته جزءا لا يتجزأ منها ... و كونها محبة للموسيقى و الفن فوجدت أن البيانو هو شبيه لها ... مفاتيحه البيضاء هي أرزينوي الحالية ... فالمفاتيح البيضاء أخف حدة و أرق من السوداء ... لكن صداها قوي و لا يكسر بسرعة ... هكذا هي أرزينوي ... هي رقيقة و هادئة لكنها قوية لا تكسر ... أما المفاتيح السوداء حادة و ثقيلة ... صداها أقوى و مخيف ... و هذه هي أرزيوني أيضا ... حادة و جارحة و مخيفة ... الاختلاف فقط في كونها شيشتر أو ليكابيوس

لم تلبث إلا ثواني لترفع الغطاء و تكشف عن تمازج الأبيض و الأسود ... ضغطت بعشوائية على تلك المفاتيح مصدرة صدى مخيف ... جعل من يحرسونها بالخارج يزفرون بقوة من شدة الخوف ... فهم يعلمون أنها ستعزف تلك المعزوفة التي و كأنها تعزفها في زوايا الجحيم ... كانت أذانهم و بشكل ما ترفض الاستماع ... كانت مشاعر الذعر تنتابهم عند سماع هذه المعزوفة ... لأنها كانت مأساوية جدا

دجالانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن