الحكاية الأولي
......
ارتباط
.........
متاحة للجميع تعشق استنزاف قلبها و استهلاك مشاعرها . كم مرة ظنت أنها الأخيرة ولكنها عادت لنقطة البداية مرة أخري.
......
تجلس أمام حسوبها لا تعلم كم من المرات وضعت في ذلك الموقف و تلك الجمل الناهية لقصة حبها العاشرة تُرسال أمامها في أسطر متتالية يرسلها لها كأنها حشرة يود التخلص منها لتزرف بعض الدمعات التي اصبحت تعلم طعمها جيدا فهي عندما تفشل في قصة حبها و تخسر حبيبها تبكي حتي تلتقي بأخر يجعلها ترسم أحلامها الوردية لعلها تنتهي تلك المرة نهاية سعيدة ولكن كالعادة تكون النهاية شبيهة بالكوابيس المقررة
لتضع اناملها علي لوحة المفاتيح لتكتب كلمات النهاية التي يود سماعها منها لتكتب له بعض الكلمات المختصرة و المعبرة : هتسبني زيهم مع أنك في يوم أقسمت انك غيرهم وإني معاك هكون ملكة متوجة علي العرش وانك هتكون أميري . سنة بقالنا سنة مع بعض حبيتك فيها بكل ذرة مشاعر ربنا كتبها ليا حبيتك بكل طاقة في قلبي عشان دي تكون النهاية؟
لتضغط زر الإرسال وتغلق حسوبها لا تهتم بما سيقول فهو يود إنهاء تلك العلاقة حسنا لما لا لتنهض و لتجلب هاتفها كي تتحدث مع صديقتها و تخبرها بما حدث معاها لتنتظر لعدة ثوانٍ حتى يأتي صوت الأخري:السلام عليكم
لتعلم علي الفور ان تلك ليست المفضلة لديها وانها ليست سوا مروة تلك الشيخة كما تطلق عليها هي و صديقتها ولكنها لا تعلم لما صديقتها تجلس معاها وهي لا تتقبلها لتردف بنبرة ساخرة: أهلا شيخة مروة
لتردف الأخري بنبرة دافئة:بخير الحمدلله يا نور بس وفاء بتجيب حاجة من المطبخ لما تيجي هخليها تكلمك
لتغلق نور الهاتف دون رد فهي لا ترد تلقي النصائح من تلك المروة حتي لا تخرج بها تلك الطاقة المخزنة بداخلها أثر الإنفصال عن ما ظنت انه رفيقها في الحياة
......
تدخل وفاء وهي تحمل بعض الاطباق لضيفتها التي أصبحت تحب الجلوس معاها فـ مروة حديثها مريح للقلب و تستطيع ان تكسب قلبك دون عناء فتلك البهجة التي تشعر بها بمجرد النظر بوجهه تلك تشعر بالسعادة باقي اليوم لتجلس : رديتي عليها؟
لتضع مروة الهاتف: ايوا و عاوزاكي تكلميها و شكلها تعبان صوتها في حاجة
لتردف وفاء: بعدين هكلمها بعدين
لتسألها مروة بحياء:هي لسة بتتعرف علي ولاد
لتردف وفاء:بصراحة اه و كل فترة تسيبه و تشوف حد جديد و هي كدة فاكرة انها هتجيب عريس بس للأسف كل مرة نهاية اصعب من اللي قبلها لدرجة انها بقت حاجة عادية أنها تفركش النهاردة و ترتبط بكرة!
مروة بحزن علي تلك الوردة التي استنزفت روحها:لا حول ولا قوة الا بالله بس انتي يا وفاء اوعي
لترفع وفاء يدها باستسلام:توبنا لربنا والفضل كله ليكي و لكلامك اللي وانا بسمعه منك حسيت أنك مش بتتكلمي بالدين و ان ده حرام عشان حرام و ده حلال و خلاص لا بالعكس انتي بتشرحى للشخص الحاجة دي هتعمل فيه ايه و بعد كدة بتقولي عشان كدة ربنا حرمها عشان خايف علينا مش عشان هي حرام وأن الدين بيفرض علينا كلام و تعقيدات. عرفت منك ان العلاقة بين الولد و البنت ربنا حرمها و خلاها تكون بحدود التعامل زي الشغل مثلا او تعاملي مع بائع برضو يكون بحدود وان مفيش حاجة اسمها ارتباط و علاقة حب في الحرام و ان ده مجرد استنزاف لمشاعري و قلبي واني هفضل اخسر فيهم مع كل علاقة جديدة هدخلها وأن لحد ما يجي الشخص الصح واللي ربنا كتبه ليا من الأول هكون أنا خلاص مش قادرة حتي أني احبه و اتقبله وده ابسط حقوقه وان ربنا حرم الموضوع ده عشان بيحبنا و خايف علينا انه يتم استنزاف روحنا تحت اي مسمي حتي لو كان المسمي ده الحب وانه كمان محرمش الحب لا بالعكس ما الرسول عليه الصلاة و السلام كان بيحب زوجاته و بالاخص السيدة عائشة راضية الله عنها بس ربنا اختار لينا طريقة للحب وهي انه يكون في النور قدام العالم كله مش مدفون جوه شات او مكالمة بعد منتصف الليل او مقابلة في شارع هادي عشان نكون بعيد عن عيون الناس و نسينا عيون اللي خلق الناس ببساطة عشان كدة ربنا حابب نكون في النور وان يكون في علاقة جمعتنا قصاد كل الناس وكمان عشان نرضي بالمكتوب و منقولش ليه ده نصيبي و نعيش حياتنا في سعادة
...
تبحث علي مواقع التواصل الاجتماعي بلا هدف هي في انتظار مكالمة وفاء لها كي تحكي لها كيف أخبرها انه لا يريد البقاء معاها فهو ببساطة لا يريد أن يرتبط مع فتاة كانت متاحة له و للجميع وان لو احدا غيره تحدث معاها لاحبته و سلمت له قلبها بلا ضمانات لتدخل والدتها و تقطع تلك الأفكار التي ستجعلها تجن بلا شك لتجلس أمامها: قعدة في الاوضة من الصبح يا نور يعني
لتزفر نور منذ متي وأحد يهتم بشئونها فوالدها يذهب للعمل و والدتها تعمل بالبيت و تجلس أمام شاشة التلفزيون غير مدرجة أن في بيتها فتاة في سن المراهقة تحتاج للاحتواء و الاطمئنان حتي لا تبحث عنهم بالخارج ولكن فهي كأي أم تترك أبنائها دون رقابة للعالم الخارجي تتركهم بالساعات امام هواتفهم دون سوالهم ماذا يفعلون ومع من يتحدثون حتي يخرج الموضوع من بين أيديهم و يصبح الأبناء يستخدمون تلك المواقع ليس فقط للتعلم و معرفة اخبار العالم او حتي لعرض مواهبهم بل أصبحت تلك المواقع هي مصدر كل شئ بشع في تلك السنوات ولكن ليس كلنا نستخدمها استخدام سئ ولكن كل ماهو مطلوب منا أن نحافظ علي ابنائنا و نتقرب منهم و نشاركهم نشاطهم علي تلك المواقع حتي يظل الامر تحت سيطرتنا.
لتاخذ نفسها بعمق:ابدا قعدة علي اللاب شوية
لتردف جميلة بحنان:طب بابا قالي امبارح اكلمك في موضوع يعني جيلك عريس بابا موافق عليه و حابب أنك تتعرفي عليه
حسنا تلك فرصتها لتخبر الجميع أنها مرغوبة وانها بالنهاية ستتزوج كالاخريات : موافقة من غير تفكير و هو هيجي أمتا
لتردف جميلة:بكرة العريس هيجي بكرة يشوفك و الفرح هيكون بعد شهرين وانتي حاجتك جاهزة وهو كمان جاهز
تردف نور:موافقة
لتخرج جميلة و تمسك نور هاتفها كي تحدث وفاء عن ذلك العريس المجهول وكم تتمني أن يكون يشبه احد من من تعرفت عليهم فهم كلهم يعجبونها بشدة
لتحدثها و تخبرها أن تأتي لها غدا كي تستعد لاستقبال ذلك العريس المجهول
......
تجلس أمامه لا تعرف كي تخبره أنه غيرهم وأنه لا يشبه احدهم فهو اقل جمالاً عنهم ولكن لا يهم ستتقبل الأمر حتي تعرفهم من هي وانها ستتزوج قبلهم جميعاً حتي وإن اجبرت نفسها علي تلك الزيجة فهذا لا يهمها وهي تظن أنها مع الوقت ستتقبله و تحبه كالاخرين
ولكن بمرور الشهرين تأكدت انها لم يعد بها ذرة مشاعر تعطيها له وان قلبها قد مزق معهم ولم يتبقى له شئ وهي اصبحت غير راضية بنصيبها و ما كتبه الله لها لقد اصبحت باهتة ولا تعلم ماذا تفعل هل تستمر معه دون شعور و تصبح كالجثة المتحركة أم تتركه يذهب لاخري حافظت علي قلبها.....
.......# خلصت الحكاية
يمكن حكاية نور في منها كتير اووي الايام دي و يمكن نور عملت كدة بسبب اهمال أهلها و انها مش لاقية منهم إهتمام نور ضحية أهل و مجتمع .و طبعاً جرائم القتل بدافع الحب منتشرة اليومين دول وده أكبر دليل علي أن ربنا عمره ما منع عننا حاجة إلا و فيها مصلحتنا
#بقلم
#مها_محمود