00 | مدخَل

366 44 30
                                    

كَانتِ الليالي الأولى مِن شهرِ ديسمبر شديدةَ البرودة، حيثُ هبّتِ الرياحُ على جميعِ بقاعِ المكانِ تلفحُههم بصقيعها الذي بدا قاتِلًا.

يسيرُ عائدًا لمنزِله حينما لمحَ جسدًا ضئيلًا يختبىءُ في زقاقٍ مُظلم.

كَان مُتكورًا على نفسه، ينفخُ على يديهِ علّهُ يبثهما بالدِفىء، لكِن بدا ذلك بلا جَدوى.

من الصعبِ عليه تجاهُله والمضيّ قدمًا، يعلمُ بأنهُ إن تابع طريقهُ دون أنّ يكترث أو يلتفِت فلن يستطيعَ النومَ على فراشهِ بسلام.

أخذَ خُطواتٍ بطيئة ناحيته، انحنى بجذعه بعدما خلع معطفهُ يلفهُ حولَ جسده.

«صغيري، لم تتواجدُ هُنا؟، وأين هُما والداك؟».

لقد صمت، لم يردّ، كان جسدهُ يرتجفُ برعب، يريدُ الهروب لكنهُ لا يقوى على الحركة.

«صغيري، هل أنتَ بخير؟»، نبس بقلقٍ شديد، يرى الفتى أمامهُ مذعورًا وكلما حاول بثّهُ بالطمأنينةِ آبى أن يستشعرها أو يشعُر بها.

«أنا آسف، سأكُون ولدًا جيدًا، فقط دعني وشأني»، وضعَ يدهُ على أُذنه، وكأنهُ يحاول منعَ تلك الأصواتِ في عقله من الإستيلاءِ عليه.

كانت ثوانٍ ينتفضُ فيها مُصارعًا نفسه، والأخرُ بدأ يشعرُ بالإرتباكِ الشديد.

أخيرًا توقفَ جسدهُ عن فعل هذا وانهار أرضًا يحتضنها فاقدًا الوعي قبل أن يهرعَ لهُ الشابُ الأخر ينتشلهُ من عليها.

الآن، من المُستحيلِ أن يتركهُ هكذا، لذا هُو سيأخذهُ معه ويرى كيف سيتصرفُ مُستقبلًا.

حملَ جسدَ الفتى الهزيل، يتوجهُ به الى بيته، ولم يدري يومها أنّ هذا سيغير الكثير.

لم يعلم أن حياتهُ ستتغيرُ جذريًا، بدأً من هذهِ الليلةِ الباردة.

-----

ليالٍ باردة | تايقيو

-تشوي بومقيو
-كانغ تيهيون

برومانس: علاقة صادقة قويةً جدًا.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jul 13, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

ليالٍ باردة | TGWhere stories live. Discover now