الفصل العاشر

22.7K 894 224
                                    

#ندوب_الهوى
#الفصل_العاشر
#ندا_حسن

"السعادة!.. دعونا لا نتحدث عن السعادة،
ما دام لم ننعم بأحضان من نحب"


دق منبه الهاتف في الساعة الثانية والنصف صباحًا قبل صلاة الفجر، فتح "جاد" عينيه بصعوبة على صوته أخذًا نفسٍ عميق وزفره بضيق، مد يده إلى الكومود المجاور للفراش وأمسك بالهاتف ثم أغلق المنبه..

وضع كف يده على فمه وهو يتثاءب ثم فتح الهاتف أمام عينيه النصف مغلقة ومازال ممددًا على ظهره فوق الفراش..

وضع الهاتف على أذنه ليستمع إلى صوت الجرس الذي يدق في أذنه ثم إلى صوت "سمير" الناعس الذي أتى بضيق واضح:

-في ايه على الصبح يا جدع

أردف "جاد" بهدوء شديد وهو يُجيبه:

-قوم ياض هنصلي الفجر

فتح "سمير" عينيه على الطرف الآخر مندهشًا من رده البارد عليه ليقول بغيظ وحدة:

-أنتَ بتستهبل يا جاد!.. أنا من امتى وأنا بصلي معاك الفجر وبعدين حتى لو بصليه معاك لسه بدري ياعم عايز ايه

جلس "جاد" على الفراش واعتدل في جلسته وتحدث قائلًا بنبرة رجولية جادة:

-هتصليه معايا من يوم ورايح يا روح جاد.. يلا قوم ياض

رفع حاجبيه بغيظ ثم صاح عبر الهاتف بصوتٍ عالٍ:

-بقى كده!.. طب مش قايم يا ابن أبو الدهب ويلا بالسلامة عايز اتخمد

زفر بضيق وهو يهتف قائلًا:

-ما تقوم ياض وتخلي عندك دم

تأفأف "سمير" وأجابه وهو يعتدل على جانبه الأيمن:

-ياعم أنا معنديش دم أنتَ مالك

ابتسم الآخر وتحدث بسخرية وتهكم واضح:

-كنت عارف إنك عايش بمايه بس كنت بكدب نفسي

صاح "سمير" بجدية ونفاذ صبر ليبتعد عنه ويتركه لينام قليلًا:

-طيب يا سيدي واديك اتأكدت سيبني في حالي بقى

-عايزاك ياض

صرخ "سمير" مرة أخرى وهو يريد النوم حقًا ولو رأى "جاد" الآن لقتله بين يديه:

-وأنا مش عايزك بالسلامة بقى

أبعد "جاد" الهاتف عن أذنه سريعًا بعد أن استمع إلى صوته العالي الذي ازعجه ثم وضعه مرة أخرى بعد أن وجده سيغلق الهاتف وترجاه قائلًا بنبرة حانية يعلم أنها ستأتي بنتيجة جيدة معه:

-متبقاش رزل بقى قوم عايزك في خدمة صغيرة وبعدين نصلي سوا

سأله مستنكرًا الوقت الذي يريده فيه بعيدًا عن الصلاة بجدية عندما استمع إلى نبرة صوته:

ندوب الهوى "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن