«إحدىٰ الغرف - أحد الفنادق».
الساعة 07:11 صباحًا.أفاق كريم الدهشان من غلفته مفزوعًا ذٰلڪ الدلو المُمتلئ بالماء المُجمد يُسكب علىٰ رأسه حتىٰ آخرها، فما كان منه سوىٰ أن صرخ وهوَ يستفيق قبل أن يسُب ويلعن:
- يا ابن الـ ... !!
لولا أن رأىٰ الواقف أمام عاقدًا يديه أمام صدره بعد أن ترڪ الدلو جانبًا، هوَ المُخرج التنفيذي لهذا الإعلان، نعم، أنا أتحدث عن إبراهيم صقار!
وما إن رآه كريم الدهشان حتىٰ تبدلت ملامحه رويدًا رويدًا، قبل أن تتبدل نبرته لما هوَ أدنىٰ، رويدًا رويدًا كذٰلك.
- مستر إبراهيم؟! صباح الخير!
- عندڪ بُن، ولّلا نشرب قهوة في أي حتة؟!* * *
«أحد الكافيهات النمساوية».
بعد بضع ساعة.- ... بقى هوَ ده إللي قالب لڪ كيانك قوي كدة ومغيَّر حالڪ ومخلّيڪ مش عارف تشوف شُغلڪ؟!
قالها إبراهيم صقار وهوَ يصبُّ القهوة النمساوية بكِلا الفنجانين ، قبل أن يضع بكوبه مُكعب من السكر، ولقد سأل كريم الدهشان عن ما إذا كان يود واحدًا هوَ الآخر أم لا، فأشار بـ: «لا»، ثم قال:
- يا مستر إبراهيم أنا...
- إحنا برة اللوكيشن، يا تقولّي إبراهيم حاف يا تحاسب علىٰ قهوتڪ وأنا أحاسب علىٰ قهوتي ونتعامل فورمال، أنا مبحبش العمليات برة الشُغل!كم كانت نبرته حادة!
وبالرغم من هذا إلّا أن كريم قد تجاوز عن تلڪ النبرة في حين أكمل إبراهيم:
- ... سيبڪ من الشُغل، أنا أصلًا مش هنا عشانه، لإنڪ عارف كويس إن الشُغل بيمشي من غيرڪ عادي، أنا بتكلم عن حاجة تانية!
فرمقه كريم مُنتظرًا منه البوح، ولٰكنه لم يفعل، فسأله كريم:
- حاجة إيه؟
- إنتَ كلمت أبوڪ إمبارح؟!فأدرك كريم ما لدىٰ إبراهيم، فتراجع مُعرضًا وجهه عنه لأجزاءٍ من الثانية، لولا أن جذب إبراهيم وجهه من ذقنه نحوه بقوة، فقال:
- شوف يا كريم، الحملة ديه هتخلص يعني هتخلص، بيڪ أو من غيرڪ، وكُلنا هنرجع تاني بلدنا لأهلنا، إنتَ بقىٰ لمَّٰ تكون ديه هيَ الرحلة إللي إنتَ زعلت فيها أهلڪ منڪ، لمَّٰ ترجع هترجع لمين؟!
ولقد بدأ كريم من تلڪ الجُملة أخذ كُل ما قاله له إبراهيم بعين الإعتبار.
* * *
«بيت عائلة الشِشتاوي - ڤيينا».
الساعة 10:11 صباحًا.توقفت جنة من علىٰ سريرها الذي بقيت عليه وهيَ تُحاول النوم لطيلة الليلة الماضي ولٰكن بلا جدوىٰ، قبل أن تتوجه نحو المطبخ لتُعِد لنفسها بعض القهوة، وبعد أن أحدثت من الصوت ما يكفي لينتبه لها عمّها فاروق الشِشتاوي، تفاجئت به يأتيها مُجددًا.

أنت تقرأ
ليالي الأنس في ڤيينا | Layali El-o'ns Fe Veena
Romanceمتع شبابڪ بِـ ڤيينا، ديه ڤيينا روضة مِـ الجنة! نغم في الجوِّ له رَنة، سمعها الطير بكىٰ وغنىٰ.