ذكريات.. أتفاق مع غريب!

1K 28 21
                                    

FLASH Back:

3:02 AM

فى جو يسودهُ الهدوء لكن لم يكن مثل أي هدوء مُماثل

كان مُريباً

كانت رائحة الدماء تشغلُ المكان حتى ظن الاحياء ان لا أكسجين هنا

الكثير من الجثث المُلقيه على الارض بإهمال

رائحة الدماء كانت تشبه رائحة الصدأ..تسعيكَ لتتقيأ من قذارتها

الموت...الموت هو ما حدث هنا إرهاق الروح و سفكها

كُل ما هو مُحرماً قد حُلل لهم

هل سيتقبل الرب التوبةَ بعد الخطايا؟!

هل توجد رحمةً لمن لا يرحم؟

هل توجد مغفرة للعاصين منهم؟

ام مصيرهم حجيماً مُأبد!

و فى احد الزوايا القريبة من الجُثث...هناك من يشهق ببكاءً مرير و يضع يده على فمه يمنع صوت بكائه خوفاً من أن يعودوا و يكملوا كل ما فعلوه بمن حوله به

ليقف ذلك الصغير على قدمهُ النحيلتان و يسير بتعرج يأخذ أي شئ ليُدارى بهِ
عُري جسدهُ

لتخار قواه و يسقط فى بركة مصنوعةً من الدماء

ليتراجع بجسدهُ للخلف بإستنكار و خوف

ليقف بصعوبةً ليبدء بالرقض نحو جثة أمهُ يُعانقها ببكاء و يتشبث بها يأبى تركها

صوت الصراخ لازال عالقاً بين ثنايا عقلهُ

ليتمسك بها بقوة ليرفع راسهُ من حضنها و يضع يده على خدها يضربها عليه بخفة و هو يُناديها بين شهقاته

"أم..أمى، أمى ارجوكِ لا تتركينى...أمي تحدثِ.. أمى انا لا شئ دونكِ..أرجوكِ افتحي اعيونكِ الجميلة دعينى انظر بها ليطمأن قلبى رجاءً
أترجاكِ"

و كُل ما أخذهُ هو الصمت...الصمت التام

لينظر لها بخيبة و حزن

ليقف مُقرراً تنفيذ ما خطر على بالهُ ليقوم برفعها لكن كانت ثقيلة عليه

و قد شعر بالكسرة لكونهُ لا يستطيع حملَ أمهُ حتى

لينظر حولهُ و يجد كرسى متحرك كان خاصة أحد الميتون هنا

ليتجه نحوهُ و يُبعد ذلك الميت من عليه و يسير به نحو والدتهُ بخطوات ثقيلة

ماريا || 𝐌𝐀𝐑𝐈𝐀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن