ظاهر بالنار

47 5 0
                                    

أخذ رجل الشرطة مريم إلي أسفل الفندق متجهاً إلي سيارته ، و ظل مدير الفندق ينظر إلي خلف مريم فظهرت علي وجهه إبتسامة خفيفة و قال لنفسه ''يبدوا أنه يوجد غرفة أصبحت فارغة عليّ أن أبيعها سريعاً قبل أن تكتشف الشرطة أن الغرفة مسجلة بإسمها ، يا له من شرطي أحمق''.

أجلس الشرطي مريم بالمقعد الخلفي ثم قاد سيارته متجهاً إلي قسم الشرطة.

سمعا الإثنان صوت ضوضاء راديو فأخرجه الشرطي من صندوق التابلوه ، فسمع صوت رجل ما يتحدث إليه و يقول ''لقد وجدناه يا إبراهيم! لقد رأينا خالد أحمد يدخل مبني منذ قليل! إنه في...'' ثم قام الرجل بقول إسم الشارع الذي رأي فيه خالد أحمد يدخل المبني.

إتجه الشرطي إبراهيم بسرعة علي الفور إلي ذلك المبني و ورائه مريم التي وقعت من المقعد الخلفي داخل السيارة فور زيادة الشرطي للسرعة ، فقالت مريم ''هدئ السرعة! خالد أحمد ذلك لن يطير منك ، لا داعي أن نموت علي الطريق!''.

ضحك الشرطي لأول مرة ضحكة واحدة و قال ''ليس لديكي أدني فكرة عن قضية القتل المجنونة هذه!''.

دخل الشرطي شارع مليء بسيارات الشرطة التي كان يعلوا منها صوت صفارات الإنذار ، رأت مريم من نافذة السيارة رجال الشرطة المنتشرين ، و سمعتْ صوت رجل شرطي يقول في مكبر الصوت ''لا يوجد طريق للخروج! المكان محاصر!'' ، أوقف الشرطي السيارة فقالت مريم مبتسمة في تلك اللحظة ''إذا كنتم لا تريدونه أن يهرب لماذا تصنعون كل هذه الأصوات من صفارات الإنذار و من الصراخ في مكبرات الصوت؟ ماذا إذا كان له طريقة يهرب بها إذا حاصرتم المكان؟ ماذا إذا كان هرب بالفعل فور رؤيته لأول سيارة شرطة؟''.

نظر إليها الشرطي إبراهيم ثم خرج و أغلق باب السيارة ، و إستعدت الشرطة لدخول المبني الأزرق الذي شوهد فيه خالد أحمد ، ثم ذهب إبراهيم لكي يتلقي تعليمات الدخول.

قامت الشرطة بإقتحام المبني و صعدوا طابقاً تلو الاخر ، كان المبني به العديد من الشقق السكنية فإضرطت الشرطة بأن تنقسم ؛ فكل شرطيان أخذا شقة يطرقون بابها ثم يطالبون بالدخول للبحث عن المشتبه به خالد أحمد.

قام إبراهيم بطرق باب خشبي من أبواب الشقق السكنية قائلاً ''أفتحوا الباب نحن الشرطة!'' فقال شرطي كان يقف بجوار إبراهيم ''ما هذه الرائحة القوية؟! رائحتها نفاذة مثل البنزين!''.

فإشتعل الباب أمامهم فجأة بدأت النيران تسير أسفلهم و بدأت تغطي الأرض التي يقفون عليها ، هرب الشرطيين إلي الطابق السفلي لكن إبراهيم قام برَكل الباب راكضاً خلال النيران داخل الشقة السكنية ليجدها فارغة ، فظهر من ورائه رجل يرتدي قناع أزرق سماوي ، فضرب الرجل إبراهيم علي رأسه مما جعله يسقط علي الأرض.

ركض الرجل المقنع خارجاً من الشقة السكنية صاعدا إلي الطابق العلوي ، لكن إبراهيم قد نهض من علي الأرض و قام بالجري ورائه حتي وصلا إلي سطح المبني الذي بدأت تنتشر به النيران.

صرخإبراهيم ساحباً مسدسه علي الرجل المقنع قائلاً ''لا يمكنك الهروب يا خالد إستسلمالأن!'' فإتجه الرجل المقنع إلي حافة السطح ثم أخذ خطوة صغيرة ساقطاً من المبني ،فإتجه إبراهيم إلي الحافة ليري أين سقط الرجل المقنع لكنه توقف فجأة عندما وجدالرجل المقنع يظهر من الحافة واقفاً علي الهواء طائراً إلي بعيد ناحية السماءالمظلمة.

كيان الإلتباسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن