الفصل الخامس والعشرون

200 9 0
                                    

الفصل الخامس و العشرون........

قاطعها قائلا بتركيز شديد و بهوت و اهداب تتحرك بسرعة: "ماذا تقولين؟"

قالت بضعف: "اقول الحقيقة التي طالما اردتك ان تسمعها.......... انا عشت طيلة سنوات اسأل نفسي لماذا بعثت لي برسالة يتيمة واحدة تنهي بها كل شيء بيننا و تطلب مني بقلب بارد ان اتخلص من طفلي......... اتسائل ما الذي حول مشاعرك اتجاهي؟........... ما الذي فعلته معك حتى تصدمني و تبعث لي بأوراق الطلاق........... عانيت كثيرا من ذلك الظلم و وقعت بالحيرة و العذاب.......... و لم اعرف الحقيقة الا بعد ما صارحتني بأمر الرسالة أي بعد اعوام من الحقد و الغضب منك.............. لا يهمني الان ان كان كلامي مقنع لك او لا المهم ان تفكر به و تتوصل الى نتيجة تتوصل الى ان كلامي مقنع تماما..................... وصلتك تلك الرسالة التي كتبتها بخط يدي الى رجل لا احبه بتاتا.......................... و انت تعرف اليكس كيف كان يطاردنا و يحاول الايقاع بيننا و بنهاية المطاف للأسف انتصر و نال منا......... استطاع ان يجعلنا نفترق تماما"

قال مقاطعا و بامعان: "كاثرين............... انا ارسلت لك ان لم تكن ستة رسائل فسبعة او اكثر و لم يصلني منك أي رد........... كنت ارسلها الى عنوانك............ كنت مستغربا لعدم ردك حتى فكرت ان اعود و استفسر عن الامر اعتقادا مني انك اصبت بمكروه و بسبب عقد العمل الذي تورطت فيه هناك انتظرت اشهرا و عندما سنحت لي الفرصة لأسافر اليك وصلتني رسالتك و احبطت كل شيء و وضعت اجابة لكل تساؤلاتي"

هي و بتأمل: "لم استلم منك أي رسالة ابدا..."
ساد صمت لحظات ثم قال بصوت خافت و متردد: "الى أي مدى استطيع ان اصدق انك"
قاطعته قائلة: "الا تسأل نفسك لماذا لم اتزوج اليكس هذا؟......... لقد جرى ورائي كثيرا و قبل حتى قدمي و انا رفضته لأني اكرهه لا احبه و انت تعرف شعوري اتجاهه من خلال كلمات الرسالة الذي طالما قرأتها بالتأكيد................. الان يمكنك ان تتخيل شعور اليكس حينما قرأها"
قال بصوت مرتفع و غاضب: "الرسائل كانت تستسلم افهمي ........... انا تحققت من الامر"

قالت بنبرة مماثلة: "و من يا ترى كان يستلمها؟.......... "
و ساد صمت و تطلعت بوجهه و كأنها اجابت على سؤالها.......... من كان يستلمها؟

قال بتركيز: "من كان يستلمها يا كاثرين؟"

خفضت بصرها و خفقت اهدابها ثم هزت رأسها طاردة فكرة ان تكون والدتها من استلم و قالت بسرعة: "لا................. لا ترتاب بأمي............ مستحيل ان تفعل بي ذلك............. مستحيل"

و وضعت يديها على وجهها و ابعدت بصرها و قالت بدموع:لا ليس هي............. لقد كانت شاهدة على كل شيء على مدى المأساة التي عشتها و كانت تشعر بي و تقاسمني الالم.......... كانت واقفة في المستشفى و انا افقد طفلي .......... امي ليست مجرمة لتفعل ذلك............ انها"
و اختل توازنها و شعرت بيده تسندها بسرعة ........ قالت باضطراب و عصبية و هي تبعد يده بقوة: "كاذب.................. انت كاذب.......... أي شيء يمكن ان اصدقه الا وقوف امي ضدي طيلة اعوام...................... ارجوك قل انك تكذب هذا افضل لي من ان اصدق"

تبادلا النظرات و كان متجهما........ اسرعت الى الباب و خرجت رافضة ما سمعته و بالخارج سرعان ما سقطت و هرع الناس اليها.

عانقتها ليليان و مسحت على شعرها قائلة بصوت خافت: "لا بأس كاثرين.......... لا تحزني هكذا لا تظلمينها قبل ان تتأكدين من الامر جيدا............. لا دليل لكلامه............. انها امك و لا اظن انها كانت وراء ما حصل ابدا"

قالت بيدين مرتجفتين و انفاس مضطربة: "لو كانت هي وراء تعاستي ل........."
ليليان و بسرعة: "عندما نعود سيتضح كل شيء لا تظلميها الان قبل ان تريها و تسمعينها لا تظلميها كما ظلمت مايكل سابقا و ظلمك حاولي الاتعاظ من تلك التجربة.............. و تذكري انها والدتك اكثر شخص تهمه مصلحتك"
دخلت لورا الى غرفتها و تأملتها بقلق قائلة: "أ هي بخير؟......... الكل يسألني عنها بالخارج"

اجابت ليليان: "مجرد انهاك و ارهاق من التعب و ستكون بأفضل حال بعد ان تتناول هذا الطعام"

اعتدلت و تناولت قرص المهدئ و تنهدت و هي تشعر بالضياع لا امان لديها من اقرب الناس عليها اصبحت ترتاب بكل من حولها...... كلهم........... وفكرت كيف ستواجه والدتها عند العودة و الكم الهائل من المشاكل و التوتر بانتظارها و ربما هناك مزيدا من الصدمات و الاكاذيب لم تكتشفها بعد.............. كم حياتها قاسية و مريرة و قضتها بين حيرة و دموع و تساؤلات............ في بداية شبابها تقدم اليكس لخطبتها و اجبرتها والدتها على الموافقة و امضت برفقته اشهرا كريهة و مزعجة و كان مسيطرا عليها و يدرك عدم رغبتها به و مع ذلك تجاهل الامر و عندما تعرفت على مايكل لم تسعد بحبها له لأنها ليست حرة و عانت القلق و تأنيب الضمير لأنها ستترك اليكس و تتعس والدتها و تختار رجلا اخر لا ترغب به امها بتاتا لكون حياته مليئة بالمشاكل مع اهله و خارجا لتوه من ازمة عائلية و يشعر بالضياع و يحاول مواجهة الحياة و يبدأ من جديد و سيتطلب ذلك معاناة وجهاد................. وقفت الى جانبه و شجعته و اخبرته انها ستتحمل كل شيء و لم تبدي له قلقها و معاناتها و هي تتعرض للضغط من قبل اليكس و امها التي لم ترضى بأي شيء يقدمه مايكل و بدأت المشاكل و المعارك و توترت اشهر زواجها فقضتها بين خصام و تبرير و محاولات للإصلاح و تبعثر كرامة و دموع.............. كان مايكل مفرط العصبية و الغيرة و صعب الاقناع و احتارت بينه و بين امها التي كانت تصدع رأسها بانتقاد حياتها و عندما حملت بالطفل كان مايكل يعاملها بقسوة و جفاء و سرعان ما رحل تاركها بأزمة نفسية و صراع و اكثر ما كان يعذبها انه لا يفهم مدى حبها له و يظن انها ابنة امها و دمية مسيرة من قبلها............................. بعد سنوات الالم اعتقدت انها اصبحت قوية و تصلد قلبها و مشاعرها الا انها الان عند رؤيته من جديد ادركت انها ضعيفة جدا و هشة الاحساس و متعبة الاعصاب و مبعثرة المشاعر..................... ترى بعد ان علم مايكل بحقيقة الرسالة هل سيواصل انتقامه منها و لا يصدقها ام يدير لها ظهره و يرحل مع حبيبته و يكتفي بهذه النهاية؟

انتهى الفصل

الجرح الصامت الجزء السابع لسلسلة قلوب منكسرة لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن