5 - ذكرَيّات المّاضِي

154 16 10
                                    

"قبل خمس سنوات"

كانت جيّني فِي السادسة عشر من عُمرها ،وكانت حياتها عادية كأي فتاة اخُرى الى أن أتى ذلك اليوم عِندما كانت في المدرسة حينَما طلَبها مكتّب المُدير،
كان الأمر غريباً كونها في منتصف المُحاضرة .
تَوقفت امام مكتب المدير لتلتقط انفاسها قليلاً و تطرد التوتر خارج عقلها فهي لم تفعل امراً خاطئا
هذا ماكانت مُتأكدة منه
دخلت المكتب بخطوات هادئة بعدما طرقت الباب
مرتين و سُمِحَ لها بالدخول
بينَما كان التوتر بادياً على وجهِها، كانت تعابير المُدير
غريبة قليلاً، رُبما هي تعابير أسَفّ للواقِفة امامَهُ
"هل انتي جيّني لَيّان؟"

"أجل"
اجابت بأختصار فهي لم تعرف ماذا تقول او لماذا حتى هي هنا في مكتب المُدير

" لقد تلقيت أتصال بخصوص والديك ، أنا آسف
لكن لقد حصل حادث لهُما "
نَطَق كلماته بينما سَقطت دمعة من عينيً جيّني
ليُكمل كلامه
"انهما الأن في المشفى، يُمكنك مغادرة المدرسة باكراً اليوم ، استلمي هاتفك من استاذك وتفضلي هذه ورقة تُعفيك من دروسكِ لليوم"
أعطاها ورقة الإجازة تزامُناً مع انتهاء كلامه بينما
كانت هي واقِفة تُحدق به لاتعلم ما أن كان الذي يحصل حقيقة ام لا
بعدما غادرت المدرسة أسرعت الى المشفى لترى والديها وعِند وصولها أدركت انهُما قد فارَقا الحياة
كلاهُما .
عَلِمت مُنذ تلك اللحضة أن حياتها قد انقلبت رأساً على عقب، لم يكُن لديها من بعد والديها سوى شقيقها الأصغر والذي قد تأثر كثيراً بموت والديه لدرجة أنه قد أصبح طائشاً مشاكس كأنه كان هدفه الوحيد هو
زيادة تعاسة حياة اخُته
مرت أيام قليلة و جيّني قد اتخذت قرارها بالفعل،
قرارها بأنهاء حياتها بعدما تركت رسالة لأعمامها الذين هُم بمدينة ثانية تُخبرهم بالاعتناء بأخاها الصغير بعدها، لكنها ولسبب ما قد فشلت بأنهاء حياتها
رُبما هو القدر، ربما هنالك شيئا بأنتضارها
حاولت أكثر من مرة لكنها كانت دوماً تنجو بأعجوبة
وفي يوم عندما كانت تتصفح الإنترنت مُحاولةً فعل أي شيء بينما ينتهي يومها بأي طريقة و تنتضر يوم ثاني لعل شيئاً ما يتَغير .
قد ضهر لها فيديو وهي تتصفح بالهاتف
"لاتؤذي نفسك ، ارجوكُم لاتؤذوا أنفسكم
مهما كانت ضروفكم صعبة صدقوني كُل هذا سينتهي، لديّ اصدقاء مروا بضروف صعبة لكنهم تجاوزوا  الأمر . لاتتخذوا قرار قد تندمون عليه بالمستقبل، أنتم لا تعرفون رُبما هنالك شيء ما بأنتضاركم بالمستقبل"
بيّنما أنتهى الكلام بنهاية الفديو انهارت جيّني بالبكاء، لم تستطع تمالك نفسها أكثر
شعرت كأن الذي كانت تراه بالهاتف يُحدثها خصيصاً
بعدما تمالكت دمُوعها بحثت عن الفيديو و عن الشخص الذي كان فيه لتجد أنه كانَ بانغ تشان

"في الوقت الحالي"

بيّنما كانت جيّني تتبع تشّان لتُلقي نضرة على حاسوبِه أسرعت هذه الذكريات ، ذكريات المرة الأولى التي ترى بها تشّان لرأسها لتمتلئ عينيها بالدمُوع و قبل ان تتساقط دموعها تحت أنضار الذي يخطو أمامها تمالكت نفسها، ماهي ألا ثوانِ ليصلوا إلى المكان المطلوب
تَقدمت جيّني إلى الحاسوب

لقد كان أمنيتي || He Was My Wish حيث تعيش القصص. اكتشف الآن