لعنة التناقض

وداع روح بريئة

في هذه الأثناء كان سكان القرية يهرولون بخوف خارجين من القرية آملين بأن يجدوا أحداً يفك عنهم هذه المحنة ، فوصلا إلى قرية تدعى قرية الشمس قرية تشتهر بزراعة زهرة عباد الشمس كانت قريبة من قريتهم ، طلب دوري مقابلة كبير القرية فجاء رجل إلى أطراف القرية ليرى مايحدث كان رجلاً كهلاً يمشي مستنداً على عصاه العرجاء وهو يردتدي عبائة سميكة بنية اللون نقشت عليها بعض الزخارف يبدو من مظهره أنه كبير القرية ، تقدم دوري من بين الجميع ليكلمه فقال العجوز وملامح الفرح تعلو وجهه .

"دوري!!.. إنه أنت . "

نظر دوري إليه نظرة المتعجب ، لم يجرؤ على القول بأنه لم يتعرف عليه حتى لا يهينه ، وبعد صمت خفيف رسمت الدهشة على عينيه وقال :
"العم وسيم ياإلهي كيف حالك ياعم أرى أنك قد أصبحت كبير القرية ."

قهقه العجوز ثم قال :

"كما ترى لقد أخذ العمر مني ما أخذ ورسمت لهذه القرية ابتسامة صفراء بما عهدته من خبرة في الزراعة فأحبني سكان القرية وأرادوني كبيراً لهم وأنت مالذي جاء بك هكذا . "

ثم أدار رأسه نحو جماعته وأردف بتعجب واستنكار:

"رؤيتكم هكذا لا تبشر بخير مالذي حدث . "

"آااااه يا عم إنها قصة طويلة لا أدري كيف تسرد حتى ولكن المهم الآن أننا نحتاج أن نمكث قليلاً في قريتكم فهل تسمح بذلك. "

"بالطبع وكيف لا. "

ثم استدار نحو قريته ورفع يديه وعصاه وصاح قائلاً :

"يا أهل قرية الشمس إن هؤلاء من القرية البيضاء وهم أصدقاء كبيركم فاسمحو لهم بالمكوث هنا وأحسنوا ضيافتهم . "

اقترب أحد الرجال من دوري وهمس في اذنه بصوت خفيف:

"هل تعرفه يا دوري . "

"إنه الرجل الذي عملت عنده في صغري إنه من علمني الزراعة . "

"هييي إذاً لم نأتي إلى هنا بالصدفة أليس كذلك . "

"ربما فهذا هو الطريق الوحيد الآمن الذي أحفظه ."

"ولكن ألم تفكر فيهم ."

"كيف؟ "

"ربما يأتي الوحش لاحقاً بنا وبهذا سننقل مصيبتنا إليهم وهم لا يستحقون ذلك. "

"لاتقلق فهو لم يأتي. "

"هاا وكيف عرفت؟ "

"لو كنا فريسته لسحقنا بجسده المخيف قبل حتى أن نفكر بالهرب ولكني قبل أن أهرب نظرت لحظة سريعة
في عينيه فأحسست منهما أنه لا يهتم بنا بتاتاً بل يهتم بشيء آخر. "

"ماذا يريد إذاً؟ "

"مهما كان يريد سنعرف عندما نعود سنبيت الليلة هنا وعند الصباح سنذهب لنرى مالذي حصل . "