...

25 4 2
                                    


في بيت عائلة الماستر...

كان جالسا على الكنبة بهدوء شديد..منذ ذلك الوقت وهو على هذه الحالة..

في إنطفاء تام..

جيسوب وهانا ناقشا الموضوع كثيرا لكن لم يتوصلا لنتيجة..

فقط يبادر بالطبخ لهما ويعود للجلوس وحده..أصبح يشبه إبنه قليلا..

وبينما هما يتناقشان على الأريكة المقابلة لكنبته قاطعهما قائلا بضحكات واهنة: هيا أنتما تحرجانني حقا تستطيعان نسيان الموضوع لا داعي لأن تقولا أي شيء..

سأله جيسوب مستغربا: كيف أحرجناك؟

رد عليه كروغر بإبتسامة متعبة: كرجل من المحرج أن أبكي أمام الآخرين فما بالك بأن يكون مليئا بالحرقة والألم وأمام شابين صغيرين هو فعلا محرج..

قالت هانا مفكرة: لن نقول شيء، لكن ماذا لو قلت أنت..

فهم جيسوب مقصدها ليكمل من نفس فكرتها: أجل يبدو أنك كبت مشاعرك لمدة طويلة لذا ما رأيك أن تشاركها معنا؟

ضيق عينيه ورد: سيكون محرجا أكثر، ولم أفعل هذا سابقا كيف علي أن أشارك مشاعري..؟

قالت هانا مصرة: سوف أخرج وأتركك مع جيسوب إن تطلب الأمر..

فرفض الفكرة كليا: لن أبعدكما عن عيني هذا أولا وثانيا المشكلة ليست بك أو به، المشكلة بي أنا..

فقال جيسوب هذه المرة: ما رأيك أن تبدأ من أول صدمة لك؟. فقط لا داعي للتعمق في الأمر..

صمت كروغر ثم قال بهدوء: قبل أن تهجرنا أمي بيوم واحد..ظهرت قدرتي وكنت صاحب القدرة الملعونة من بين إخوتي، فرحوا لأجلي.. كل أفراد الأسرة فعلوا، لكن في منتصف تلك الليلة، إستيقظت جراء سماعي لأصوات خفيفة..ذهبت لتفقد الأمر فوجدت أمي في حديقة البيت..

'كانت تحدث أحدهم لكن ما إن لمحتني تقدمت نحوي وعانقتني وقبلت جبيني، ثم قالت لي أنه علي أن أظل مبتسما مهما حدث وأنه علي التغلب على الصعاب بإبتسامة عريضة..قالت لي أنه علي تسخير قدرتي لحماية الآخرين ومساعدتهم، قالت أنه علي أن أكون سند المحتاجين ولو أضطررت لحمل الكوكب على ظهري فعلي أن أفعل، أن لا أتردد عندما يتعلق الأمر بإسعاد أحدهم، أن أملك لسانا عطرا وأن أملك قلبا كبيرا..قالت إحترم من هو أكبر منك واعطف على من هو أصغر منك، أن لا أفرق بين البشر أن أكون طيبا وعزيزا، أن أكون بطلا لنفسي ثم للجميع..إن إستطعت أن أكون هذا النوع من الأشخاص فقد أصبحت أكبر الفائزين وستفخر بي إلى الأبد'

تجنب النظر لهما بسبب الدموع التي تجمعت بعينيه: أعترف أنني رغبت بأن أخبرها بأنني فعلت كل ما طلبت مني فعله..أردتها أن تخبرني كم هي فخورة بي لكن.. على ما يبدو لن أسمع هذا منها أبدا..

أخذ نفسا عميقا لإزاحة الضيق عن صدره لكن دون جدوى، ثم أكمل: أبي كان عصبيا جدا ولا يحتمل لهذا تركته.. كان يصرخ كثيرا وأظنه كان يضربها أحيانا لهذا هربت.. بعد هروبها أصبح عقلانيا أكثر لكن لسانه ظل بذيئا..كان العمل في شركته صعبا عليه بسبب كونه ناجحا جدا في مجاله..ماديا لم يرفض لنا طلب، من أراد ملابس، مصروفا، سيارة ومجوهرات وغيرها من الأشياء الثمينة لم يقل لا لنا..

Being You...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن