الفصل السادس

215 16 4
                                    

هوس القلوب ج2
الفصل السادس............

تطلعت سعاد بصغارها وهم نائمين حولها وانحدرت من عينيها دمعة
على الرغم من ان نسرين ارتكبت خطأ جسيم بهروبها لكنها اليوم تتمنى ان تهرب هي الأخرى من واقعها الخشن القاس لانها لم تعد تحتمل الإهانة والظلم والتهميش للرأي
وبعد الضرب المبرح الذي تعرضت له من قبل عمها شكري أصبحت ناقمة على حالها

ما ذنب اطفالها الأبرياء كل يوم يتعرضون للفزع ويعيشون أجواء مرعبة هم في غنى عنها؟

ان عمها ظالم وهو السبب بضياع نسرين وبتعاستها هي الأخرى وقهر اطفالها فقد صادر حريتهما وشبابهما ومالهما وحتى طفولة أولادها فضلا عن معاملته السابقة لوالدتها فقد كان همجي وجشع وبخيل وتسبب بمرضها الذي أدى الى وفاتها

تحقد عليه وتحقد وتحقد لكن بالآخر تستغفر ربها وتطلب له الهداية فهو بالنهاية عمها ودمه يسري في عروقها
انها لا تكرهه بالمعنى الحقيقي لكنها غير راضية عن حياتها معه وتحكمه وضربه وإيذاء صغارها وتتمنى ان تنفذ من هذا البيت ليتها تجد نصيبها مع رجل جدير برعايتها واطفالها وتعيش معه كباقي النساء لكن من هو الذي يرضى ان ينفق على ثلاثة اطفال وامهم انها يائسة
ان قلبها غلظ على عمها خاصة بعد موقفه من نسرين المسكينة انه يعد العدة لقتلها وكأنها قطة وليست بشر ولها حقوق ومشاعر
كان الاجدر به ان يتصل بالشرطة ويبحثوا عنها حتى يعرفوا مصيرها لماذا دم اختها يهدر بدون عقاب المذنب والاقتصاص منه؟

نهضت مسرعة عندما سمعت شكري يقول بالهاتف: "غدا سأقيم جلسة في بيتي الساعة الثالثة عصرا وكلكم مدعوين لنعقد اجتماع ونبحث امر الفاجرة نسرين التي لوثت سمعتنا وبيتنا وسنصل الى قرار واحد ...لا تدخل شرطة ولا فضائح ولا هم يحزنون نحن سنتولى البحث عنها وارجاعها فان كانت ميتة خير على خير ندفنها ونواري جثتها ونتكتم على الامر وان كانت حية فنغسل عارنا بيدنا"

وضعت سعاد يدها على صدرها وخفق قلبها خوفا يا ويلها فقد تطور الامر وكبر الموضوع وأصبح الامر بغاية الخطورة ومصير نسرين بيد الظلمة مسكينة يا اختي

انا واثقة انك بريئة وانك لا تستحقين كلام السوء عنك وما سيحصل لك وانك مظلومة وأتمنى من الله ان ينصفك وينصرك عليهم كما اني واثقة انك حية وستعودين وساراك مجددا يا وحيدتي.
.................................................. ..................................

توقف غسان فجأة عندما كان يسير في الرواق وتسمرت عيناه ولاح بهما القلق وتحركت اهدابه ببطء عندما شعر بشخص خلفه وانزل يده ببطء شديد الى حزامه وقبل ان يمسك سلاحه جفل عندما قبضت يد قوية على كتفه من الخلف ليقول محمد بنبرة مركزة: "لا يلجأ الى السلاح الا الخائف والمترقب او من يريد ان يدافع عن نفسه او من يريد ان يغدر فأي منهم انت؟"

استدار غسان وارتسمت على محياه ابتسامة وقال بترحيب وهو يفتح ذراعيه: "محمد! حمد لله على سلامتك"
واراد ان يحضنه لكن محمد لم يحرك حتى رمشه مما جعل غسان ينزل يديه ببطء وتطلع بعينيه الحالكتين وكان مظهره لا يبشر بخير وبملابسه الغريبة والشماغ الذي يلفه حول رأسه بدى كقاطع طريق!

هوس القلوب الجزء الثانى لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن