الفصل التاسع

211 11 0
                                    

الفصل التاسع.......

قاطعته قائلة بدموع: "لا .... مستحيل .... لن اسلمك يدي مرة أخرى لم اعد احبك ولم اثق بك وليس لي أي مشاعر اتجاهك سوى الكراهية .... قلت لك ارحل ولا تخرب حياتي"
صرخ بها وهو يشدها اليه: "حياتك؟ أي حياة؟ سعيدة بجابر الكاسر؟ استحليت حضنه؟ ليس لك ذلك يا نسرين ولو اخترت جابر سأكون العثرة التي ستسقطك ولم تواصلي طريقك اريد حقي بك .... اريد حقي ولن أفرط به ابدا"
قاومته بشراسة وقالت بانفعال: "لا تلمسني نعم اخترت جابر لانه افضل منك بكثير على الأقل انه صريح معي وهدفه واضح لم يكذب ولم يخن ويخلف الوعد كغيره من اشباه الرجال .... يكفي انه انتشلني من بؤرة السواد والرذيلة والمجون التي رميتني بمنتصفها و"
توقفت عن الكلام عندما صفق لها عدة صفقات وعيونه تلمع ببريق الغيرة والشر وقال كلام بمنتهى الخشونة وبنبرة ساخرة لكن المشكلة انها الحقيقة مما جعل قلبها ينبض بقوة ويؤلمها: "ممتاز كلام رائع بحق الكاسر الشهم .... بصراحة اعجبني ذلك الفارس المغوار الصريح .... كم تغيرت يا نسرين لا اكاد اصدق عيني اين ذهب نقائك؟ اين البراءة بعينيك؟ تقيمين في هذا البيت تحت مسمى خليلة وصاحبة لرجل كل ميزته انه غني وبماله اشترى وانتقى جسد جميل يشبع به جوعه للمعصية وتدافعين عنه باستقتال .... ذلك الفارس الشهم يستلذ المعصية وانتشلك من هناك ليس من اجل الستر والإنقاذ بل انتقاك لانك دخلت مزاجه وغدا سيملك وينتقي أخرى بمواصفات أفضل .... الكاسر أفضل مني؟ كيف حكمت؟ هو رجل وانا اشباه الرجال! كيف اثبت لك انه رجل؟ لانه اغتصبك؟ أعجب من امرك رفضت سابقا ان نقضي ليلة في بيت لوحدنا وبعت علي الشرف واسطوانة الحلال والحرام والان بكل سعادة تقيمين في بيت زبون أيام وليال وتقدمين له نفسك كلما أشار بيده! ترى لماذا؟ لانه غني؟ ثرائه زغلل عينيك؟ اغراك بالمادة وسلب كل شيء منك؟"

وضعت يدها على جبهتها وهي تشعر بالدوار القوي والانهيار وقالت بنبرة باهتة وانكسار: "انا الذي أعجب منك تتكلم وكأنك صاحب حق ونسيت انك السبب بكل ذلك .... ارحل من فضلك لا تفسد علي حياتي من جديد لو رآك جابر هنا ستحل الكارثة انه بيته وانا هنا له فعلا كما قلت هو اشتراني بماله وانا سلمت للامر لم اعد اشعر بالكرامة الكرامة نحرت منذ انتهكت على يد غسان الأسود وتعذبت وضربت على يديه واستبحت وتعريت فتجردت من الإحساس ورضيت ان أكون عبدة لا تسأل عن البراءة ولا النقاء ان ما تبحث عنه لم يعد عندي وكل ذلك بفضلك"

ان كلامها الاستسلامي وتمسكها أشعل النار بقلبه واستفزه ليسرع اليها ويقبض على عنقها ويضغط عليه بأصابع فولاذية وهو يهتف بتحدي وفقدان صواب: "لن ادعك له لأني احبك احبك ...احبك"
تمسكت بيديه محاولة بخواء ان تبعدهما عن عنقها وتمثل امامها كملك الموت الذي جاء لانتزاع روحها وانهاء حياتها وبرزت عينيها واخر ما رأته اسنانه وهو يصك عليها بغيظ كأن الشيطان تملكه ووسوس له ان يقتلها انتقاما وظلما
ارخى يديه بالتدريج عندما احتقن وجهها وتغير لونه وحتى يديها توقفتا عن المقاومة ونزلتا ببطء
عاد الى صوابه عندما شعر انها ستموت بيديه وابتعد بسرعة وراقبها وهي تتهاوى الى الأرض كالفاقدة وتلفت هنا وهناك باضطراب وقلق ثم نظر الى الباب ولم يجد امامه الا الهرب قبل ان يكشفه أحد هنا!
.................................................. ..........................................

هوس القلوب الجزء الثانى لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن