● الأمر الأول ●
في طُرقه مستشفى .
_: يدكتور مش معقول ابداً! دي كُل مريض تبقا مسئوله عنه يتوفى حتى العمليات الي بتدخلها لازم المريض يطلع منها مي_ت؟
اتنهد الدكتور التاني و قال : ده قضاء و قدر يا يرامز و المريض بيتوفى طبيعي يعني هي ملهاش دخل بمو_تهم
بصله رامز و هو بيقول : مش مطمن ، استأذنك عشان عندي مُتابعه
مشى رامز و اتجه الدكتور التاني لمكتب مكتوب عليه " سمر على " ، دخل بعد ما هي سمحت لهُ بالدخول و قال برجفه : عندنا عمليه كمان نص ساعه ، يلا عشان نجهز
وشها اصفر و هي بتقول : حاضر ، جايه وراك يدكتور يوسف .... جايه
خرج يوسف من عندها و هي فتحت شنطتها و هي بتاخد المُهدأ بعد ما سمعت انها داخله ع عمليات ، همست لنفسها و هي سانده بأيديها ع المكتب و باصه للمرايا الصغيره قُدامها : العمليه هتاخد ساعتين ... ساعتين و هيكون قُدامكم
خدت نفسها و هي بتترعش و عينيها مليانه دموع ، خلعت ساعتها و حطتها ف استيك بنطالونها و خرجت من مكتبها
_______________
في غُرفه العمليات .
خلصت تعقيم نفسها و وقفت قدام المريض المتخد_ر على السرير و عينيها اتملت دموع لما شافت إنه طفل مكملش عشر سنين ، فكرت إنها تستأذن و تدخل دكتور غيرها بس لقت انها تحافظ على حياتها احسن
شاورلها الدكتور يوسف و هو بيقول : سمر! هنبدأ ركزي
هزت راسها بحاضر و هي بتمسك الادوات و بتبدأ في العمليه ، دموعها نزلت و هي شايفه دم الطفل ع الجلوفز بتاعها و ملامحه البريئه
لاحظ دكتور يوسف نظراتها للطفل و فضل مركز معاها للآخر و هي لاحظت ده فحاولت إنها تبان طبيعيه
جهاز النبض بدأ بالتصفير و الدكاتره كُلهم بدأوا يتوتروا و بيحاولوا إنقاذ ما يُمكن إنقاذهُ و لكن خط مُستقيم ظهر على الشاشه ، حاول دكتور يوسف ينعش قلبه خلال الثوانِ الي فاضله و لكن فشل و كإن روحه إتسحبت من قبل ما يم_وت اصلاً!
بكت سمر و هي بتقلع الجلوفز و الماسك و بترميهم في الباسكت و خرجت بره غُرفه العمليات و ملحقتش لأن اول من جرى عليها هي والده الطفل و هي بتمسك ايديها و بتترجاها : بالله يدكتوره قولى انه بقا كويس! ابني بخير صح!
سحبت سمر ايديها من ايد والده الطفل و هي بتترعش و بتقول : البقاء لله ... شدي حيلك
و جريت بعدها على مكتبها و خرجت من بنطلونها الساعه و هي مركزه فيها و بتقول : ده طفل! ارجوك هقدمللك غيره بس مش ده! القُربان ميبقاش الطفل ده ارجوك
دق الباب فقامت بسرعه و هي بتمسح دموعها بمنديل و بتحط الساعه في الشنطه و قالت : ايوه! مين
قال الي بره بصوت عالى : انا دكتور رامز
قالت و هي بتحاول تمسح اكبر كميه من دموعها الي تقريباً ملت وشها : اتفضل يدكتور
دخل رامز و هو بيقول : سمعت إن العمليه فشلت ربنا يرحمه بس للأسف يدكتور إحنا لازم نطلع تقرير طبى بإن الطفل توفى طبيعي
دخل يوسف و هو بيقول بته_جم : الطفل إحتماليه نجاته كانت 95% و ده مش أول مريض يتوفى تحت ايدك ، هتتحولى للتحقيق و فريق طبى كامل هيشرف على الجثث
سمر بعصبيه : مين الي قدم البلاغ! ده قضاء و قدر يدكاتره و محدش هيمنع امر ربنا
قرب منها الدكتور يوسف و قال بثقه : انا الي قدمت البلاغ و سامحيني ي دكتوره انا اقسمت بالله قبل ما ادخل الشغل ده فأكيد مش هشوف حاجه غريبه بتحصل ف المستشفى و اسكت مفهوم!
خرج من عندها و قعد رامز قدامها و هو بيقول : سمر انتِ ع حافه الشك ، احكيلي انا و اوعدك مش هقول لحد تماماً بس لازم نجيب دليل يثبت إن المرضى مش بيمو_توا قصد منك!
حطت ايديها بين وشها و هي بتعيط فكمل رامز و هو بيرفع وشها : يدكتوره انتِ كُنتِ من اكفأ الدكاتره عندنا اي الي حصل!
قامت سمر و هي بتلبس ساعتها و بتقول : محصلش اي شئ عشان احكيه يدكتور ، و انا جاهزه للتحقيق
وقف قدامها و كان هيتكلم بس قاطعته و هي بتقول : لو سمحت يدكتور انا شغلى انهرده خلص و هكون متواجده بكره ف المستشفى عشان التحقيق الي صاحبك عامله ده .. عن اذنك
خرجوا هما الاتنين و سابت المُفتاح مع عامله النظافه عشان تدخل تنظف المكتب .
_______________
في منزل سمر .
دخلت البيت الي بقا مليان غُبار و مفيش غير رُخامات المطبخ و الحمام الي نضيف
رمت شنطتها على الكُرسي و هي بتطلع ازازه عصير تشربها بعد تعب اعصاب اليوم ده
قعدت على رخامه المطبخ كعادتها و هي بتبص لنفسها ف ازاز الميكرويف و عقلها بيفتكر الي حصل من شهر ... شهر بالظبط
_رجوع بالزمن_
كانت بتسمع فيديو من فيديوهات من بيدج في الضلمه و هو بيتكلم عن البنت الي قابلت الدكتوره الم_ي_ته في المش_رحه ، قفلت الفيديو و بتقول : اروح شُغلى ازاي دلوقتي ، قولت ميهّ مره مش هتفرج ع الفيديوهات دي تاني تؤ!
دخلت اوضتها و هي بتخرج صندوق خشب قديم فيه صور عيلتها ع مر الزمن عشان تلهي نفسها من الخوف
اخدت مُعظم صور وابدتها لأنها بتحبها جداً و دايماً بتحب تشوف لبسها التسعيناتي
اول صوره كانت والدتها لابسه بلوزه نبيتي ع جيب اسود فيه ورد احمر و سانده ع عربيه نفس لون البلوزه
الصوره التانيه كانت ليها هي و والدتها ، كانت شيلاها و هي بتاكل من العيش الفينو الي اكبر منها و قاعده على الشلته
الصوره التالته كانت صوره بيت جدتها القديم جداً و والدتها واقفه حزينه و شُنط هدوم جنبها
مفهمتش الصوره و لي الشُنط دي و لي مصورين البيت اصلاً! مهتمتش و هي بتر_مي الصوره في الصندوق تاني بس لاحظت إنه مكتوب حاجه ورا بالحبر
مسكتها تاني و هي بتحاول تقرأ الخط و ف الاخر قدرت تقرأه و كانت مكتوب
| في الثامن عشر من شهر اغسطس عام الف تسعمائه و سبعون ، كان يومي ملئ بالعواصف الحزينه التي هبت على عائلتي ، يوم مشئ_وم يدب الخوف في قلبي حين سمعت صراخ جارتي و هي تستنجد بأحد و عندما ذهب أبي إليها ليرى ماذا هناك لم يعود و لا نعرف اين ذهب بحثنا عنه لإعتقادنا إن لص قت_له او ما شبه و لكن دون جدوى ليس لوجوده هو او جارتي اي اثر ، اليوم نترك المنزل الذي جمع عائلتي جميعها ، المنزل الذي كانت جدارهُ تحتضنا وسط بروده الشتاء و تُلطف علينا بين حراره الصيف ، المنزل الذي قضيت عُمري بهِ بين اسرتي و افراد عائلتي التي يأتون لزيارتنا كُل يوم خميس ، اصبح الأن المنزل المُرعب لنا جميعاً ، اصبح فارغ بعد غياب ابي لم يأت احد لنا و لم يأت ابى و يقول إنها فقط مزحه ، اليوم التي فقدنا طمأنينه قلوبنا بهِ |
خلصت قراءه و هي باصه قُدامها و بتقول بسخريه : اي قضه ف الضلمه دي!
لمت الصور و حطتهم فوق الدولاب تاني و بعدها دخلت تنام و عقلها مشغول بالي قرأته ، والدتها عُمرها ما حكت حاجه زي دي! ولا حتى السنين الي عيشت فيهم مع نينا؟
فتحت عينيها فجأه و هي بتقول : لأ لأ لأ ... شغفى مش هيخليني اروح بيت نينا ده لأ
تاني يوم .
خلصت شُغل ع المغرب و ركبت تاكسي لعنوان بيت جدتها القديم الي عرفته عن طريق بطاقه والدتها قبل الجواز
وصلت للعماره و كانت مهجوره مفيش غير شُباك واحد منور ضوء بسيط
همست و هي بتبض للشباك : ده لنضه اصيله لسه شغاله لحد دلوقتي !
اخدت البنسه من شعرها و هي بتحاول تفتح الباب لحد ما اتفتح معاها لأنه مصدى ، اول لما دخلت شمت ريحه وحشه فأعتبرتها بسبب كتمه الشقه من سنين ولعت الكشاف الي جابته و هي بتحطه على اول كُرسى قابلها فضلت تدور ف الشقه و هي مُعجبه بكلاسيكيه المكان مع إنه مليان غُبار و مش باين اغلب ملامحه
بصت من البلكونة و هي بتتفرج ع الشارع و بالليل بصت تحتها لقت إن نور الشُباك الي لمحته قبل ما تطلع بينور و يطفى و فجأه اتهبد الشُباك و اتفتح مره واحده ، اتنفضت لورا و هي بتقول : ده الهوا اكيد الهوا
اخدت الكشاف و هي بتنزل و بتبص ع الشقه بالراحه لقت عُقب الباب قُدامه خيال قُطه
بسبست للقُطه و قالت : دخلتي هنا ازاي! بسبس بسبس
زقت الباب برجلها عشان القُطه تطلع بدال ما تتحبس جوا و تم_وت من الجوع
الباب اتزق بسهوله و هي مُستمره بتنادي ع القُطه
الباب اتفتح حته صغيره و صوت التزييق بيعلى و هي بتبص ع القُطه
قالت و هي بتدخل راسها من فتحه الباب و بتبص وراه لقت القُطه
سمر و هي بتمد ايديها : بسبس تعالى ينونو اي الي دخلك هنا! تعالى مش هتلاقي اكل هنا
كانت بتكلم القُطه و هي ما زالت واقفه برا الشقه و راسها الي جوا لقت القُطه بتقف ع رجليها عشان تطول ايد سمر ، تلقائياً من سمر كانت هتشيلها و لكن القُطه خرب_شت ايديها جامد و نزلت د_م كتير وقع ع الارض و هو بيتوزع ع شكل خط مُستقيم لحد ما وقف قُدام القُطه و هي باصلها بعين مفتوحه ، فضلت سمر متنحه للد_م و لسانها متلجم لحد ما حست فجأه إن حد بيشدها لجوا الشقه و الباب اتهبد و هي وقعت ع الارض و راحت لعالم تاني تماماً
متعرفش قد اي من الوقت فات على ما فاقت و هي بتقوم من ع الارض و بتبص حواليها ، ضوء ازرق خافت جاي من اخر الطُرقه الي لونها اسود كاتم و سامعه اصوات دوشه زي ما يكون جايه من بعيد اوي
إتسحبت و هي قلبها مقبوض للأوضه الي طالع منها ضوء ازرق و الصوت بدأ يعلى تدريجياً
وصلت للأوضه و هي شايفه اشخاص ساجدين لكائن طويل و جانبه بخط بالطول واقف اشخاص قصيرين الي على اليمين عيونهم لونها ابيض و الي على الشمال لونها اسود و الضوء الأزرق تحت كُل واحد فيهم و الناس الي ساجدين ماسكين في ايديهم اطباق مليانه د_م و هما بيطلعوا همسات غريبه ، رفعوا نفسهم و هما بيدلقوا الد_م في حوض كبير قدام الكائن الطويل ده كان لونه اسود غامق اوي مش سمار طبيعي و ملهوش شعر و عيونه حمرا و لابس عبايه طويل و واسعه لونها اسود مش باينه من بشرته
رجعت لورا و هي بتشهق من جامد من نظراته و الناس الي قُدامه
حست انها خبطت في حاجه صلبه بتبص بخوف لقت واحد من الي عينيهم سوداء و وشه فيه خيوط من جرح كبير و نازل منهُ د_م مسك ايديها و دخلها جوا ، وقفت جنب الي ماسكين الاطباق و هي بصلهم برعب و لسانها مش قادر ينطق ولا حرف من القرآن ، خرجوا كُلهم بعض ما دلقوا الد_م و فضل الي عيونهم سودا و بيضا و زعيمهم
اتلكم بصوت مُخيف و هو بيقول : اي الي دخلك الشقه دي يحفيده رؤوف ؟
برقت و هي بتقول : تعرف جدي! انتوا مين!
اتكلم و هو بيشاور عليها و بيقول : محدش قالك إنك متدخليش الشقه و ملكيش دعوه بالقُط!
قعدت على الأرض و هي بتعيط و بتخبط على دماغها : اي الي حصل ! انا بتخيل ... بتخيل
زعق و قال : معنديش تخيلات ، كُله واقع و لازم تعيشيه و تنفذي الي أأمرك بيه
بصت لهُ و هي حاطه ايديها على راسها و بتبكي و قالت : انفذ اي! و اوامر اي و انتَ مين؟ شكلكم مُرعب ... مُرعب اوي
اتنفس بغضب و صوت نفسهُ كان عالى و هو بيقول : مش بنرعب ... مش بنرعب احنا بنأ_ذي و بس ، مش انتِ طبيبه
قالت بخوف : ايوه ... ايوه دكتوره
ابتسموا الي واقفين جنبوا فقال : انتِ قُدام الأمر الواقع و محتاجيب منك قرابين
برقت و قالت : اي! قرابين اي و اجيبها منين؟
زعق للمره التانيه و قال : اي مريض تحت ايدك هيموت و روحه هتبقى قُربان ليا و لأهلى
وقفت و هي بتقول : يعني اي ارواح تموت عشانك انتَ و اهلك مش هيحصل ابداً
ابتسم بش_ر و قال : يبقى انتِ القُربان لينا هتتعذبي و ده هيكون شبعي انا و اهلى
عيطت و هي بتقول : مكنش قصدي ادخل الشقه ، انا بحلم اكيد بحلم بحلم .... لا فوقى بتحلميي يسمر بتحلمييي
قال : ششش ، قولتلك معنديش تخيلات هتعصى امرى يحفيده رؤوف!
بصت له و هي قاعده ع الارض و شعرها لازق في خدودها من الدموع و قالت برجفه : ل لأ ، اقدمهولكوا ازاي!
ابتسموا بخبث و هو بيقول : اي شخص هتبقى مسئوله عنه هيموت و روحه هتجيلنا و ازاي! من نفس الساعه الي جدك حاول ياخد فيها قُربان كُنا محتاجينه
زعقت و قالت : انتَ الي اخدت جدو! ازاي و لى! ليي!
قعد و قال بعد ثانيتين : عشان حاول ينقذ روح من اننا نشبع بيها!
وقفت بالعافيه و هي بتقول : ساعه اي! مش فاهمه حاجه؟
قال و هو بيبص ليمينه : اعطوها الساعه ... افتحي ايدك
فتحت ايديها و هي بتتنفس بصعوبه ، قرب منها واحد عينه بيضاء و سنانه مليانه د_م و بيحط ساعه في ايديها مليانه د_م و ريحتها وحشها
بعدتها عن مناخيرها و هي بتقول : هي دي الي هتنقل الارو_اح!
قال و هو بيقرب منها : ايوه ، و لو اعترضتي عن اي قُربان يجيلك هتكوني انتِ الضحيه و احذرى ان حد يعرف بحاجه فاهمه! ، نفخ في الساعه و اتشال عنها الد_م و بقت ساعه عاديه و تُراز قديم
حست انها بتتسحب و هي بتغمض عينيها و ما فقتش غير على سريرها و الشقه مليانه غُبار عدا المطبخ و الحمام و الساعه في ايديها
_عوده بالزمن_
نطت من ع الرخامه و هي بترمي علبه العصير الي مشربتهاش و لقت تليفونها بيرن برقم الدكتور رامز
سمر بتعب : ايوه يدكتور ... في تحقيق تاني ولا اي!
رامز بخوف : سمر انتِ لازم تعرفيني حقيقتك لازم
اتعدلت و هي بتقول بإستغراب : حقيقه اي! مش فاهمه؟
رامز برجفه : سمر .... الدكتور يوسف عمل حاد_ثه و توفى .
( قولوا رأيكم عشان كذا حد قالي اكتب رُعب تاني و اعملوا ريأكت و ارفعوا البوست )
#سلمى_اسامه
#الأمر_ليس_بيدي
YOU ARE READING
الأمرُ ليس بيدي
Horror| في عالمي لا يوجد الإستيعاب او ما شبه يا هذا ، انتَ في مكان وجب عليك عدم التخيل بهِ ، تُقدم كوبً من الدماء لأتجرع منهُ كيفما اشاء ، عليك تنفيذ ما اتفوه بهِ دون النطق لن تجد صوتاً يصدى بالمكان إلا و كان صراخ عذابك معي |