طفلانِ تحت الشجرة، يصفِّفانِ أحلامهما على عجل،
قال الأول: سأصير جنديًّا مثل أبي.. وسأموت مثله.. كي تحبني أمي أكثر، قال الثاني _وقد كان بدينًا_: وأنا سأكتب عنكَ، كي تحبك، خمسون أمًّا أخرى، قال البدين على المقهى، هذا الوطن سمج يا صديقى.. صعب الإرضاء، وصعب الحذف، هذا الوطن.. الصغير بحجم حلم، الكبير بحجم جرحٍ غائر، سمج كبقعةِ زيت، البارحة، مات سائقُ الحافلة، هكذا فجأةً، قد يموت سائق الحافلة الثرثار، لمجرد أن الفكرة راقت للوطن، البارحة، مات خمسون طفلًا، كانوا يردِّدون الهتاف الوطنى وراء سائق الحافلة "نموت نموت ويحيا الوطن" نموت نموت ويحيا الوطن "نموت.. نموت و...
البارحة يا صديقي، مات سائق الحافلة، وخمسون طفلًا، بسبب خطأ إملائي بسيط، في الهتاف الوطني.
أنت تقرأ
مذكرات مجهول
Romanceمُذكرة نادرة، أُدون عليها بخط رثّ. ستكتشف الفوضى المخبئة وأني لستُ الشاب الهادئ المبتسم بنمطية، إنني مليئ بالفوضى والمشاعر التي تتضارب.